الجارديان تنصح السيسي: تذكر نصيحة مرسي قبل فوات الأوان
حذر تقرير بريطاني من تفاقم الأوضاع في سيناء، وتوالي الانتهاكات الحقوقية هناك ضد السكان المدنيين، داعيا رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي إلى تذكر نصيحته للرئيس المعزول محمد مرسي، في هذا الشأن.
وقالت صحيفة “الجارديان” البريطانية، في تقرير لها، بمناسبة حلول الذكرى الـ35 لعيد تحرير سيناء والذي تحتفل به مصر يوم 25 أبريل من كل عام، إذا أراد «السيسي» الحصول على نصيحة فعليه النظر إلى نصيحته السابقة، كوزير للدفاع في عهد الرئيس «محمد مرسي»، أول رئيس جمهورية منتخب في مصر.
وأضافت الصحيفة، أن “السيسي” نصح ضباط الجيش بضرورة أن يحذروا لخطواتهم في رمال سيناء. وحذر القوات من أنّهم يخاطرون بتربية عدوٍ داخلي إذ حاصروا وقصفوا المدنيين. وقال إنّ الأمن لا يمكن أن يفرض بالقتال.
وحذر «السيسي» من أنّ وضعًا كوضع جنوب السودان يمكن أن يتطور حيث أصبح الأمر في سيناء كحركة استقلال مسلح بمستوى أقل. ويشكل هذا خطرًا حقيقيًا الآن.
ويشير الخبراء إلى وقوع هجومٍ إرهابيٍ كل يومٍ في سيناء. وهذا هو المكان الذي خاض فيه الجيش المصري ثلاث حروبٍ ضد إسرائيل.
وسبق أن حذر الرئيس «عبد الفتاح السيسي»، وقتما كان وزيراً للدفاع، من مغبة التعامل الأمني مع أهالي سيناء.
وقال «السيسي» في فيديو تم تداوله وقتها على نطاق واسع: «هو أنا لو ظابط جيش مش سهل عليا اجي على رفح والشيخ زويد واجي محاصرها ومطلع السكان منها وأروح مفجر المباني اللي موجودة فيها؟ مش هنقتل حد ولا حاجة.. ممكن نعمل كدة».
أضاف: «أفترض أن حد ضرب نار وطلع قصاد النار دي 100 نار ومات 2 ولا 3 أبرياء وقتها تبقى بتشكل عدو ضدك وضد بلدك لأن بقى فيه ثأر بينكم».
وأردف: «إحنا بنشكل امن بالتواجد مش بالقتال.. خلي بالك الكلام ده احنا بنقوله مع بعض.. ما هي دبابة واحدة ورشاش واحد ممكن يعملك حاجات كتير بس في النهاية دول أهلك.. ولازم نستدعي سيناريو جنوب السودان بدأت من 50 سنة وكانت المعالجة أمنية فقط ومفيش حسابات رفيعة والضغط للرأي العام كان حاكم وكان اللي بيقود المعالجة بيتأثر بيه حتى لو دة ضد الأمن القومي.. النتيجة ايه؟».
وتعيش محافظة شمال سيناء أوضاعاً أمنية متدهورة، تحكم حكم الطوارئ منذ أكثر من 3 سنوات، ازدادت سوءاً في مدينة العريش، عاصمة المحافظة، خلال الأشهر القليلة الماضية، على الرغم من نصب قوات الأمن عشرات الحواجز الثابتة والمتحركة في المدينة.
ومنذ سبتمبر 2013 تشن قوات مشتركة من الجيش والشرطة المصريين حملة موسعة بعدة محافظات، خاصة سيناء، لتعقب أعضاء التنظيمات الإرهابية التي تهاجم مواقع للجيش والشرطة في شبه جزيرة سيناء، مما أسفر عن مقتل العشرات منهم.
وتنشط في محافظة شمال سيناء عدة تنظيمات؛ أبرزها «أنصار بيت المقدس» الذي أعلن في نوفمبر 2014، مبايعة زعيم «تنظيم الدولة»، «أبو بكر البغدادي»، وغير اسمه لاحقا إلى «ولاية سيناء».
وتتعرض مواقع عسكرية وأمنية شمالي شبه جزيرة سيناء لهجمات كثيفة في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى استشهاد العشرات من أفراد الجيش والشرطة، بينما تعلن الجماعات المسلحة المسؤولية عن كثير من هذه الهجمات.