لماذا سيتصدر ملف إيران زيارة ترامب للسعودية "اهم الملفات المطروحة" منها اليمن
أعلن البيت الأبيض الخميس أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيقوم بزيارة إلى السعودية في 23 مايو المقبل، كما أعلن مسؤولون أميركيون العزم على التعاون مع الحلفاء في المنطقة من أجل بناء جبهة موحدة في الشرق الأوسط لمواجهة داعش وإيران.
وقبل ذلك، قرر الرئيس الأميركي مواجهة النفوذ الإيراني منذ بداية حملته الرئاسية، وقد أصبحت هذه المواجهة أكثر وضوحاً حيث أن رؤية ترامب لا تسعى لتغيير النظام الإيراني. بل تهتم بأن يضع الإيرانيون شؤونهم الخاصة نصب أعينهم وأن يتوقفوا عن التدخل في شؤون الدول المجاورة و العمل على منع طهران من تكرار أي تدخل مشابه لتدخل حزب الله في العراق واليمن.
وتجري الولايات المتحدة الآن مراجعة شاملة لسياسة إيران، بما في ذلك الاتفاق النووي. ويبدو معقولا أن نعتبر أن الرئيس الأميركي مازال على قناعته من أن الاتفاق الإيراني سيء في مجمله. لكن المشكلة الرئيسية في الاتفاق هي أن إيران استفادت من إزالة العقوبات لتلقي الأموال، واستخدمت الأموال لمواصلة تدخلها في شؤون جيرانها وتمويل المنظمات التي وضعتها واشنطن على لائحة الإرهاب على غرار حزب الله.
ويبدو أن للإدارة الأميركية قناعة بأنه ما من بلد يمكن أن يبني معه شراكة طويلة في المنطقة، تكون كفيلة بوضع حد للمشكلة، سوى المملكة العربية السعودية لأسباب عديدة، ليس أقلها الثقل الديني والسياسي والاقتصادي، علاوة على الأزمة بين البلدين والتي تعود لعقود طويلة.
وتحدث برنارد هيكل أستاذ دراسات الشرق الأدنى ومدير معهد الدراسات العبر الحدودية في الشرق الأوسط المعاصر وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى في جامعة برينستون، في مقال عن "سيطرة طهران على العراق وسوريا ولبنان واليمن والاستفادة من الفوضى في تلك البلدان".
وأضاف "وقد حشدت إيران مواردها الكبيرة لتلقين وتدريب وتسلح الجماعات الشيعية مثل حزب الله والحوثيين والحشد الشعبي الذي يهدف إلى تقويض الاستقرار المحلي والنفوذ الأميركي".
كما قال هيكيل إن المستشارين الرئيسيين لترامب أوضحوا أن نشاطات إيران يجب أن تتوقف وأن سياسات الرئيس الأميركي السابق #أوباما فى الاسترضاء قد ولت.
وحول التدخل الإيراني في دول الخليج قال إن ذلك أدى إلى تأجيج الحرب الأهلية في اليمن وخلق فراغات مكنت تنظيم القاعدة وداعش من ملء هذا الفراغ.
"ومع ذلك، هناك حاجة قوية إلى بيان أميركي-سعودي قوي بأن التدخل الإيراني في اليمن لم يعد من الممكن التسامح معه حيث أن مستقبل اليمن والأمن فى الشرق الأوسط أصبح معرضاً للخطر" على حد تعبيره.
وتدرك الإدارة الأميركية الجديدة أن الصراع في اليمن قد أثاره التدخل الإيراني الذي أصبح عقبة أمام الحرب على تنظيم القاعدة، كما أصبح مصدر تهديد لمضيق باب المندب الاستراتيجي.
ويؤكد المراقبون أن إيران تساعد على رفع مستوى كفاءة مقاتلى حرب العصابات.
ويعتقد قائد سلاح البحرية التابع للقيادة المركزية الأميركية أن الميليشيات تمتلك أسلحة لم تكن لديها قبل الحرب، بما فى ذلك صواريخ باليستية بعيدة المدى.
وقال وزير الدفاع جيمس ماتيس للصحافيين في الرياض في ختام لقائه الأخير مع كبار المسؤولين السعوديين إن "كل مشكلة ترونها في أي مكان في المنطقة ستجدون يد إيران ضالعة فيها".