مفتي السعودية يعتبر الغناء فسادا ومفتي مصر يراه حسنا ويقول: "اللي زهقان من حياته لن يعطلنا"

حمل مفتي السعودية ورئيس هيئة كبار علمائها، عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، بشدة على التوجه المحتمل لفتح دور للسينما واقامة حفلات في المملكة معتبرا أن هذا الأمر يشكل مصدر "فساد".

وقال عبد العزيز بن عبد الله، وهو أعلى مرجع ديني في البلاد، في تصريحات نشرها موقعه الرسمي، السبت 14 يناير/كانون الثاني، نقلا عن البرنامج الأسبوعي مع المفتي على قناة "المجد" الفضائية: "نعلم أن الحفلات الغنائية والسينما فساد".

واعتبر المفتي أن "السينما قد تعرض أفلاما ماجنة وخليعة وفاسدة وإلحادية، فهي تعتمد على أفلام تستورد من خارج البلاد لتغير من ثقافتنا".

وقال عبد العزيز بن عبد الله إن "الحفلات الغنائية لا خير فيها، فالترفيه بالأغاني ليل نهار، وفتح صالات السينما في كل الأوقات، هو مدعاة لاختلاط الجنسين"، مضيفا أنه أمر "مفسد للأخلاق ومدمر للقيم".

واستدرك، قائلا: "الترفيه بالقنوات والوسائل الثقافية والعلمية فلا بأس بها".

ودعا مفتي السعودية القائمين على هيئة الترفيه الى "ألا يفتحوا للشر أبوابا".

وجاءت هذه التصريحات ردا على إعلان هيئة الترفيه السعودية التابعة للحكومة عن مشروع الترخيص للحفلات الغنائية ودراسة إنشاء دور السينما.

وتعتبر دور السينما وإقامة الحفلات الغنائية محظورة بالفعل في السعودية، لكن تطوير قطاع الترفيه في المملكة من أكثر الأهداف طموحا في خطة الإصلاح والتنويع الاقتصادي التي تحمل عنوان "رؤية السعودية 2030" وأطلقها في أبريل/نيسان من العام الماضي ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، البالغ 31 عاما.

وكان الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه السعودية، عمرو المدني، أثار لغطا، الأسبوع الماضي، بتلميحه إلى إمكانية فتح دور للعرض السينمائي وإقامة حفلات غنائية في المملكة هذا العام.

ونقلت صحيفة "سعودي جازيت" عن المدني قوله إن المغني السعودي محمد عبدو قد يقيم حفلا غنائيا في مدينة جدة قريبا جدا. وكان المغنون السعوديون محددون بالغناء في الحفلات الخاصة فقط.

وتجدر الإشارة إلى أن عدم وجود قاعات للسينما في السعودية لم يعرقل حصول فيلم "وجدة" للمخرجة السعودية هيفاء المنصور على استحسان النقاد حول العالم وعلى جوائز عدة في مهرجانات عالمية سنة 2013.

وعلى الرغم من مناهضة العلماء المحليين، يقام منذ سنوات مهرجان أفلام السعودية في مدينة الدمام في المنطقة الشرقية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام 2016، شارك مئات الرجال والنساء بالرياض جنبا إلى جنب في حفل غير اعتيادي في السعودية جمع بين الرقص وأساليب الإبهار بالتقنيات البصرية، في حدث وصف بأنه بداية عصر جديد في مجال الترفيه في المملكة.

وفي تعارض مع رأي مفتي المملكة، قال الدكتور علي جمعة، مفتي مصر الأسبق، إن من يقولون عن صوت المرأة عورة: "هم ضد الحياة ولا يعرفون فقه حب الحياة ويتعاملون مع الدنيا باعتبارها دنيئة ولابد من محاربتها والتخلص منها".

وأضاف جمعة، خلال حوار بثته فضائية "CBC" المصرية ونقلته صحيفة "اليوم السابع"، أن دراسة علم الموسيقى لا شيء فيه وأول من درست علم الموسيقى بمصر كانت درية فهمي في عهد الخديوي عباس عندما ذهبت إلى فرنسا، وألفت بعد ذلك 3 مؤلفات فى النغم الموسيقى وفلسفة ما وراء النغم الموسيقى".

 وشدد جمعة على أن الغناء "صوتا حسنه حسن وقبيحه قبيح، وتابع: "واللي زهقان من حياته لن يعطلنا"، بحسب تعبيره.