وتبدو تهديدات كوريا الشمالية — الدولة التي تمتلك صواريخا ورؤوسا نووية — بإحراق جزيرة غوام الأمريكية جادة نظريا على الأقل؛ إذ قالت الوكالة الكورية: "وصلت هستيريا الحرب النووية لدى السلطات الأمريكية، ومن ضمنها ترامب، إلى مرحلة متهورة وطائشة إلى حد متطرف باتجاه حرب حقيقية"، حسبما نقل عنها جوناثان تشينغ، رئيس مكتب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في سيئول، على حسابه بموقع "تويتر".
ولا يبدو المواطنون الأمريكيون العاديون ولا المسؤولون قلقين كما ينبغي من تعرُض قطعة من الأرض الأمريكية لهذا التهديد الفج، فما قصة جزيرة غوام؟ ومن أهلها الذين قد يكونوا أول ضحايا أي حرب قد تنشب بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة؟
يذكر أن التهديدات الكورية جاءت بعد ساعات من التحذير الذي وجهه ترامب إلى كوريا الشمالية، الثلاثاء 8 آب/ أغسطس، قائلا إنها سوف "تقابل بنار وغضب وقوة لم ير العالم مثيلا لها من قبل" إن لم تتوقف عن تهديد الولايات المتحدة. بحسب ما نقله "لبنان 24".
ولفت تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن استهداف كيم جونغ أون جزيرة غوام، التابعة للولايات المتحدة بالتهديد، لا يعد أمرا مفاجئا بالنسبة لسكان الجزيرة البالغ عددهم 162 ألفا، بحسب إحصاء أُجري في عام 2015، والذين يعد 40 بالمئة منهم من السكان الأصليين للجزيرة المعروفين باسم شعب الشامورو، بينما 25 بالمئة من السكان من أصل فلبيني.
وتضم الجزيرة، التي تعادل مساحة مدينة شيكاغو، مطارا وقاعدة بحرية استراتيجيين، وهاغاتنا هي عاصمة الجزيرة، التي تسود بين سكانها اللغة الإنكليزية، كلغة رسمية، بالإضافة إلى الشامورية، بينما تعد ديديدو كبرى مدنها الـ19.
وتوجد في غوام منشأة "Joint Region Marianas"، التي تجمع ما بين القوتين البحرية والجوية، وهي الميناء الرئيس للغواصات النووية، ومركز لقوات العمليات الخاصة، ونقطة إطلاق الرحلات الجوية لقاذفات القنابل الاستراتيجية التي تؤدي رحلات دائرية فوق مناطق يابانية وفي شبه الجزيرة الكورية.
وصارت غوام محورا استراتيجيا لأمريكا منذ سلمتها إسبانيا، التي استحوذت عليها منذ عام 1565، إلى البحرية الأمريكية بعد الحرب الإسبانية — الأمريكية عام 1898.