هكذا رد السفير التركي لدى تل أبيب للإستراتيجية الإسرائيلية بشأن مواجهة إيران
فشل اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه بين تل أبيب وأنقرة في حزيران/ يونيو 2016 في إعادة العلاقات بين البلدين حتى الآن، إلى ما كانت عليه قبل واقعة “أسطول الحرية”، حين قتلت البحرية الإسرائيلية عشرة نشطاء، كانوا على متن سفينة المساعدات “مافي مرمرة” خلال إبحارها إلى قطاع غزة عام 2010.
ودخل الملف الإيراني إلى المعادلة التركية – الإسرائيلية، إذ أعلن كمال أوكيم، السفير التركي الجديد لدى تل أبيب، والذي سلم أوراق اعتماده للرئيس الإسرائيلي ريؤوفين ريفلين في كانون الأول/ ديسمبر 2016، أن بلاده ترفض الإستراتيجية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية إزاء إيران.
وأقر أول سفير تعينه تركيا في الدولة العبرية منذ واقعة أسطول الحرية أن تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب يعد من التطورات المهمة بالنسبة لبلاده، لكنه أكد أن ثمة فهما خاطئا بشكل متبادل بين الجانبين، وأنه ينبغي العمل على إزالة سوء الفهم وتصحيح منظومة العلاقات.
وأجرت صحيفة “جيروساليم بوست” الإسرائيلية حوارا اليوم الخميس مع أوكيم، والذي كان عمل مستشارا سياسيا لدى سفارتي بلاده بالرياض ولندن، ومثل الجانب التركي لدى حلف شمال الأطلنطي، أشار خلاله إلى أن تركيا “تشاطر إسرائيل مخاوفها بشأن التطلعات الإيرانية الإقليمية في الشرق الأوسط، فضلا عن طموحها في المجال النووي”.
ولكنه مع ذلك أضاف أن هناك مخاوف لدى تركيا بشأن الإستراتيجية الإسرائيلية الخاصة بمواجهة إيران، مضيفا أن “تركيا وإسرائيل لا تنظران إلى هذا الملف النظرة نفسها”.
وتابع أوكيم، والذي أجرت الصحيفة الحوار معه عقب محاضرة ألقاها بجامعة تل أبيب، أن الملف النووي الإيراني يثير مخاوف الجميع، وأن موقف أنقرة يقوم على ضرورة وقف إيران في هذا الصدد، دون عزلها دوليا، مضيفا “لدينا حدود مشتركة مع إيران، وهذه الحدود لم تتغير منذ مئات السنين، وهم يروننا منافسًا إستراتيجيا”، على حد قوله.
وتطرق أوكيم للتواجد الإيراني في سوريا، وقال إنه ينسب لطهران المسؤولية عما يدور في سوريا التي وصفها بـ”البلد الذي يتفكك”، متهكما من التواجد الروسي هناك بقوله “من حسن حظكم أنه أصبح لديكم جارة جديدة”، في إشارة إلى التواجد الروسي على مقربة من إسرائيل.