معاقو ثورة اليمن.. إهمال ومعاناة
اخبار الساعة بتاريخ: 27-11-2011 | 13 سنوات مضت
القراءات : (2088) قراءة
يواجه ذوو الاحتياجات الخاصة باليمن وضعا مأساويا يؤرق المصابين وعائلاتهم والمنظمات الحقوقية في آن واحد، نظرا لتزايد أعداد الأشخاص الذين بترت أياديهم أو أقدامهم جراء إطلاق النار عليهم أثناء المسيرات أو نتيجة القصف العنيف على المناطق المأهولة بالسكان.
وكشفت إحصائية حديثة صادرة عن المستشفى الميداني في ساحة التغيير بصنعاء أن عدد المصابين بإعاقات دائمة "يربو على خمسمائة معاق منهم ثلاثمائة إصابة في محافظة تعز". ووفقا للإحصائية فإن عدد المصابين بإعاقات جزئية بلغ حتى الآن 432 حالة.
وأشار مدير المستشفى محمد القباطي إلى أنه يجري الإعداد لرصد بقية الإعاقات على مستوى محافظات الجمهورية التي توجد فيها ساحات التغيير وحدثت فيها اعتداءات على المتظاهرين.
وقال القباطي للجزيرة نت إن الإعاقات تنوعت بين شلل رباعي ونصفي وإعاقة دائمة نتيجة الإصابة بإطلاق رصاص أو قذيفة استقرت في منطقة حساسة من العمود الفقري أو الدماغ.
القباطي أكد عدم حصول المعاقين على أي إعانات من الدولة (الجزيرة)
معاناة متنوعة
ويجمع المعاقون بين المعاناة الجسدية والنفسية والشعور بالذنب جراء إحساسهم بأنهم أصبحوا عالة على أسرهم إلى جانب إهمال الدولة لهم وعدم منحهم أي تعويضات أو إعانات.
وبحسب الدكتور القباطي فإن المعاق يحتاج لعناية خاصة من أهله حيث يحتاج إلى تحريك على مدار الساعة وتغيير الحفاظات ويلزمه فراش طبي غالي الكلفة للنوم عليه فضلا عن التأهيل النفسي حتى يتعايش مع وضعه الجديد خوفا من حدوث حالة انفصام لديه.
وأكد مدير المستشفى الميداني عدم حصول هؤلاء المعاقين على أي إعانات من الدولة حتى اللحظة.
ويشير عبد الله الريمي -الذي أطلق عليه القناصة رصاصتين في منطقة الحبل الشوكي أصابتاه بشلل نصفي دائم في الجانب الأيمن- إلى أنه يعول أسرة مكونة من خمس بنات وولدين وزوجة.
وقال إن راتبه متوقف منذ انضمامه إلى الثورة السلمية منذ بدايتها ولم يحصل على أي مساعدات من الحكومة التي يقول إنها المتسببة في إعاقته.
أما أحمدي راجح فقد تعرض لطلقة نارية -أثناء مشاركته في مسيرة يوم 18 سبتمبر/أيلول الماضي بمنطقة القاع بصنعاء- أصيب على أثرها بشلل دائم.
وهاجم راجح الرئيس علي صالح بالقول إنه لم ينظر إلى هؤلاء المعاقين بعين الرحمة بل أهداهم الرصاص الحي فور عودته من مشفاه بالرياض.
من جهته توعد عبده فضل -الذي أصيب بشلل نصفي جراء طلقة نارية في العمود الفقري- صالح بالمحاكمة وأكد أنه لو أعطاه كنوز الأرض لن يتنازل عن محاكمته وأخذ الجزاء العادل منه.
وانتقد علي الخضمي الذي فقد قدمه اليسرى إثر إصابته بقذيفة الحكومةَ، وقال إنه طالب بتوفير عربة له لتأمين عمله لكن تم تجاهل طلبه.
عبد الله الريمي قال إن راتبه متوقف منذ انضمامه إلى الثورة السلمية واتهم الحكومة بالتسبب بإعاقته (الجزيرة)
تعويض عادل
بدوره انتقد إبراهيم عبد الإله -وهو أحد شباب الثورة- وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل وحقوق الإنسان ودورهما في عدم التعاون مع هؤلاء المرضى.
وأشار إلى أنه يتعين على الحكومة الحالية أن تأخذ بعين الاعتبار قضايا المعاقين وتهتم بهم وبأسرهم.
وشدد عبد الإله في حديث للجزيرة نت على ضرورة مساواة مبلغ التعويض بما حددته حكومة مصر للمعاق كليا والمقدر بـ130 ألف دولار.
كما أعربت اللجنة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات (هو) عن مخاوفها من ازدياد أعداد المعاقين في المجتمع اليمني.
ولفت رئيس وحدة الرصد والمتابعة بالمنظمة عبد الرحمن برمان إلى أن هناك عددا مرعبا من جرحى المسيرات وجرحى القصف على الأحياء السكنية نتيجة إصابتهم بشظايا تسببت لهم في إعاقات دائمة.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن بعض المعاقين يحتاجون لعمليات جراحية بالخارج لكن الإمكانات المادية لا تسمح ونؤمل من حكومة الوحدة الوطنية أن تهتم بهذا الموضوع وتكون هناك رعاية خاصة للمعاقين.
في المقابل، أكدت الناطقة الرسمية للمجلس الوطني لقوى الثورة حورية مشهور أن المجلس الوطني بعد مشاركته في حكومة الوفاق الوطني سيسرع مناقشة احتياجات المعاقين والجرحى أثناء فترة الثورة.
وقالت للجزيرة نت إنها هذه القضية من الملفات العاجلة التي يجب أن تعالجها حكومة الوحدة الوطنية ولا تحتاج التسويف.
المصدر : الجزيرة
اقرأ ايضا: