اليمن : لأول مره (العراسي) السكرتير الصحفي لهادي يكشف معلومات هامة وخطيره عن الرئيس هادي
سأحاول الاختصار وعدم الإطالة في التقديم أو حتى الاسهاب في مضمون هذه المادة التي سأضعها بين أيديكم، والمتمثلة بسبق حواري، شيق، مفزع ، صاعق ، محير، يحكي مرحلة ستكون ،لا شك ، الأسوأ في تاريخ الشعب اليمني ..
وأبطالها معروفون ،الرئيس عبدربه منصور هادي وأولاده وأشقائه وأولادهم ومدير مكتبه ووووالخ..
وما سأورده لكم لاحقا، لم آت به من عندي،أو من شخص بعيد عن الحقيقة، إنما هو من أقرب شخص وظيفيا كان مرتبطا بهادي وهو الأستاذ القدير /يحيى العراسي، سكرتيره الصحفي الذي ظل يلازمه طوال فترة تزيد عن (24) سنة .
في هذه المادة سوف تطلعون على المؤامرة التي عقدها نائب الرئيس على رئيسه ودولته أواخر شهر إبريل من العام (2005) وأين تمت وما هي أهم بنودها ومن هم أطرافها؟
وكيف انعكست على المتآمرين، وكيف وجد هادي نفسه أمام اللواء علي محسن بعد أن أصبح رئيسا؟
ومن هي القوى التي اضعفته ولماذا زاد عجزه مع كل يوم كان يمر من عمر وجوده على رأس السلطة؟
ومن كان يُدير مكتبه ؟
وأسباب إتصاله بسكرتيره عدة مرات طالبا الرد بعدم رغبته في إجراء احتفال خاص بإستلام وتسليم السلطة في دار الرئاسة؟
وماذا عن علاقته بالرئيس صالح ،ولماذا كان عندما ينظر إليه كأنه ينظر إلى الموت؟
وما هي جنسية الخبراء الذين اشرفوا على اضعاف الحرس الجمهوري؟ وماذا عن السمات الشخصية التي سيطرت عليه في آخر عام له بالعاصمة صنعاء ؟
والجهة التي فرضت عليه أحمد بن مبارك ..
وسر جديد ربما يعلن لأول مرة عن الجهة التي تقف وراء فرض الأقاليم الستة وما حقيقة إنشاء مجلس التعاون اليمني مقابل لمجلس التعاون الخليجي والأهداف التي تقف وراء ذلك ؟
كل هذا وحقائق أخرى مزلزلة ستجدونه في الأسطر التالية :
حاوره وأعد المادة للنشر /عبدالكريم المدي
عجز سياسي:
سألتُ الأستاذ العراسي بداية هذا السؤال :
ماالذي حصل لعبدره منصور هادي ؟ كيف مضى بالبلد إلى هذه الحالة وهل هو المسؤل عمّا جرى ؟
قال لي : الذي حصل له ،هو أن الرجل أصيب ، أو هو مصاب أساسا بفكرة المؤامرة /التآمر ، الذي قاده إلى عجز سياسي كامل ،إلى جانب عدم مقدرته على خلق علاقات في محيطه وعلى نطاق أو سع من المحيط بصورة عميقة تُمكنه من إستشراف آفاق مهمته الوطنية الكبيرة التي أشرأب لها جميع اليمنيين، حيثُ بدّد كل شيء واقفل بابه أمام ضباط الجيش والمشائخ ومختلف شرائح المجتمع، ولم يستفد أيضا،من الدعم المحلي والإقليمي والدولي اللامحدود .
وحينما حاولتُ أن أعرف من الأستاذ العرسي بحكم قُربه منه كيف كان هذا الأخير ينظر إلى نفسه وما هو مشروعه..؟
ردّ قائلا: لي لم يكن يحمل مشروعا وطنيا ولا رؤية يستطع من خلالهما الحفاظ على مكانته الرمزية والتنفيذية المهمة في إخراج البلاد من أزمته الخانقة .
عهده أواخر إبريل 2005 بالاطاحة بصالح:
سألته لماذا ؟
قال : كان عليه عهود سابقة ،أعتقد أن أهمها وعده لبعض معارضي نظام الحكم والطامعين للسلطة من الإخوة في الإصلاح الذين اتفق معهم في أواخر إبريل من العام (2005) في مدينة الحديدة ، وتحديدا مع الذراع العسكري لهم المتمثل بعلي محسن ، ومن يومها قرروا التوجه إلى تنفيذ وإحداث الفوضى الخلاقة من أجل كرسي السلطة بأي شكل من الأشكال حتى ولو ادى ذلك إلى تعطيل وتفخيخ الانتخابات التي كانت على الأبواب في عام (2006) ولعلنا نتذكّر إن ما حدث خلالها كان يُوضّح ذلك الاتجاه والذهاب حتى إلى محاولة الاغتيال وتفخيخ الطائرة الرئاسية.
رمى الحمل على أولاده :
أما كيف مشت الأوضاع بعد الانتخابات التوافقية التي أوصلت هادي إلى السلطة، فقد قال لي الأستاذ العراسي :
بعد أن قاطع معظم أبناء المحافظات الجنوبية الانتخابات اضافة للوعود والاتفاقات التي سبق وأن أبرمت بين هادي وجناح الذي في الإصلاح ، كانت تظهر أمامنا وبصورة جلية عقدته المستفحلة، أمام اللواء علي محسن ،وحينها كانت الأوراق قد أختلطت، وهذا الأمرجعله يبدو مرتبكا ومنتقما من الجميع ،لا يستطيع عمل شيء أمام علي محسن وأمام الارتهانات وأمام الرئيس علي عبدالله ..وقد زاد عجزه مع كل يوم يمر ليرمي بعدها الحمل على أولاده وإخوانه وأولادهم الذين اقبلوا عليه الكرسي وعلى هادي من كل حدب وصوب، بعد إنقطاع طويل بينهم.
مجموعة رؤساء يتقدمهم شخص صارخ الذكاء الماكر:
طيب من كان يقوم بمهام الرئاسة ؟
قال الأستاذ العراسي: لقد تحول هادي من رئيس دولة إلى مجموعة رؤساء كان يتقدمهم جلال الذي هو في الحقيقة شخص لا يحمل مشروعا وطنيا ،رغم أنه صارخ ومشتعل بالذكاء الماكر ، البعيد عن الثوابت الوطنية بما فيها الوحدة والشمال والجنوب، مشروعه كان نفسه.
اسم علي عبدالله صالح واختناق هادي:
وحاولت أن أسبر أغوار السكرتير الصحفي لهادي، ونتعرّف معا كيف كان هذا الأخير مرتبكا ورئيسا في وقت واحد، وكيف كان - أيضا - رئيسا في مجموعة رؤساء ؟
قال لي : كان دائما مرتبكا ، يسمع اسم علي عبدالله صالح وتشعر به وكأنه يختنق ، ملامح وجهه تتغير ويبهت بالفعل.
واكشف لك أمرا ، هادي لا يحب البلاد ، لا يحب صنعاء ،لا يحب الشمال ولا الجنوب ولا الأحزاب بما فيها المؤتمر ،وكان في رأسه فكرة واحدة هي، كيف يُمرّر خلال هذه الفترة ويخرج بصيد ومكسب ثمين لا أقل ولا أكثر .
أميركا اختارت بن مبارك لهذه الأهداف:
وفيما يخص علاقته بالدكتور أحمد عوض بن مبارك ،قال : الأميركان هم من اختار أحمد بن مبارك وهذا الاختيار أو الفرض كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير ..!
كيف؟
قال: بن مبارك فُرِض كأمين عام لمؤتمر الحوار الوطني ، ومن موقعه هذا اخرج مؤتمر الحوار عن مساره الطبيعي وعن أهدافه الوطنية ، وهو من فرض فكرة الستة الأقاليم ،رغم أن معظم الأحزاب الوطنية يومها بما فيها الاشتراكي كانوا رافضين فكرة بن مبارك وطرحوا فكرة الإقليمين إذا كان ولابد ، لكن الجهة التي اتت بابن مبارك أعتمدت فكرته، وأعتقد أن هذا الأمر يعود لرغبة في تحويل اليمن إلى ( مجلس التعاون اليمني ) مقابل مجلس التعاون الخليجي ، وكل دولة خليجية تستحوذ على على قطعة وبذلك تختفي الجمهورية اليمنية والثورة والوحدة .
القاضي الإرياني والملك فيصل:
وهناك الكثيرفي جعبة الأستاذ يحيى العراسي بهذا الشأن ،حيث ذكر لي موقفا حدث للقاضي عبدالرحمن الإرياني بداية الستينات من القرن الماضي حينما كان رئيسا لبعثة الحج اليمنية ويومها قابل ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء الذي أصبح لاحقا ملكا وهو ( فيصل بن عبدالعزيز ) الذي كان الأبرز في سلسلة الملوك في عائلة آل سعود، الذي قال للإرياني في العام (1961) إن السعودية إن ستشعلها حربا شعواء ضد اليمن ولن تسمح مطلقا بنظام جمهوري ، مستدلا في ذلك بما حصل لاحقا من حرب استمرت من العام (1962) واستمرت حتى العام (1970) حتى أتفق الجمهوريون مع الملكيين .
تدمير الجيش بخبراء أميركيين وأردنيين:
نأتي لقضية هيكلة الجيش والأمن ، وحول هذه القضية الجوهرية ، أكد الأستاذ يحيى العراسي ، أن هادي كان يعتبر قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي والقوات الخاصة عائقا في طريقة ، يُريد اضعافها والتخلص منها ، لهذا قام بتدمير مجموعة من الصواريخ وتعطيل بعضها ،وحسب ما عرفه ، أي العراسي، أن التعطيل واضعاف هذه القوة والأسلحة تم بإشراف خبراء أميركيين وأردنيين،وتحفيز سعودي مدفوع الثمن .
الشخص الذي قضى على قرارات هادي نهائيا:
وبالعودة إلى علاقة هادي بأحمد ن مبارك، سألته لماذا كان يظهر بوضوح سيطرة بن مبارك وجلال على هادي وعلى القرار ؟
قال : هذه قضية شرحها يطول،لكن سأختصرها لك ،فبعد أن تم إفشال ترشيح بن مبارك لرئاسة الحكومة جعل هذا الفشل من الأخير يبدو بوضوح وكأنه غولا مفروضا من الخارج ، حيث صارأكثر تسلطا وتنمرا على الرئيس بدليل أنه عاد إلى منصب مدير مكتب رئاسة الجمهورية دون أن يصدر بذلك قرار جمهوري ومن هناك عمل على إرباك القرارات بصورة نهائية ولم تعد قرارات الرئيس تنفذ.
بن مبارك واختياره للوزراء :
ماذا عن حكومة الكفاءات إذن؟
كان لبن مبارك اليد الطولى في الامر، حتى أنه فرض نمطه واللون الذي يريده في حكومة الكفاءات بدليل أنه عين فيها واختار ثمانية أعضاء وجميعهم من جلسائه ومن شلّته .
وهكذا تحطمت كل مجاديف هادي ، وقيدت حركته ولم يعد قادرا على عمل شيء بسبب تعدد الرؤس وبروزظاهرة الرشاوى في مكتب الرئيس بصورة مفجعة التي كانت تتقاضها تحديدا شلة بن مبارك وجلال وهلم جرا ،اضافة للأموال الطائلة التي أخذها هادي من الملك عبدالله بن عبدالعزيز ،رحمه الله ، وهي طبعا مليارات الدولارات.
ترشيح خالد بحاح ورفض هادي له:
كيف تم ترشيح خالد بحاح ، وهل كان هادي راضيا عنه وموافقا عليه بداية ؟
هادي لم يرشح بحاح ولم يكن قابلا به ، بل كان رافضا لترشيحه تماما، ومن رشّحه هو جاء الدكتور المرحوم عبدالكريم الإرياني ، ويومها قال هادي: بحاح سفير في الأمم المتحدة ولم يض على قرار تعينه هناك إلا شهر ونصف وهذا لا يجوز ولا أقبل به.
حكومة بحاح والجميعة الوهمية :
طيب كيف كان أداء حكومة بحاح وماذا عن تعامل معها هادي ؟
الجميع يعرف أداءها ،وللأسف الشديد ماليتها كانت بيد الأخ صخر الوجيه الذي هو أساسا مهندس طيران ، وقد كان الإخوة في الإصلاح يسيرونه كيفما يشأون بدليل أنه صرف لجميعة تحت التأسيس اسمها جرحى المجاهدين ، ما أدري الثائرين، أربعة مليار ريال.
حقد على الرئيس صالح:
لماذا كل هذا ؟
كله هذا كان يصب في إطار نفث حقدهم الدفين على الرئيس علي عبدالله صالح ، الذي كان يُريد مخرجا للأزمة بدليل أنه رفض التوقيع على المبادرة الخليجية بدون آلية مزمنة لها لأنه لا يريد فراغا دستوريا وفوضى ،وبعد ٌرار الآلية المزمنة قام بالتوقيع عليها، حفاظا منه على أمن إستقرار البلاد ، لكن الإخوة الإصلاح انقضوا بعد ذلك على كل شيء وتحكموا بمساحة الحوار وافرغوا الدولة ومؤتمر من مضمونها ومؤتمر الحوار من أهدافه وبهذا ضاعفوا من عجز وفشل هادي الذي عجز فيما بعد عن حماية العاصمة صنعاء وحماية بيته .
أسباب خوف هادي من صالح ومالذي جرى قبل إحتفال تسليم السلطة:
وسألته :وماذا عن نظرة هادي للرئيس علي عبدالله صالح ؟
قال: كان هادي دائما يشكو من الرئيس صالح نتيجة لضعف شخصيته أمامه وخوفه المركب مما بداخله من خيانة للرئيس صالح ،وهذه عكست نفسها كرهبة عليه ، فحينما كان يشوف الرئيس صالح ، كأنه يشوف الموت أمامه .
قاطعته : كيف كان يظهر ذلك؟
كان يظهر في كل شيء وسأضرب لك على ذلك بمثال ، فقبل حفل تسليم السلطة والعلم من الرئيس صالح إلى خلفه هادي ، اتصل بي الأخير مرارا وتكرارا،مؤكدا لي أنه لا يُريد احتفال إستلام وتسليم ،وظل خائفا من هذه العملية، لأنه أصلا يخاف من مقابلة الزعيم خشية وريبة تتصاعد من داخله الأجوف .
الفترة التي لم يعد يتحدث فيها لأحد والأشخاص الذين انابهم عنه:
نختتم بلمحة عن العام الأخير لهادي في صنعاء .. ماذا عن شخصية الرجل ؟
كانت تطغى عليه العُقد والمزاجية والغضب والحماقة ولم يكن يستطع السيطرة على تصرفاته ، خصوصا بعد أن اعتراه الغرور بعد الانتخابات التوافقية، حيث تحول إلى بالون بالستيكي بلا قلب وبلا عقل ولم يعد يتحدث مع الآخرين أو يقابل أحدا، إلا عبر أولاده، وللتاريخ أقولها ،كان مكتبه مفتوحا فقط لأولاده وحاشيتهم الذين حولوه كلية إلى شخص مسير وليس مخيرا، ففي كل تصرفاته وسلوكياته كان يبدو رئيسا لا علاقة له بما يجري في البلد ومن حوله،ولا علاقة له بالجنوب ولا بالشمال، يحتقر الجنوب ويكره الشمال، يتوجس من الجميع ، فيما استغل أولاده وشلتهم هذه الوضعية والعقلية وحولوا كل شيء إلى تجارة ، فمن كان ياتي إليهم بمعاملة ما يأخذون أوراقه والأمر أو التوجيه الذي يريده صاحبه ينفذونه له بثمنه وهكذا .
وهذه شهادة أولية .