اخبار الساعة

المتحدث باسم الرئاسة السودانية يروي تفاصيل الساعات الأخيرة في حكم البشير

اخبار الساعة بتاريخ: 15-04-2019 | 6 سنوات مضت القراءات : (5741) قراءة

كانت الأيام الأخيرة في حكم البشير بعد اشتداد وتيرة التظاهرات وعدم تراجع المحتجين، تشير جميعها إلى اقتراب موعد الرحيل، إلى أن فطنت الجماهير إلى أن مفتاح الحل أمام قيادة القوات المسلحة.

قال أبي عز الدين، المتحدث السابق باسم الرئاسة السودانية في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، اليوم الأحد 14 أبريل / نيسان، إن الجيش كان العامل الأساسي في التغييرات في السودان على مر التاريخ، مضيفا: "أعتقد أن المتظاهرين فطنوا لذلك ولم يعتصموا أمام مقار الحزب الحاكم أو الأحزاب الشريكة له أو مقرات الأجهزة الأمنية، وإنما اختاروا مباني مقر القيادة العامة للقوات المسلحة".

وتابع المتحدث السابق باسم الرئاسة: "وصل المتظاهرون إلى قناعة بأن الحاكم الفعلي للبلاد هي القوات المسلحة، التي ينتمي إليها البشير ونائبه، وهي التي لديها الكلمة الأخيرة".

وقال عز الدين: "منذ تكرار عمليات خروج الناس إلى الشارع، شعرنا بأن هناك تململ واضح داخل المؤسسات العسكرية"، مضيفا: "يحدث هذا عندما لا تستطيع حفظ أمن البلاد أو ترى أن الأمور تتجه نحو الوضع الغامض أو الدموي".

وتابع المتحدث باسم الرئاسة: "تلك الأمور أدت إلى حراك كبير جدا داخل المؤسسة العسكرية، وقبل ساعات من تكوين المجلس العسكري تحدثوا مع البشير وطالبوه بالتنحي حقنا للدماء، حتى لا تحدث مجازر"، مضيفا: "استجاب البشير لطلب الجيش".

وأضاف عز الدين: "بعد استجابته، وقبل صدور البيان الأول للمجلس العسكري تم وضع البشير قيد الإقامة الجبرية، الأمر الذي دفع وزير الدفاع أن يعلن عن بيان الجيش منذ الساعات الأولي لصباح 11 إبريل".

واستطرد المتحدث السابق باسم الرئاسة السودانية: "بعد ضم قنوات التليفزيون والإذاعة الرسمية لإذاعة بيان الجيش حدثت خلافات بين قيادات عسكرية وأدى إلى تفلت أمني وانتظار لساعات طويلة وبعدها أعلن البيان الأول، وبعد رفض المتظاهرين لوزير الدفاع تم تحكيم العقل استجاب لضغط الشارع الرافض أن يتولى الفترة الانتقالية النائب الأول للبشير، وتنحى قبل أقل من 24 ساعة وتولى المجلس الحالي بقيادة عبد الفتاح البرهان".

وأوضح عز الدين: "الإقالة أو الاستقالات، التي أعلنت قبل إعلان تشكيل المجلس الحالي كانت من أجل إحداث توازنات بين القوى السياسية الأخرى، لأنه دون التجانس التام بين تلك القوى سوف تحدث مجازر، وأشار لذلك الفريق حميدان قائد قوات الدعم السريع".

ولفت عز الدين إلى أن سبب اعتذار قائد قوات الدعم السريع في البداية عن المشاركة في المجلس الانتقالي هو أنه كان يرى أن هناك غياب دستوري يمكن أن يتسبب في كوارث كبرى، لذا يجب أن تكون الفترة الانتقالية ما بين 3 — 6 أشهر ويكون في تلك الفترة مجلس عسكري انتقالي وحكومة مدنية.

ونوه عز الدين، إلى أن الرئيس البشير عندما جاء إلى السلطة عام 1989 لم يكن يطمع بالبقاء في السلطة طوال تلك السنوات، وكان ينوى المكوث لفترة محدودة على رأس المجلس العسكري حتى يستتب الأمن وبعدها يتم وضع أسس دستور جديد بالتوافق مع الجميع، مضيفا: "لكن السلطة تدخل على الأنفس وأحيانا يرون أن بقائهم صمام أمان للدولة".

وتابع عز الدين: "من ناحية أخرى هناك تغيرات كبرى حدثت في المجتمع بما يشبه الوحدة المجتمعية، وأعتقد أن هذا يلقي بظلاله على الأوضاع الحالية والمقبلة، فشباب اليوم يختلف عن شباب 1989 بسبب التغير في طرق التواصل والحصول على المعلومات"، مضيفا: "تلك التغيرات المجتمعية تفرض واقعا على العسكريين تجبرهم على المرونة بشكل جديد تماشيا مع الواقع".

وأكد المتحدث السابق باسم الرئاسة أن قوات الدعم السريع كان لها دور كبير في مسار الأحداث، كان الناس يظنون أن قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان هي التي ستقوم بمجازر ضد المتظاهرين وتشتبك مع الجيش"، مشيرا إلى أن الكثير منا أساء الظن بتلك القوات عندما انتشروا في شوارع الخرطوم، وكان الناس يصورونهم بالفيديو على "أنهم مليشيات الرئيس أو الحزب الحاكم، ودخلت إلى العاصمة لارتكاب كل الجرائم، وعندما كانت تلك القوات بالقرب من قيادة الجيش وضع الناس أياديهم على قلوبهم".

واستطرد عز الدين: "في النهاية أثبتت تلك القوات أنهم الأكثر حكمة ممن كانوا يحللون أو ينظرون، وقد كان لتلك القوات الدور الكبير في توجيه الأحداث".

سبوتنيك

اقرأ ايضا: