مشروع بالكونغرس لوقف دعم السعودية بحرب اليمن
اخبار الساعة بتاريخ: 08-10-2017 | 7 سنوات مضت
القراءات : (3361) قراءة
تناولت صحيفة واشنطن بوست الأميركية الحرب التي يواصل التحالف العربي بقيادة السعودية شنها على اليمن، وتحدثت عما تسبب به من أوضاع إنسانية كارثية، من بينها انتشار الفقر والمجاعة والأوبئة مثل الكوليرا.
فقد تساءلت الصحيفة من خلال مقال للكاتبة كاترينا فاندين هوفيل: ما الذي يتطلبه الأمر كي يبادر الكونغرس للتعامل مع المسائل الحيوية للحرب والسلام؟ وقالت إن الكارثة في اليمن قد تشكل اختبارا لمدى استعداد الكونغرس أخيرا لممارسة مسؤوليته الدستورية.
وأضافت أن نوابا في الكونغرس قدموا مشروع قانون أيده نواب في الحزبين الجمهوري والديمقراطي لوقف دعم الولايات المتحدة للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.
وقالت إن أربعة مشرعين -اثنان منهم ديمقراطيون واثنان جمهوريون- من مجلس النواب تقدموا بالمشروع بموجب قانون صلاحيات شن الحرب، ويطالبون بالتصويت عليه خلال 15 يوما من أجل وقف تدخل الولايات المتحدة في تدمير السعودية لليمن.
القصف الجوي على منازل المدنيين في فج عطان غربي صنعاء (غيتي)
تدمير اليمن
وأوضحت الصحيفة أن النائبين الديمقراطيين روهيت كهانا ومارك بوكان والنائبين الجمهوريين توماس ماسي وولتر جونز يطالبون بانسحاب القوات الأميركية من الحرب على اليمن، وذلك ما لم يصوت الكونغرس بعكس ذلك ويقوم بتفويضها بالمشاركة في الحرب.
وأشارت إلى أن الجيش الأميركي بدأ منذ عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تقديم المساعدة للحملة السعودية على اليمن، وذلك من خلال توفير طائرات كصهاريج للتزود بالوقود في الجو، ومن خلال الدعم الاستخباري واللوجستي، وتحديد الأهداف ورصد تحركات المتمردين من جماعة الحوثي المدعومين من إيران.
وقالت إن الدعم الأميركي للسعودية كان جزءا من اتفاق للحصول على دعم السعودية للحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا.
وأشارت إلى أن مسؤولين في الأمم المتحدة يقولون إن التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب على اليمن قد تسبب في خلق أكبر أزمة إنسانية كارثية في العالم.
الطفلة بثينة نجت بعد تعرض منزلها للقصف الجوي ومقتل عدد من أفراد أسرتها في صنعاء (رويترز)
قصف المدنيين
وقالت الصحيفة إن القصف الجوي المكثف والمتكرر وواسع النطاق على المناطق المدنية في اليمن؛ تسبب في تعرض سبعة ملايين يمني لخطر المجاعة، وإلى حاجة عشرين مليون يمني إلى الإغاثة والمساعدات الإنسانية.
كما تسبب في انتشار الأوبئة والأمراض مثل الكوليرا التي فتكت بأكثر من ألفي شخص، وأدت إلى موتهم، وتسببت في إصابة نحو سبعمئة ألف شخص آخرين. وأضافت أن السعودية تواجه احتجاجات عالمية متزايدة جراء قصفها المناطق المدنية وغيرها من الانتهاكات للقانون الدولي.
وأشارت إلى أن السعوديين منعوا مؤخرا رحلات الإغاثة من الوصول إلى اليمن، وأنهم منعوا تسليم أربعة رافعات ممولة من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، حيث تعتبر هذه الرافعات حيوية لتفريغ الأدوية والمواد الغذائية في ميناء الحديدة.
وأضافت أن النفوذ السعودي نجح في عرقلة جهود هولندا لفرض تحقيق دولي بشأن جرائم الحرب في اليمن، وأن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أصدر الشهر الماضي قرارا يدعو إلى تعيين خبراء دوليين مستقلين للتحقيق في الانتهاكات الإنسانية وتحديد المسؤولين عنها.
وأشارت إلى أن دونالد ترمب سبق أن أعرب خلال حملته الانتخابية عن تشككه في التدخلات الأميركية الفاشلة في الشرق الأوسط، لكنه ما أن تولى زمام الأمور في البلاد حتى قام بتصعيد مشاركة الولايات المتحدة في أفغانستان وسوريا واليمن.
بل إن وتيرة القصف والتدخلات الأميركية التي تستهدف تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قد ازدادت بشكل كبير.
قصف جوي على قلعة القاهرة الأثرية قرب تعز (أسوشيتد برس)
هجمات وحشية
وقالت الصحيفة إن ترمب لم يشر إلى الهجمات السعودية الوحشية على اليمن أثناء الاحتفال بتعاونها في الحرب على الإرهاب في القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض، بل يبدو أن ترمب ضاعف سياسة سلفه أوباما تجاه السعودية واليمن.
وأشارت إلى أن أميركا غضت الطرف عن دعم السعودية لنشر الوهابية المتطرفة وعن العلاقات المالية الواسعة للسعودية مع المنظمات المتطرفة.
وقالت إنه تم تجاهل الحقيقة المتمثلة في أن 15 مهاجما من أصل 19 من خاطفي الطائرات الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 كانوا سعوديين.
وأشارت إلى أن السناتور والمرشح للرئاسة الأميركية في 2016 بيرني ساندرز ألقى خطابا بشأن السياسة الخارجية لبلاده في كلية وستمنستر، وأنه شجب بشجاعة الدعم الأميركي للتدخل المدمر للسعودية في اليمن، قائلا إن هذه السياسات تقوض بشكل كبير قدرة أميركا على التقدم في جدول أعمال حقوق الإنسان عبر العالم.
كما أن ساندرز قال في مقابلة مع موقع إنترسبت الأميركي إنه لا ينبغي لنا اعتبار السعودية حليفا للولايات المتحدة، وذلك لأن السعودية تعتبر دولة غير ديمقراطية، ولأنها دعمت الإرهاب في شتى أنحاء العالم.
ويشير قرار الكونغرس إلى تقارير وزارة الخارجية الأميركية لعام 2016 بأن النزاع في اليمن يؤدي إلى نتائج عكسية للجهود الجارية لمكافحة القاعدة والقوى المرتبطة بها، وإلى أن التدخل السعودي في اليمن يخلق دولة فاشلة أخرى يمكن أن يتجذر فيها الإرهابيون.
وأضافت أن راعي مشروع القرار السناتور كهانا يقول إن الكونغرس والشعب الأميركي يعرفون القليل جدا عن الدور الذي نؤديه في حرب تسببت في المعاناة لملايين اليمنيين، وتشكل تهديدا حقيقيا لأمننا الوطني.
سياسة مؤسفة
وقالت الصحفية إن القرار سيجبر الكونغرس على مناقشة هذه السياسة المؤسفة حقا التي تورطت فيها الولايات المتحدة في جرائم الحرب السعودية في اليمن وتأجيج انتشار الإرهاب.
ودعت إلى ضرورة وقف الحروب الأميركية التي لا تجلب انتصارا ولا تنتهي في الشرق الأوسط.
وقالت إن رعاية نواب من الحزبين مشروع القرار تشير إلى الاهتمام في تنشيط دور الكونغرس بوصفه سلطة دستورية فاعلة.
ويأمل السناتور كهانا أن تكون المناقشة بشأن الدعم الأميركي للتحالف السعودي في اليمن خطوة أولى، رغم أنها متأخرة، ولكنها ضرورية، مما يدل على تزايد القلق في أوساط الحزبين الأميركيين إزاء التدخل الخارجي المتواصل.
المصدر : الجزيرة,واشنطن بوست
اقرأ ايضا: