مالاتعرفه الناس عن قصر معاشيق .. معلومات تكشف لاول مرة
اخبار الساعة بتاريخ: 10-02-2018 | 7 سنوات مضت
القراءات : (5501) قراءة
بات السكن الخاص بالحكومة اليمنية في منطقة معاشيق، أو المعاشيق، في العاصمة المؤقتة عدن، بمثابة "منطقة خضراء" لقيادات الحكومة، بعدما صار تحركهم داخل المدينة محدوداً ومحفوفاً بالمخاطر، منذ المواجهات الأخيرة التي اندلعت بين الألوية الرئاسية المعنية بحماية المعاشيق، وأخرى موالية لما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المنادي بالانفصال.
ويخضع الدخول إلى منطقة المعاشيق إلى إجراءات أمنية متعددة، تمر بأكثر من نقطة تفتيش، تبدأ في المدخل الشمالي الوحيد في منطقة صيرة، حيث يتم فيها التأكد من هوية الزائر وورود اسمه ضمن قائمة المسموح لهم بالدخول، يليه المرور على يمين ملعب رياضي، وصولاً إلى النقطة الثانية التي يمنع منها دخول السيارات، ويواصل الزائر سيراً على الأقدام عشرات الأمتار، حتى النقطة الثالثة، إذ تنتظره حافلة مخصصة لنقل الزائرين لإيصاله إلى وجهته، وذلك بعد المرور عبر جهاز كشف إلكتروني. وفي تلك الدقائق يلحظ صورة صغيرة للرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، وملصقات توجيهية على جدران الغرفة، موجّهة إلى طواقم الحراسة. ويشير بعض العاملين في المعاشيق إلى أن المكان ليس بعيداً عن أعين القوة الإماراتية، التي تتولى واجهة عمل التحالف في عدن.
وتقطع الحافلة المسافة صعوداً في سفح ربوة المعاشيق المواجه للمدينة، إلى حيث الوحدات السكنية التي تتوزع على قمة الربوة وسفحها الجنوبي المواجه للبحر. وهناك عدة أبنية بأرقام محددة، يطلق عليها اسم "فيلات"، ويسكن في كل منزل وزير أو مسؤول كبير في الحكومة. أما رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، فيقطن في مبنى خاص، علماً أن معظم المسؤولين القاطنين في منطقة المعاشيق لا تقيم معهم عوائلهم، لعدم استقرار الأوضاع، ولكون المعاشيق ليس مخصصاً بالأساس ليكون مقر إقامة دائم لرجال الحكومة.
ويشعر الزائر أن المعاشيق منطقة معزولة تماماً عن أجواء عدن، وهذا يجعلها من ناحية أمنية بمنأى عن القذائف المحتملة من جهة البر، غير أن جبل شمسان يهيمن عليها في كل حال. وحول أصل التسمية، تقول بعض المصادر إن المعاشيق (تنطق بأل التعريف ومن دونه) جاءت من كون البحارة كانوا قديما "يعشّقون" سفنهم عندها، بمعنى الرسو. وتمتد المعاشيق على مساحة كيلومترات قليلة، على شكل لسان برّي مطل على بحر حقات في خليج عدن، تقابله قلعة صيرة التاريخية من جهة الشرق. وإلى الغرب منه تخيّم حالياً قيادة البعثة العسكرية السعودية. ويقول أحد المسؤولين الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن طول إقامته في المعاشيق أشعره مع مرور الوقت أنه يقطن في سجن كبير، خصوصاً مع محدودية الحركة لمسؤولي الحكومة في أرجاء المدينة أخيراً. ويضيف إن "المنظر الخلاب الذي توفره المساكن هنا باتجاه البحر، يتلاشى مع طول الإقامة".
اقرأ ايضا: