مشادات وردود الصحفيين على الفيس بوك بخصوص المبادرة الخليجية
اخبار الساعة - محمد العلائي بتاريخ: 05-12-2011 | 13 سنوات مضت
القراءات : (2266) قراءة
من يموت من أجل الكرامة والحرية والعدالة والتعايش والحب والسلام لايموت أبداً ,, اعتقدنا أن عيسى ابن مريم مات من أجل الحب وعرفنا أننا كنا مخطئين فهو لم يمت وإنما صعد للسماء وبقي حيا أبداً ..
وشباب اليمن الذين يموتون من أجل الكرامة والحرية والعدالة والتعايش والحب والسلام لا يموتون أبداً .
قيامتهم ستكون معنا عندما نصنع أحلامهم وحريتنا قريبا قريباً ..
حقائبنا الوزارية ولجاننا العسكرية هي امنبات واحلام شهدائنا.. بالطبع يدرك هذه الاحلام الثوار في الساحات وليس الجيران والهيئات يا صديقي محمد العلائي ..
.....
وهذا نص تعليقي على المنشور أعلاه:
طيب ياهشام لخص ما هي احلام الثوار في الساحات التي تعتقد أن آلية انتقال السلطةلم تضعها في الاعتبار؟ ما الذي يخطر ببالك وانت تتحدث عن الاهداف الثورية التي يخونها الحل السياسي قاصدا وليس مضطرا بحكم ان السياسة اختيار بين امكانية وأخرى وليس بين رغبة ورغبة؟ أكيد أن مصير علي صالح وعائلته هو كل ما يشغل بال الثوار الذين تقصدهم هنا طبعا. بمعنى لو احتوت الآلية على شنق صالح وبتر اطراف احمد علي وخصاء يحيى، كنت ستقول مطمئنا بأن الثورة في هذه الحالة حصدت نجاحا باهرا، وان ارواح الشهداء لم تذهب سدى! أنت لا تقول هذا جهرا لكن هذا هو المضمر في طي اطروحاتك ومشاركاتك وخيلاءك الثوري الذي انصحك ان تكبحه وتجعله غير مرئي ما أمكن.
لو حصلنا على مصير صدامي او قذافوي لعائلة صالح مقابل دمار البلد أكانت الثورة في نظرك مفيدة وتستحق العناء واهدار الارواح؟ ماذا لو حصلنا على تحول ديمقراطي سلمي وانجزنا عبر "المائدة المستديرة" مهمة بناء الدولة واعادة هيكلتها بالتوازي مع اعادة تكوين الامة وبناء الهوية الوطنية وتنظيم وصياغة قواعد مضمار العمل السياسي، ومعالجة الاخطاء التاريخية، لو حصلنا على هذا كله وبالتدريج المرسوم في الآلية، لكن احتفظ صالح برأسه فوق كتفيه واحمد تم توزيعه هنا او هناك كضابط في الجيش ويحيى مثله مثل اي مسؤول سابق يشق طريقه في المجال الذي يرغب فيه بعد تفكيك نظامهم العائلي ونزع انيابهم وادوات السلطة التي يقهرون بها شعبهم. وجرى تحقيق العدالة بما لا يؤدي الى حرب اهلية ودورات عنف جديدة، عدالة تناسب بلد يجر وراءه إرث هائل من الحروب والصراعات والجروح، ويتوق للتحول والانتقال الى مرحلة جديدة من تاريخه متحرره قدر ما امكن من اشباح الماضي وكوابيسه، ستظل في نظرك ومن تتحدث باسمهم الثورة ناقصة.
انت لا تعرف ان حلمي كان ان نحصل على آلية انتقال تشبه ما حدث في بلدان اصبحت ضمن منطقة اليورو، ومن حسن الحظ انني تفاجأت بعد ان قرأت الألية أننا بصدد السير على ذلك الطريق نفسه. أنت لا تتصور كم كانت فرحتي كبيرة ياهشام، كان هذا هو تصوري لنموذج الثورة الذي تحتاجه اليمن، كتبت عن النموذج اليمني المغدور قبل أشهر، ضد من يسعى لمحاكاة ساخرة لنماذج لا تشبهنا، وكنت اشدد على ضرورة تصميم نموذج يمني أصيل مستفيدين من الحالة الثورية المدهشة ومن التراكم السياسي الذي سبقها.
فإذا لم يخرج الثوار من اجل هذا، فمن أجل ماذا خرجوا بربك ياهشام؟ مصائر الامم لا ترتبط بعقاب شخص او عائلة ولا بمكافئها. انت تعرف كم هي التعقيدات مفزعة وكم هي التركة ثقيلة. الامر عندنا يتخطى اسقاط شخص او نظام، نحن على مفترق طرق اما تكون الدولة او لا تكون. الغنائية الثورية ودموعها تحجب الرؤية، وهنا تكمن وظيفة المثقف التي عبرت عن ضيقك منها وتعاليك عليها واستخفافك بها، على اعتبار انكم تملكون الحقيقة ولا يملكها غيركم، وان ما تفعلونه يصدر من قبل الاله وما يصدر منا شيطاني.
تقبل فائق تقديري ومحبتي
المصدر : حائط الصحفي محمد العلائي