لماذا قرر أوباما طرد الدبلوماسيين الروس من الولايات المتحدة
تطرقت صحيفة " أرغومينتي أي فاكتي" إلى قرار البيت الأبيض طرد 35 دبلوماسيا من العاملين في السفارة الروسية في واشنطن والقنصلية في سان فرنسيسكو.
جاء في مقال الصحيفة:
قرر البيت الأبيض يوم 29 ديسمبر/كانون الأول 2016 طرد 35 دبلوماسيا روسيا من العاملين في السفارة في واشنطن والقنصلية في سان فرنسيسكو. ويبرر الجانب الأمريكي هذا القرار، بأنه رد على "ملاحقة أجهزة الأمن والشرطة للدبلوماسيين الأمريكيين في روسيا". وكذلك اشتباه أجهزة الاستخبارات الأمريكية بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عبر الهجمات السيبرانية للهاكرز الروس.
وقد أمهلت السلطات الأمريكية الدبلوماسيين الروس مدة 72 ساعة لمغادرة البلاد مع عائلاتهم. وإضافة إلى ذلك، أغلقت إدارة أوباما مجمعين سكنيين تعود ملكيتهما إلى روسيا، لأن هذه المواقع الروسية في ولايتي ميرلاند ونيويورك، وفق البيان الصادر عن أوباما، تستخدم لـ "أهداف استخبارية"، لذلك "يجب إغلاقها". علما أن العقار الأول، الذي تبلغ مساحته 18.2 دونما ويقع في منطقة بيونير بوينت بولاية ميرلاند على ضفاف خليج تشيسابيك على بعد 100 كلم عن واشنطن، كانت السفارة السوفياتية قد أشترته عام 1972. أما العقار الثاني فمساحته 5.66 دونمات، ويقع في ولاية نيويورك على ساحل المحيط الأطلسي، حيث مقر القنصلية الروسية العامة والممثلية الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة. وكانت السفارة السوفياتية قد اشترته عام 1954. وكان الدبلوماسيون الروس يستخدمون المجمعين كدور استراحة وفي الاحتفال بالمناسبات الرسمية.
كيف سترد روسيا على هذه الإجراءات؟
وعدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بأن موسكو لن تسكت على أي تصرفات عدوانية من جانب الولايات المتحدة، بما في ذلك الموجهة ضد البعثات الدبلوماسية الروسية. كما أكدت أن تصريحات واشنطن كاذبة بشأن القراصنة الروس، وأن إدارة أوباما تستخدمها لتبرير أخطائها. وكتبت زاخاروفا في موقعها على شبكة فيس بوك: "تحدثنا عن ذلك على مدى عدة سنوات متتالية – الأشخاص الذين يقيمون في البيت الأبيض مدة ثماني سنوات ليسوا إدارة، بل إنهم مجموعة فاشلة في السياسة الخارجية، وحاقدة وضيقة الأفق، واليوم اعترف أوباما بذلك رسميا".
أما كيلين كونواي مديرة حملة ترامب السابقة، فقد أشارت إلى أن هذه العقوبات والإجراءات المناهضة لروسيا محاولة من أوباما وإدارته للحد من نشاط ترامب. وقالت: "حتى الذين يتعاطفون مع أوباما في العديد من القضايا، يشيرون إلى أن هدف هذه الإجراءات هو إحباط الرئيس المنتخب ترامب".
وقد وعد ترامب بالاجتماع مع ممثلي أجهزة الاستخبارات الأمريكية بعد فرض أوباما العقوبات الجديدة على روسيا. وقال "حان الوقت لبلادنا للتقدم نحو الأمور الأفضل والأحسن من هذه. ومع ذلك من أجل مصلحة بلادنا ومصلحة شعبنا العظيم، سوف ألتقي مسؤولي الأجهزة الاستخبارية في الأسبوع المقبل، لكي يخبروني عن الحقائق بشأن هذا الوضع".