اخبار الساعة

اليمن: محامي الرئيس صالح يكشف عن سبب رفض المؤتمر فض الشراكة مع جماعة الحوثي

اخبار الساعة بتاريخ: 11-09-2017 | 7 سنوات مضت القراءات : (7361) قراءة

 (تحليل من واقع نعايشه)

بقلم المحامي/محمد محمد  المسوري

أمام الضغط الكبير من جماهير وعناصر وأنصار المؤتمر الشعبي العام المطالبين بخروجه من شراكته مع جماعة الحوثي وخاصة فيما يتعلق بإدارة شئون الدولة كرد فعل على التصرفات الفردية التي تقوم بها الجماعة وبقاء وسيطرة اللجنة الثورية ومشرفيها في جميع محافظات ومؤسسات الدولة خروجا على الإتفاقية المبرمة وإثباتا منها لصورية المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ والإستحواذ الكامل على إيرادات الدولة وتوقف صرف المرتبات.

وتزايد ذلك الضغط الجماهيري خاصة بعد التهديدات والإستفزازات الحوثية للمؤتمر وقياداته وبشكل ممنهج ومنظم والذي ظهر جليا ليس فقط في وسائل إعلام الجماعة الحوثية وإنما في خطابات وكتابات أبرز قياداتها.

وأخرها الإعلان الصريح من الجماعة عن شكل نظام الحكم الذي يسعون لفرضه في اليمن والذي سمعه وشاهده الجميع فيما أسموه بيوم الولاية وتزامن معه إصدار تعيينات هامة وبشكل إنفرادي خلافا للتوافق المتفق عليه.

كان بإمكان المؤتمر أن يستجيب لتلك المطالب الجماهيرية ويعلن خروجه من تحالف إدارة شئون البلاد مع الجماعة الحوثية أو أن ينسحب بهدوء.

خاصة وأنه يعلم أن تلك التصرفات والتهديدات تؤكد رغبة الحوثي الكاملة في فك الشراكة إلا أنه لايريد أن يعلنها هو وإنما يضغط على المؤتمر ليعلن إنسحابه تلقائيا.

ولكن المؤتمر يعلم بأن كل مايحدث عبارة عن أعمال إستفزازية غرضها الأساسي إستدراج المؤتمر لإعلان إنسحابه لكي يقال بإنه تخلى عن مسؤوليته الوطنية لخدمة للعدوان وبذلك تنفرد الجماعة في الحكم رسميا دون وجود أي معارضة تعيقها أو تعرقل على الأقل تنفيذ مخططاتها.

وفور إعلان المؤتمر إنسحابه ستبدأ حملة التحريض الشعبية ضده بالرغم من أن إنسحابه لو حدث فله مبرراته.

ولكن التعبئة الإعلامية حينها سيكون لها تأثير يخدم خصوم المؤتمر ، وسيعملوا خلالها على تشويه صورة المؤتمر والمؤتمريين يوما بعد أخر وقد يصل الأمر بهم إلى وصفهم بالخونة والعملاء والطابور الخامس الذي يتغنون به حاليا والذي بدأ الإفصاح عنه منذ فترة ولكن دون تحديد مباشر.

ولذلك فقد فضل المؤتمر البقاء في الشراكة حرصا على الوطن ومصالحه ومكتسباته ولو على حساب مكانته وسمعته وتاريخه وليجسد أيضا المعارضة الفعلية ومن نوع جديد عالميا.

معارضة من داخل السلطة حتى وإن لم يكن لها أي تأثير عملي أمامها تجاهل يظهره الطرف الآخر ، إلا أنها ستكون معارضة كاشفة للحقيقة المغيبة.

كان بإمكان المؤتمر أيضا..

وأمام تلك التحركات المسلحة والتهديدات المعلنة بل وحتى محاولة إستهداف نجل الزعيم وإغتيال الشهيد خالد الرضي أن يواجهها بقوة مسلحة مماثلة أو تفوق تلك التحركات الممنهجة والمنظمة.

ولكنه يدرك يقينا بأن المستفيد الأول هو تحالف العدوان الذي يسعى لتحقيق ذلك منذ بدء العدوان.

ولذلك حرص المؤتمر على إطفاء نار الإقتتال بين حليفي مواجهة العدوان بتنازلات كبيرة كما هي عادته خاصة وهو يدرك يقينا بأن المستهدف الأول من العدوان هو الوطن وأبنائه وثانيا المؤتمر الشعبي العام وقياداته الرافضة للعدوان وخاصة رئيس المؤتمر.

وقد أثبتت الأيام حقيقة هذا العدوان الذي لم تستهدف طائراته وصواريخه غير أبناء الوطن وممتلكاته ومكتسباته ومنازل قيادات المؤتمر دون سواهم.

ولذلك كان المؤتمر أكثر حكمة من بعض قيادات الحوثي الذين سعوا ويسعون بكل طاقاتهم لجر المؤتمر الشعبي العام إلى مربع إقتتال مفتعل لن يخدمهم على الإطلاق وإنما سيخدم العدوان ويجعلهم بعد ذلك هدفا سهلا له قبل غيرهم إلا إذا كانت هناك إتفاقيات سرية ملامحها واضحة.

كنت من أوائل المطالبين بفض شراكة إدارة شئون البلاد والبقاء في تحالف مواجهة العدوان.

ولكنني بعد أن قرأت وتمعنت الليلة في بيان اللجنة العامة للمؤتمر الصادر يومنا هذا أدركت فعلا بأن قيادة المؤتمر حكيمة وحريصة على مصالح الوطن والشعب بشكل كبير جدا قبل حرصها على مصالح المؤتمر حتى وإن تسبب ذلك في الإساءة إلى المؤتمر وإتهامه بالضعف والهوان وهو أكبر من أن يكون كذلك.

فالمؤتمر قوي بوطنه وبشعبه وبجماهيره التي تنفعل مع كل طارئ ولكنها سرعان ما تدرك الحكمة التي توجب علينا جميعا ضرورة التحمل والصبر والصمود وتحديدا في هذه المرحلة الخطيرة.

وهو مايقتضي من الجميع..

التماسك والثبات والصبر حرصا على وطننا العريق الذي يستهدف من الداخل والخارج خاصة وأن المؤتمر وبإعتراف الخارج قبل الداخل أصبح هو صمام الأمان للجمهورية والوحدة والديمقراطية والسيادة والإستقلال.

الصبر والصمود والثبات..

أهم ما يجب أن يتحلى به الجميع.

والنصر حليفنا بإذن الله تعالى.

اقرأ ايضا: