من ينتصر لثورة 26 سبتمبر ؟
اخبار الساعة - بقلم: عمار الحميقاني بتاريخ: 25-09-2018 | 6 سنوات مضت
القراءات : (22920) قراءة
منذ بداية الإسلام وعندما أعلن باذام بن بهرام دخوله الدين الجديد ودعا قبائل طوق صنعاء للدخول معه وكان يحكم بقبضة من حديد أسلمت معه كل القبائل دون أن تدخل في نقاش عن الدين الجديد لكنها ارتدت عن الإسلام عندما ادعى الأسود العنسي ( كان ملكًا حينها على اليمن ) إنه نبيًا، آمنت به وارتدت القبائل معه، ولما قُتل وجاء مدد أبي بكر رضي الله عنه أسلمت من جديد ..!
جاءت الدولة الزيادية وتغلبت فاستسلمت وصارت زيادية فلما ضعفت استسلمت للصليحيين وأنهى الصليحي كل حكم سني أو زيدي فيها فصارت صليحية.
واستسلمت قبائل طوق صنعاء ( حاشد، همدان، سنحان، بلاد الروس، بكيل، أرحب، بني حارث، خولان، بني حشيش، نهم، بني مطر ) بسهولة للأيوبيين، فلما تغلب بنو رسول على اليمن تحولت إلى المذهب الرسولي ثم استسلمت لأبناء عبدالله بن حمزة ( زيدي ) وباعت حاكمها الإمام المهدي ( زيدي أيضًا ) وقتلوه شر قتلة ودفنوه في مكان نفايات.
استسلمت قبائل طوق صنعاء بسهولة للسلطان عامر بن عبدالوهاب الطاهري، وخذلت الإمام الناصر وباعته ونقله السلطان الطاهري من صنعاء مع نسائه وأسرته إلى تعز
فلم تمنع قبائل صنعاء التي كانت بالأمس تحت حكمه ترحيله أو تحاول فك أسره لأنها تحولت إلى طاهرية ثم جاء الجراكسة المصريون فاستسلمت لهم مع أنهم ارتكبوا في صنعاء المجازر وسلبوا ونهبوا حتى جاء العثمانيون فاستسلمت لهم وتحولت إلى عثمانية بأمتياز
ولما ضعف العثمانيون قاموا مع الإمام يحيى ضد العثمانيين وقتلوا العثمانيين ونكلوا بهم لأن الإمام أعطاهم وعودًا براقة فقتلوا جنود الخلافة ومالوا للإمام، وعند مقتل الإمام يحيى صارت صنعاء ثورية دستورية ولما جاء الإمام أحمد متغلبا ثارت معه ضد الدستوريين
ويتكرر الأمر نفسه اليوم فقبائل صنعاء سمِنت على مائدة صالح وبه قامت وعليه اعتمدت ثم باعته لأن خصمه ( الحوثي ) أصبح أقوى بمليشياته وعندما ستأتي قوة كبيرة ستعلن القبائل مبايعتها لعبدربه منصور هادي والتحالف العربي التي تقوده المملكة العربية السعودية وستبيع الحوثيين وربما تقوم بالتنكيل برموزه وستطاردهم الى جبال مرّان في صعدة
ما جعلني أسرد تاريخ مقتضب عن قبائل طوق صنعاء هو تفاخر البعض حاليًا بها أو يراهن عليها بأنها ستكون المعادلة الصعبة في تحرير اليمن لكن الحقيقة من ساهم في إقامة الجمهورية وشارك بشكل أساسي في ثورة 26 سبتمبر ضد الإماميين هم أبناء قبائل مذحج
ولعب أبناء القبائل وبمن فيها قبيلة آل حميقان دورا كبيرا في ثورة 26 سبتمبر 1962م التي أطاحت بالحكم الملكي من شمال اليمن وأقامت على أنقاضه النظام الجمهوري وكان للشيخ عبدالرب صالح الحميقاني رفيق الشيخ علي ناصر القردعي بالسجن الدور الكبير في قتل الإمام يحيي حينما أرسل إبنه المندعي إلى سجن القردعي وأرسل معه ( علبة سمن ) وبداخلها مسدس وسكين ومبرد
وبعد الثورة بعامين كان أبناء قبائل آل حميقان أكثر من 400 بقيادة الشيخ سالم عبدالقوي الحميقاني والشيخ عبدالقوي حسين الحميقاني ممن شاركوا في طرد شردمة الإمام البدر بمساندة ودعم وتنسيق الجنود المصريين الذي أرسلهم الزعيم العربي القومي الراحل جمال عبدالناصر حيث تم دحر الامام الكهنوت بدر من دار الحجر في وادي ظهر إلى خارج محافظة صعدة ثم حجة قبل هروبه إلى السعودية مع من كانوا بجواره
ولم تتوقف بطولات أبناء الزاهر قبائل آل حميقان عند هذا التاريخ بل كان لهم الدور الكبير في فك حصار السبعين يوما والقضاء على المتمردين ليدخل شيخها الراحل سالم عبدالقوي الحميقاني صنعاء شاعرا أبياته الخالدة بزواملة المذحجية
وكأن التاريخ يعيد نفسه وها هم أبناء الزاهر قبائل آل حميقان جنبًا إلى جنب مع المقاومة اليمنية يقاومون الآن أكثر من عامين أتباع الإمامة في مناطقهم بعد أن جاءوهم غزاة معتدين ويتصدون لهم بشجاعة فريدة تتجاوز مسألة الدفاع عن أنفسهم إلى حماية يافع السيف التي تحاددهم وتتبع لحج من أطماع الإماميين الجدد وليس غريبا عليهم ذلك وهم من كانوا تاريخيا في مقدمة الصفوف بالاستحقاقات الوطنية المختلفة
القبائل اليمنية وبالتحديد قبائل شمال الشمال أو ما تسمى قبائل طوق صنعاء عادة توالي القوي ومن لديه المال ونتمنى من التحالف العربي أن يأخذ بعين الاعتبار أن قبائل طوق صنعاء ترى في الحوثي بعدًا مذهبيًا دينيا تنتمي إليه وهو المذهب الزيدي لهذا تخاذلت عن مناصرة صالح عند الاحتياج لها لأنه لم يعد يملك المال والقوة الكافية كما أن المذهب يجعلها اقرب للحوثي في حين أن صالح وحزبه كانا اقرب للبعد الوطني منه للمذهبي والرهان على قبائل طوق صنعاء رهان خاسر فهي ستعلن ولائها للقوة الجديدة التي ستحرر صنعاء من مليشيات الحوثي ويجب الرهان فقط على قبائل مأرب والبيضاء ووسط اليمن
اقرأ ايضا: