اخبار الساعة

اليمن ليس بخير

اخبار الساعة - حميد عقبي بتاريخ: 13-12-2011 | 13 سنوات مضت القراءات : (2058) قراءة

لا تأتي اخبار مفرحة من اليمن فلا تقدم سياسيا ولا استقرار امنيا، هناك شبه انهيار تام للدولة رغم ان حكومة الوفاق الوطني ادت اليمين الدستورية وتشكيل لجنة عسكرية لحل الخلافات والانقسام بين العسكر وترك مساحة كبيرة للبلاطجة التابعة للنظام والميلشيات المسلحة تقتل وتدمر، عم البلاء ورائحة الموت تفوح في الكثير من المدن وحروب داحس والغبراء في الكثير من البقاع اليمنية وسيطرة القاعدة على مدن اخرى، مازال النظام التابع للرئيس صالح يرتكب مزيدا من المجازر وخاصة في تعز التي يحاول تركيعها وتدميرها والانتقام من اهلها بكل الوسائل القذرة، حكومة الوفاق او حكومة التقاسم والمصالح لا تملك سلطة او قدرة خصوصا الوزارات المسندة لاحزاب اللقاء المشترك كون هذه الاحزاب فقدت الشرعية والانصار باسرافها بالركض وراء السلطة فاصبحت تمثل شلة الكهول المسيطرة على القيادة باعت ضمائرها وكوادرها بربع كرسي فاصبحت اليوم شبه منبوذة ومن المحتمل ان تنهار هذه الاحزاب كونها اختارت التقاسم ببيع الثورة وحماية علي صالح والمد بعمره السياسي والوقوف ضد مطالب الشعب التي نادت وتنادي الى الان الشعب يريد محاكمة السفاح، هولاء اي قادة المعارضة ستكون نهايتهم بشعة وربما تكون على يد السفاح نفسه.

لست متشائما لكن ليس هناك ما يدعو للتفاؤل ان ظل الحال كما هو الان، مشكلتنا باليمن تختلف كثيرا عن ما حدث قي مصر وتونس لعلنا اقرب للواقع الليبي مع بعض الفروقات طبعا فالشعب الليبي ثار كله واسرعت الوجهات الدينية والقبلية للانضمام للثورة والمشاركة فيها، نحن باليمن مجتمع قبلي معقد تحكمه مشيخات لها اسلوبها الغريب في الحكم بعزل مناطقها عن المدنية وجني مصالح خاصة لم تعترف يوما بدولة او قانون، الجماعات الدينية ايضا منتشرة باغلب المدن لها مراكزها المحصنة وتتلقى دعما خارجيا، وجود دولة مدنية وقانون يتعارض تماما مع مصالحها وبرامجها، الثورة الشبابية كانت ضد كل التوقعات ضد الواقع المعاش فهي لم تكن فقط ضد النظام لذا اغلب الاطراف تتفق مع النظام ضد الثورة اضف لذلك الدعم السعودي اللامحدود لجميع الاطراف من اجل دحض الثورة او على الااقل تقليم اظافرها للتحول لمجرد احتجاج سينتهي مع قدوم حكومة جديدة وانتخابات جديدة، نعلم جيدا ان الانتخابات في هذا الظرف ستكون مزورة فنحن شعب ذهب عشرات المرات لصناديق الاقتراع والنتيجة كانت واحدة.

كتب نصر طه مصطفى بان الحكومة الجديدة تبشر بمستقبل زاهر وانها ثمرة الثورة الشبابية، ها هي اقلام كوادر الاصلاح تبشرنا باننا انتصرنا مثلا هذا الرجل كان اصلاحيا ثم تحول مؤتمريا ثم عاد الاصلاح عمل قبل تأسيس الاصلاح في الامن السياسي، كثيرة هي الاقلام الان تبشرنا بالمستقبل كونها تنتظر نصيبها بالغنيمة عناصر كثيرة ثارت باقلامها ولم تطهر ملفاتها من قضايا فساد لنأخذ مثلا عبدالملك منصور وغيره انهم يسرقون الثورة فعلا هذا ما يحدث، فحزب الاصلاح الديني وبقية احزاب المعارضة الرسمية التي تسمي نفسها اللقاء المشترك استفادوا من الثورة بوصولهم للسلطة هم الان يشكلون لجنة للتفاوض مع الثوار في الساحات وربما يمارسون اساليب قمع اكثر دموية من نظام صالح، فميليشيات الاصلاح خلال الفترة السابقة مارست اساليب قمعية في الساحات لكن الثورة اصبحت اكثر نضجا وشبابا ووعيا فانكشفت الاقنعة وظهرت الحقائق.

ثارت في الاونة الاخيرة فضيحة من العيار الثقيل كشفت ان وزير الشباب معمر الارياني لم يحصل على شهادة جامعية من جامعة بغداد، رد الوزير 'بان الذي لم تعجبه شهادتي من جامعة بغداد لدي شهادات اخرى من لندن وامريكا '، هذا نموذج من حكومة الوفاق الوطني التي قامت على المقاسمة والمحاصصة بين اطراف معينة فلم تكن حكومة خبرات وتكنوقراط، فهناك وجوه مكررة ولها تاريخ في الفساد والافساد والمرعب ان البرلمان اليمني الحالي تم التمديد لها لمدة عامين ، الجميع يعلم ان هذا البرلمان ضعيف وتم تزوير اغلب الدوائر فهذا البرلمان غير شرعي كان من المفروض الغاؤه كما حدث في مصر وتونس اي ان الحال سيظل على ما هو عليه، النواب لا يريدون الرحيل ليصبح البرلمان اليمني اطول برلمان في العالم من ناحية المدة الزمنية فلم يعلن برلماني واحد استقالته حتى اولئك الذين استقالوا من كتلة حزب المؤتمر اذا كان البرلمان غير شرعي فكيف يصدر قوانين وتشريع نريد من احدهم ان يوضح لنا هذه النقطة.

من المحتمل ان يسافر الرئيس صالح الى امريكا يحاول الهرب من جرائمه ولكنه الى الان يمارس نشاطه كرئيس رسمي يصدر تعليمات وقرارات جمهورية ويسلط قواته لقتل الابرياء في تعز فهذه المدينة الى الان تعاني من القتل والظلم والوحشية لا تجد من العالم الانصاف فلا احد يزجر صالح وابناءه، عجلة الموت والدمار تعصف بمعظم المناطق اليمنية فلا منجد ولا مغيث للناس من هذا البلاء الذي عم البلاد كلها من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها تعيش الحرمان والقهر والظلم، تأتي المعارضة الرسمية لتبيع احلاما وردية لا يمكن ان يتم تحقيقها حتى تلك الوعود بتوفير بعض ملتزمات الحياة كالماء والكهرباء والغاز والوقود هذه الوعود من الصعب الوفاء بها في ظل بقاء عصابة علي عبدالله صالح.

مازال الحظ العاثر يواجه ابناء الجنوب العربي وحلمهم بالاستقلال والانفكاك من نظام متخلف قمعي خان الوعود والمواثيق التي تم على اساسها الوحدة، يتطلع ابناء الجنوب لفك الارتباط بعد ان ذاقوا اصناف العذاب والتهميش وهذا حق لهم لا يجب الوقوف ضد هذه الرغبة، الاحتجاجات في الشمال للاسف ترى ان المناداة بفك الارتباط امر غير مقبول، القيادات الجنوبية في الخارج مازالت تمارس وسائل ضعيفة تصمت حين تجد دعما ماديا وتصرخ عندما ينتهي صرف المعونات لها فهي ايضا للاسف تمارس الكثير من التكسب بينما ابناء الجنوب يعيشون اياما صعبة بل مرت سنوات صعبة من المعاناة والتهميش سرقت ثروة الجنوب وذهبت الى جيب علي صالح واعوانه، فالاجرام تم ممارسته تحت شعار الحفاظ على الوحدة، لندع هذا المشروع للاجيال القادمة، علها تكون اكثر وعيا وانسانية ووطنية.

المصدر : القدس العربي اللندنية
اقرأ ايضا: