وماذا بعد يا عرب..؟!!
اخبار الساعة - أميمه العبادلة بتاريخ: 17-03-2012 | 13 سنوات مضت
القراءات : (2118) قراءة
بدأ العام 2012 ما بين ذهول بصر وتخبط بصيرة.. وحرقة قلب من الدرجة الثالثة، وجراح تزداد اتساعا.. هذا حالنا، أو حال معظمنا ربما، جراء متابعة أخبار لا تسر بل تصيبنا باكتئاب مزمن..
قلتُ معظمنا.. أو ربما كان أقل من المعظم قليلا، حيث إن سوادا غالبا من الأمة لا يعرف من المحطات الفضائية سوى "موجا كوميدي"، وحديثا توأمَ مشاهدته لها بقناة "التت" الفاضلة..
وبعيدا عن القنوات الثقافية الفاضلة آنفة الذكر، وبالرجوع لحرقة الدم التي تنقلها قنوات الأخبار، ومواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر، فالوضع أكثر من مزري..
العالم كله مغيب بفعل أزمات لا ندري إن كانت ثورات حقيقية أو مفتعلة لأهداف خفية، أو غير خفية ربما..
أحد أول الأهداف أن الأقصى قبلة المسلمين الأولى ومهد المسيح يُداس ويدنس.. وانشغال العالم عما يحدث في الأقصى هذه الأثناء، بلا شك، مبرر.. إذ لا حكومات، والشعوب مازالت تناضل لنيل حرية "وهمية".. حيث إن الخلاص من حاكم سجان استوطن وعائلته وأنسباؤه، ما هو إلا ضرب من خيال، أو كاميرا خفية لمهزلة سمجة سيعاد بثها مرارا على الشاشات، دون أن يكترث أحد لإيقافها أو منعها..
وأخشى فيما أخشى أن يتم التعامل مع ما يحدث من مجازر بشعة وقتل متكرر بمنطق أغاني القرن الماضي الهابطة، حينما كان يخرج علينا بعض تجار الفن الرخيص بعبارة: "الجمهور عايز كده"..!
فمصر أم العرب تنهار يوما بعد يوم.. وذكرى ثورتها أشعلت ثورة جديدة وحده الله يعلم مصيرها ومستقبل أهلها.. وهي تعصب الخوف، وتربط على الجراح لتجميل حاضر يشبه الماضي ما بين "فرعون" لا مبارك الخطى، مسجى على سريره ومعروضا على الملأ عبرة لمن يعتبر في قفص الاتهام.. كـ"فرعون" موسى المسجى في المتحف المصري.. وبين مجلس عسكري ليس سوى أداة نفي للثورة، وجزم باستمرارية سيطرة أجهزة المخلوع من سجونهم الوهمية.. والشعب يسقط أرقاما تلو أرقام دون أن يلتفت أحد من المسئولين له..
أما سوريا ففيها أسد طليق عاث في البلاد فسادا.. ما احتوت كتب التاريخ شبيها له لا في غزو التتار ولا جنون الحجاج ولا حتى في أساطير الصين عن التنين.. وها هو الأسد يوصد باب حارتها وعقيدها يؤدب المنشقين "الشبيحة"، رحيما، بالفلكة.. وأعداد القتلى حدث ولا حرج..
بالطبع لو أن أرقام من يسقطون من قتلى يدخلون ضمن أرقام البورصة لاختلف الأمر.. لكن ما دون ذلك لا يساوي شيئا.. ولا احد من القادة يدرك أن حجم الاستثمار في الإنسان أكثر قيمة وفائدة من أوراق نقدية قد تحترق بلمح البصر..
ولا يدركون أيضا أن لا قيمة تأخذها الدولة بعد رِخص إفرادها في عيون قادتهم..
بعد كل هذا أخبار فلسطين لا تحتاج لأكثر من موجز مختصر لعبد الحليم حافظ يغنيهِ حزناً: "طريقك مسدود يا ولدي" لتفهم معه تحليلا شاملاً لمستقبل المصالحة الخيالية..
ومع ذلك لعلنا الأوفر حظا هنا من بين الشقيقات العرب، إذ أننا رغم انقسامنا على ذاتنا وفرقتنا عن ثوابتنا إلا أننا والحمد لله تميزنا بدخولنا موسوعة جينس بدولتين وبوزيرين لكل وزارة.. كنا نحلم بدولة واحدة، فها نحن نسيطر على اثنتين.. نحتاج كثيرا من الخرز الأزرق نعلقه في الطرقات كي لا تصيبنا العين حتما..!
المضحك المبكي أن وزاراتنا جميعها وهمية، ومناصب فخرية لا أكثر.. والمفلج أن جميع الوزراء يتقاضون رواتب.. والشعب وحده في فلسطين من يدفع، ولا يتقاضى شيئا..
ما يشفع قليلا أن ما يتقاضونه من أموال حكومية ومن المساعدات التي يشحذونها من الدول العربية، ستكون نارا حارة سيحترقون بها جراء كل التهلكة التي سببوها لنا..
ولكن لن يكون السادة المسئولين والقادة عندنا وحدهم بالطبع من سيعانون حرها، بل نبشرهم أن نظرائهم العرب جميعا ينتظروهم هناك في درك صمم خصيصا للقادة والمسئولين..
اقرأ ايضا: