يحيى صالح : في مقابلة صحفية يكشف لأول مرة عن أسرار حرب السعودية على اليمن
اخبار الساعة - مقابلة صحفية أجراها : إيريكوس فيناليس بتاريخ: 11-11-2017 | 7 سنوات مضت
القراءات : (7102) قراءة
قال العميد يحيى محمد عبدالله صالح -عضو اللجنة العامة" المكتب السياسي" لحزب المؤتمر الشعبي العام ،رئيس ملتقى الرقي والتقدم ان السعودية استهدفت كافة البنى التحتية و ارتكبت ابشع الجرائم للانسانية في اليمن منذ بداية عدوانها في اواخر 2015مارس .
واكد في مقابلة اجرها معه الصحفي اليوناني ايريكوس فيناليس ان نصف مليون يمني يعانون من الكوليرا فضلا عن المجاعات التي تهدد حياة 17 مليون يمني.
وفيما يلي يعيد موقع "اخبار الساعة" نص المقابلة:-
واحدة من أكثر الصراعات المسلحة في الشرق الأوسط مستمرة منذ سنوات في اليمن . ومع ذلك، فإن الحديث عنه في وسائل الإعلام الدولية واليونانية بقي خجولاً، مع إستثناءات قليلة .
وهناك سبب لذلك: فإن إرتفاع عدد الضحايا منذ عام 2015 عندما تدخل تحالف متعدد الجنسيات بقيادة السعودية وبدعم من الغرب عسكريا.
والهدف هو منع احتلال السلطة من قبل تحالف موال لإيران والذي يسيطر بالفعل على العاصمة صنعاء وجزء كبير من اليمن ...
عشرات
وما زال التدخل العسكري السعودي قائماً حتى الآن، مع قصف جوي دمر ثلاثة أرباع البنية التحتية للبلاد وتسبب في وقوع الآلاف من القتلى - معظمهم من المدنيين.
ومع ذلك، فإن "المجتمع الدولي" لا يزال صامتاً، وتقتصر الأمم المتحدة على لعب دور شرطي المرور، رغم أن أحد أهم جوانب التدمير غير المسبوق بسبب التدخل السعودي هو الظهور الواسع لوباء الكوليرا.
وقال يحيى محمد عبد الله صالح في المقابلة التي أجريناها معه في صحيفتنا:
"إن نصف مليون شخص يمني يعانون من الكوليرا، وقد توفي بالفعل 2000 من مواطني بلدي، معظمهم من الأطفال،".
ويحيى صالح هو رئيس منظمة كنعان التي تعنى بالشأن الفلسطيني وهو رئيس ملتقى الرقي والتقدم ، وقد تحدث في نهاية الأسبوع الماضي في مهرجان المقاومة في للشرق الأوسط للتضامن مع المقاومة المسلحة في فلسطين ولبنان .
لقد أتيت من بلد يعاني من أسوأ الظروف التي تمر على بلد في العالم، ولكن للأسف في نهاية المطاف ،فإن الرأي العام ليس على معرفة تامة بما يحصل في اليمن وخاصة بعد تدخل التحالف السعودي الذي مازال مستمراً منذ عامين ونصف .
وقد حاول السعوديون والحلفاء الغربيون منذ اللحظة الأولى، ونجحوا إلى حد كبير في إخفاء جرائمهم. كيلا تتسرب إلى وسائل الإعلام، كان هذا هو جزء من خطة الرياض وواشنطن سواء في فترة حكم أوباما أو ترامب ، والولايات المتحدة الأمريكية هي من تجهز المملكة العربية السعودية بالطائرات والدروع والصواريخ وغيرها بقيمة مليارات الدولارات ولكي نكون منصفين فإنني أود الإشارة بأنه ليس فقط الولايات المتحدة هي التي تدعم التدخل السعودي
حيث أن بريطانيا أيضاً تقوم بتوفير الدعم العسكري والدبلوماسي، كذلك كندا وفرنسا، حتى إسرائيل تساعدهم من خلال إمدادهم بمعلومات الأقمار الصناعية لأغراض التجسس والطائرات بدون طيار.
وقد فرض كل هؤلاء على وسائط الإعلام الدولية التعتيم على أنباء الكارثة الهائلة التي يعاني منها بلدنا الفقير من هذا التحالف الدولي، وقد أعدوا جيداً لخطتهم تلك، حيث أن واشنطن طلبت من الشركات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الحكومية الدولية الكبيرة مغادرة الأراضي اليمنية قبل فترة وجيزة من إندلاع التدخل السعودي، كي لا يوجد شهود على ارتكاب جرائم حرب.
وبالطبع امتثل الجميع تقريبا ... وفي الوقت نفسه، قامت السعودية وحلفاؤها بالتشويش على القنوات الفضائية والإنترنت لجعل التواصل مع العالم الخارجي أكثر صعوبة.
ما هو تأثير هذا التدخل؟!
لقد أعطى الغرب الضوء الأخضر للمملكة العربية السعودية لإرتكاب جريمة طويلة الأمد، وإنتهاك الشرعية الدولية دون عقاب، ولم يقدم أي قاعدة لحماية المدنيين.
أولاً وقبل كل شيء،فقد استهدفت جميع الهياكل الأساسية التي يحتاجها الناس للبقاء على قيد الحياة كما استهدفت البنى التحتية و قامت بقصف و تدمير مخازن الأغذية والجسور وشبكات المياه والكهرباء ومصانع الأدوية والمطارات والمستشفيات والمدارس
لقد كنا دائماً بلداً فقيراً ولكنهم تمكنوا من إعادة بلدنا إلى العصور الوسطى، كان لدينا أعلى معدل لمحو الأمية وأكبر عدد من الأشخاص ذوي التعليم الجامعي في الشرق الأوسط، والآن للأسف فإن الجيل الجديد ينمو في ظل الإرهاب والجهل، كنا من الرواد في القضاء على الأوبئة،ولكن اليوم للأسف فإن نصف مليون يمني يعانون من الكوليرا - وبالفعل فقد توفي بالفعل
2000 من مواطني بلدي، معظمهم من الأطفال، أي شخص يريد ان يعرف ذلك فليقراء تقارير الأمم المتحدة ذات الصلة رغم أنها لم تفعل الكثير لوقف الجريمة، ولكن على الأقل تقاريرها توضح ما يحدث فعلاً
لماذا قام الغرب والسعودية بمثل هذا الهجوم المدمر؟
إن المملكة العربية السعودية نفسها، مثل معظم حلفائها في المنطقة، هي ذات نظام ملكي مطلق وغامض، مرتبطة عبر تاريخها بالخطط الغربية، والهدف من التدخل هو الوصاية بأي ثمن على اليمن، الذي يعدّ وجوده في أكثر نقطة استراتيجية في مجال النفوذ الغربي، يريدون بقاء اليمن بلداً فقيراً و متخلفاً ، كما يسعون لتنصيب حكومة عليه تأتمر بأوامر مع حكومة الرياض ومن وراءها الغرب
وهناك سبب آخر هو "المثال السيئ" الذي من شأنه أن يعطي اليمن الديموقراطي والنامي لجيراننا السعوديين.
الرياض لا تريد السماح بوجود يمن ديمقراطي تمثل أطياف شعبه أحزاب سياسية، ويحترم حقوق المرأة، وما إلى ذلك. ولهذا حاولت السعودية قبل التدخل العسكري منع إجراء الانتخابات
من يقاوم التدخل العسكري للسعودية و حلفاءها ؟
إن الغالبية العظمى من اليمنيين يقاومون - إما بشكل سياسي أو بالسلاح - مهما كانوا يعانون، اليمنيون يشعرون بأنه إذا لم يقاوموا، فإن المملكة العربية السعودية سوف تحصل على كل شيء، اضافة الى انهم يشعرون بأن ذلك ينال من كرامتهم الوطنية نحن الذين هزمنا الإمبراطورية البريطانية هل نستسلم للعرب السعوديين، الذين لديهم المال والأسلحة فقط؟!!
خصوصا وان السعودية "فارغة"، دون هوية أو تاريخ.
و هذا هو السبب في أنهم قاموا بقصف حتى بقصف المواقع الأثرية والآثار والمؤسسات الأكاديمية لدينا ، إنهم يريدون منا أن نصبح مثلهم، ولكنني مقتنع بأن كل ما يجلبوه من دمار لن ينجح، لا يمكن لأحد أن يمحو تاريخ و حضارة الشعب اليمني .
ألا ترى معي بأن جوابك عام نوعاًو ما ؟
سأكون أكثر تحديداً: وهو تحالف غير رسمي ولكن حقيقي إلى حد كبير يتألف من حركات سياسية ومنظمات مدنية ومن القوات المسلحة هو الذي يقاوم.
وبطبيعة الحال، فإن المملكة العربية السعودية تحاول بإستمرار كسرنا في محاولتها شراء الأحزاب وبعض الشخصيات ، ومدناً كاملة ولذلك فهي تدفع مبالغ مالية ضخمة لهذا الغرض، وفي كثير من الأحيان نجحت في ذلك
خصوصا إن معسكر القومية العربية المناهضة للإمبريالية، التي أؤمن بها و أعتز بأنني أنتمي إليها، ليس موحداً للأسف، فهناك أشخاص يقفون على مسافات متساوية بين الأطراف أو على الحياد ومنهم من تحالفوا مع السعوديين مثل السلفيين، الإخوان المسلمين، الخ. أيضا، الشيوخ من بعض القبائل تقبض بإنتظام من قبل الرياض منذ عام 1960 .
مأجوروا الرياض أيضاً الأردن ومصر وتركيا ... وهناك أيضا لاعبين جدد الذين يحاولون أن يكون لهم تأثير مستقل مثل الإمارات وقطر - وخاصة منذ أزمتها و خلافها مع السعودية
الجميع يتدخل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ، حتى إيران، التي وضعت في المعسكر المعارض، ضد السعودية، لديها جماعاتها الخاصة.
ما عدا إيران، ألا توجد قوات محلية أو دولية أخرى ضد التدخل السعودي؟
للأسف لا توجد قوة عظمى أو قوة إقليمية تفعل أي شيء ضروري لوقف المذبحة وتحقيق السلام ، معظمهم لا سيما الغرب، لا يريدون أن يخسروا النظام الملكي السعودي، وهو دوليا من أكثر العملاء تأثيراَ في سوق السلاح بسبب شراءه السلاح الغربي بالمليارات ، أما في العالم العربي، فإن الدعاية السعودية، و بسبب المليارات من الدولارات فإنهم مقتنعون بأن السعودية هي من تحمي الإسلام و المسلمين وأما بعض الدول العربية الأخرى فقد دانت التدخل العسكري السعودي بالكلام فقط مثل الجزائر وتونس وسلطنة عمان وبعض الدول العربية الأخرى .
ولكن في الممارسة العملية لا تفعل شيئا، فهناك أسوأ من ذلك ، إذا تمكنت من الحصول على رحلة دولية من اليمن (حيث لا يوجد سوى مطارين من أصل 15 مطارا تعمل الآن)، هناك ثلاث وجهات فقط هي القاهرة، الخرطوم، عمان، وعندما يود أي يمني السفر لأي وجهة، يجب عليه أولا الذهاب إلى إحدى تلك الوجهات ، ولكن المؤسف في الأمر بأنه لا يسمح لنا بالبقاء في منطقة الترانزيت حتى وقت رحلتنا القادمة، لذلك يقومون بنقل المسافرين اليمنيين بعربات عسكرية مرفقة بجنود إلى مستودعات، وكأننا حيوانات، هذا هو ما تتصرف به قيادات "الدول الشقيقة"!للأسف.
سؤال مختلف الآن: لماذا تتعامل مع فلسطين في الوقت الذي تعاني فيه من هذه الكارثة في وطنك؟
لأنهم مهما فعلوا في اليمن، سنستمر في الوجود - ولكن ليس هو الحال بالنسبة لفلسطين ، هناك على مدى عقود محتلون ، يقومون بتشريد الناس و طردهم من أرض آباءهم و تجريدهم من أصولهم، وتغيير أسماء الأماكن، والقيام بكل شيء للقضاء على تاريخهم تماماً، وشرذمة الشعب الفلسطيني في كل بقاع العالم بإستثناء وطنهم ، هذا أمر لا يمكننا أن نسمح به، مهما كنا نعاني أيضا، إنهم يريدون منا أن نركع ، ويريدوننا أن نتفرق و أن يخلقوا فينا النزعة الفردية للنظر في كيفية البقاء على قيد الحياة كل على حدة - وهكذا يدفعون بنا للتخلي عن القضية الفلسطينية التي هي قضية مركزية للأمة العربية لكنهم لن ينجحوا، ثم إن لدي حساسیة كبيرة كوني کنعانیاً، أنتمي إلی واحد من أول الشعوب التاریخیة التي عاشت في فلسطین ثم طردت إلی الیمن بمعنى ما، فكما هي اليونان بالنسبة لأوروبا، كذلك اليمن بالنسبة للعالم العربي، لذلك أشعر بأن لدي مسؤولية أكبر .
السؤال الأخير، وشكراً لك على وقتك ، ماذا تتوقع من رحلتك إلى اليونان؟*
نحن نعلم أن الشعب اليوناني يعاني ويواجه أعداء أقوياء يريدون أيضاً إخضاعه ، في الوقت نفسه نريد أولاً تعريفه بالمآساة اليمنية بسبب الإعتداء السعودي و حلفاءه و من يقف خلفه .
ومن ثم نأمل أن يتحدث اليونانيون عن ذلك في بقية أوروبا، ونتوقع من اليونان إدانة واضحة لجرائم الحرب التي أدت لمقتل آلاف الأشخاص وتدمير شبه كامل للبنية الأساسية لبلد بأكمله، فضلاً عن الإنتهاك الشديد لأبسط حقوق الإنسان والقانون الدولي.
بعد كل ذلك أتمنى السماح لكل شخص وكل منظمة رسمية بأن تتصرف بأي طريقة يعتقد أنها أفضل لإدانة ما يحصل و العمل على إيقافه ، ما لا يمكننا تحمله هو أن نرى أن البعض يدعي عدم معرفته بما يحصل و يشيح بنظره عن ذلك .
اقرأ ايضا: