اخبار الساعة

أمراض قاتلة تهاجم سكان تعز اليمنية.

اخبار الساعة - حسام الخرباش بتاريخ: 24-10-2016 | 8 سنوات مضت القراءات : (8657) قراءة
تشهد محافظة تعز - وسط اليمن - تدهورا حادا على المستوى الإنساني والصحي ؛ نتيجة دمار الحرب وأمراضها وجراحها على كل مناطق المحافظة .
 
وفي ظل النزاع المسلح الدائر في تعز منذ نحو ١٨ شهراً ؛ توقفت معظم مستشفيات المحافظة ؛ إثر تضرر المستشفيات وتوقف الخدمات ونزوح الكوادر الطبية ، وانعكاسات الحرب التي أصابت مؤسسات ومرافق تعز بحالة من الشلل.
 
ويعد مرض الكوليرا أحد أبرز الأمراض التي ظهرت مؤخراً في اليمن، وتنتقل الكوليرا عبر الطعام والماء وهو مرض مُعدٍ يتسبب بإسهال مائي حاد وجفاف ، قد يؤدي إلى موت المريض في حالة عدم تلقيه العلاج على يد الأطباء .
 
كما تعتبر واحدة من أسرع الأمراض القاتلة المعروفة، ولا تظهر أعراض الإصابة ببكتيريا الكوليرا في المصابين بالعدوى بالرغم من وجود البكتريا في برازهم لمدة تتراوح من ٧ أيام إلى ١٤ يوماً بعد العدوى، ثم تظهر الأعراض وخلال فترة حمل الإنسان للبكتيريا يكون مُعدٍ للمرض سواء قبل ظهور الأعراض أو بعدها.
 
وكشف “رائد العبسي” منسق مشروع التواصل من أجل التنمية “C4D” التابع لمنظمة يونيسيف في مدينة المخا، أن مرض الكوليرا تفشى بين سكان مدينة المخا الساحلية التابعة لمحافظة تعز، لافتاً إلى أنه قد رصد ٦٥ حالة مشتبه إصابتها بالمرض.
 
وأكد العبسي أن الخدمات الطبية في المخا شبه متوقفة، وتفتقد المراكز الطبية للمختبرات القادرة على تشخيص المرض ومعالجته ؛ بسبب إنعدام الأدوية الخاصة بالكوليرا ، وعدم وجود كوادر طبية مؤهلة لمواجهة مثل هذا المرض، مؤكداً بأن ١٠ حالات أرسلت إلى محافظة الحديدة وتبين أنها تعاني من الكوليرا.
 
وأشار العبسي إلى أن عدد من السكان رجحوا أن تكون المياه التي تضخها مؤسسة المياه للسكان كل يومين هي مصدر للكوليرا لعدم تعقيمها مؤخراً بسبب غياب المختصين، حيث من المحتمل أن يكون الماء مصدر نقل الكوليرا ، ويجب أخذ عينات منه وفحصها كإجراء احترازي لمعرفة مصدرها.
 
وأعلنت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء الماضي ارتفاع عدد الحالات المصابة بمرض الكوليرا في اليمن إلى١٨ حالة، في حين تم تسجيل ٣٤٠حالة يشتبه في إصابتها بالوباء نفسه.
 
وتوقعت المنظمة أن يصل عدد المصابين - إذا لم تتوافر استجابة عاجلة- إلى ٧٦،٠٠٠ حالة إضافية في ١٥ محافظة، مؤكدة أنها بحاجة إلى أكثر من ٢٢ مليون دولار، منها مبلغ ١٦،٦ مليون دولار وبصورة عاجلة لإحتواء الكوليرا باليمن وتوفير الرعاية والأدوية لمن أصابهم المرض.
 
وفي وقت سابق ناشد ممثل اليونيسف في اليمن جوليان هارنس الجهات المانحة لدعم المرافق الصحية في كافة أنحاء البلاد ، ورفع مستوى الاستجابة لإحتواء هذا المرض الخطير ، خصوصا مع تدهور النظام الصحي في اليمن جراء استمرار الصراع”.
 
* السل”الدرن” القاتل ينتشر
 
مرض السل هو أحد الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي ، وينجم السل عن جرثومة (المتفطرة السلية) التي تصيب الرئتين.
 
ينتشر السل من شخص إلى آخر عن طريق الهواء ؛ فعندما يسعل الأشخاص المصابون بسل رئوي أو يعطسون أو يبصقون، ينفثون جراثيم السل في الهواء ، ولا يحتاج الشخص إلا إلى استنشاق القليل من هذه الجراثيم حتى يصاب بالعدوى، ويمكن أن يتوفى  المصاب بالسل في حال لم يتلق العلاج والرعاية الصحية.
 
وتزايدت حالات الإصابة بالسل”الدرن” بتعز في ظل توقف مستشفى الدرن المتخصص بعلاج السل في المدينة .
 
وقال مدير مركز مكافحة الدرن الدكتور “ياسين الأثوري” أن المستشفى تعرض لعملية نهب واسعة من قبل مسلحين ، ولم يتبق به شيء ، كما توقفت مخصصات المستشفى في بداية الحرب ، فيما نهبت السيارات التابعة للمستشفى ، مشيراً إلى تشكيل وحدة متخصصة بالسل في مستشفى الثورة داخل المدينة، وأخرى في مستشفى الخليج بمنطقة الحوبان ، ولعدم وجود أجهزة الفحص فقد أعتبر الأثوري أن التشخيص السليم يمثل عائقا أمام هذه الوحدات.
 
وأوضح الاثوري أن ١٨٢ حالة مصابة بالسل اكتشفت من قبل وحدة مستشفى الخليج منذ بداية العام الحالي ، كما اكتشفت ٨٢ حالة في مستشفى الثورة في الربع الثاني والثالث من العام الجاري، منوهاً بأن نزوح المواطنين إلى الأرياف والمحافظات المجاورة تسبب بتراجع نسبة اكتشاف الحالات المصابة بالسل بنحو ٥٠٪.
 
وأكد الأثوري على أن عددا من الأدوية الأساسية بالسل يقدمها الصندوق العالمي لمكافحة السل عبر وزارة الصحة العامة والسكان ، إلا أن العلاج توقف عن التدفق لداخل المدينة؛ بسبب حدة المعارك لفترات طويلة، ويصل حالياً إلى مستشفى الثورة بصعوبة.
 
وأضاف” أن نسبة الوفاة بسبب هذا المرض تفوق الـ 50 % من نسبة من أصيبوا به ، والوضع الحالي وبقاء المستشفى متوقف سيعمل على انتشار المرض بشكل كبير ، وسيتفاقم الوضع إن لم تقم المنظمات بإعادة تجهيز مستشفى الدرن بالأجهزة اللازمة والنفقات التشغيلية لإحتواء توسع انتشار السل بين السكان”.
 
* البعوض يهدد حياة المدنيين
 
انتشر مرض الملاريا وحمى الضنك في تعز بشكل كبير منذ اندلاع المعارك بالمحافظة، وتوفي عشرات المدنيين إثر الإصابة بالضنك والملاريا ، ويصاب الإنسان بمرض الملاريا عند تعرضه للدغ أنثى البعوض” أنوفليس” الحامل للمرض وتظهر علامات الإصابة بالملاريا بعد مضي 7 أيام أو أكثر من تعرض الإنسان  للدغة البعوض ، وقد تتسبب الملاريا بموت الإنسان المصاب بها خاصة الأطفال في حال عدم العلاج المبكر .
 
أما حمى الضنك فهي عبارة عن عدوى فيروسية، تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة بعوضة أنثى من جنس الزاعجة مصابة بالعدوى.
 
وتظهر أعراض المرض خلال فترة تتراوح بين٣ أيام إلى ١٥ يوماً، من تعرض الإنسان للدغة ، وبحال لم يتلق المريض العناية الطبية اللازمة والأدوية، فمن المحتمل أن يحدث له نزيف  إثر نقص صفائح الدم، ما قد يتسبب بوفاة المريض.
 
   وفي هذا السياق يقول الدكتور “أحمد الدميني” مدير مركز الطوارئ الباطنية بمستشفى الثورة الحكومي بتعز، أن المستشفى استقبل حوالي ٦ ألآف حالةمصابة بحمى الضنك ، وعشرات الحالات مصابة بالملاريا خلال الربع الأخير من عام ٢٠١٥، وهي أعلى نسبة منذ اندلاع الحرب بالمدينة ، كما استقبلت المستشفيات - التي لاتزال تعمل - مئات الحالات ، وحالات أخرى لم تتمكن من الوصول إلى المستشفيات ، وتوفيت بسبب عدم قدرتها الوصول للعلاج نتيجة المعارك الدائرة والمستمرة ، إضافة إلى الظروف الاقتصادية المنهارة خاصة في الأرياف ، موضحاً أن مستشفى الثورة استقبل خلال الربع الثاني من العام الجاري ١٥٠حالة مصابة بحمى الضنك والملاريا.
 
ويضيف الدميني أن الأدوية الخاصة بالضنك تنعدم أحياناً من الأسواق ، وبحال توفرت فالبعض غير قادر على شرائها ، منوهاً أن مختبر مستشفى الثورة يقوم بإجراء الفحوصات مجاناً للمدنيين ، ويعتمد الأطباء على مستوى الصفائح الدموية لتشخيص الضنك ، ولكنه يفتقر لإمكانيات فحص العزل الفيروسي PCR ، وهو الذي يؤكد الإصابة بالفيروس المسبب للضنك، مطالباً المنظمات الدولية بتوفير الدعم للمختبرات الحكومية ، وتوفير أدوية الضنك والملاريا مجاناً للمدنيين.
اقرأ ايضا: