اخبار الساعة

المبعوث الأممي إلى اليمن يحذر من خطر سقوط اليمن

اخبار الساعة بتاريخ: 11-07-2019 | 5 سنوات مضت القراءات : (4109) قراءة
حذر المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، من “خطر سقوط اليمن رهينة للتوترات الإقليمية”.
 
و أوضح غريفيث إلى أنه لا يمكنه إجبار الأطراف اليمنية على تنفيذ أي اتفاق، كما أنه ليس من سلطاته تحديد مواعيد التنفيذ النهائية.
 
و أشار غريفيث إلى أن عملية استئناف المشاورات مع طرفي الصراع ستستأنف في أقرب وقت وفق المرجعيات الثلاث دون أن يحدد موعداً لذلك.
 
و حول ما اذا كان سيغادر مهمته الأممية من تلقاء نفسه إذا شعر بالتعثر، أكد غريفيث الذي يمارس مهامه منذ مارس/ آذار 2018، أنه مستمر في وظيفته ما دام يحظى بثقة الأمين العام للأمم المتحدة.
 
 
نص الحوار
 
* هل تخشى الفشل، و هل تعتقد أنك ما زلت قادراً على جلب التفاؤل إلى مختلف الأطراف كما فعلت في السويد..؟
 
– لا أستطيع فقدان التفاؤل. هناك بالطبع لحظات أشعر فيها بالإحباط و خيبة الأمل. و هذا أمر طبيعي. فهناك لكثير من التحديات التي تواجه عملية السلام في هذا الصراع الشائك المعقد، و كل يوم ينقضي دون الاقتراب من الحل السياسي يعني المزيد من المعاناة للشعب اليمني، لكن كما قلت من قبل، إنني لا أفقد الأمل أبداً، يحدوني إلى ذلك التأكيدات التي تلقيتها من الأطراف، فضلاً  عن دعم المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة. و كل ذلك حوافز جيدة للغاية لي و لمكتبي لمواصلة مساعينا من أجل تحقيق السلام في اليمن. لقد شهدنا مؤخراً تصعيداً عسكرياً لدى الجانبين، لكنهما امتنعا عن الاشتباك القريب الذي خبرناه في الماضي. و واصلت حض الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، و تنفيذ الاتفاق، وإيجاد بيئة مواتية وبناءة لاستئناف عملية السلام. لا مجال أبداً للمزيد من المغامرات العسكرية.
 
* كيف تصف علاقة مكتب المبعوث الخاص مع دول التحالف..؟ و مع الحكومة اليمنية، و لا سيما بعد حالة الاستياء التي وقعت مؤخراً..؟
 
– يقضي دوري الرئيسي وسيطاً بأن أعمل على إنهاء الحرب في اليمن و مساعدة الشعب اليمني على التوصل إلى اتفاق سياسي شامل يصنعه اليمنيون وحدهم … و إنني على تواصل مستمر مع الحكومة اليمنية و دول التحالف و مع “أنصار الله”، فضلا عن أصحاب الشأن الإقليميين و الدوليين ممن يستطيعون دعم و إسناد دول التحالف، و لقد عقدت في الآونة الأخيرة اجتماعات مثمرة وبناءة للغاية في الرياض و أبوظبي و مسقط مع بعثتنا هناك.
 
 
 
ولقد أعربت، من بين أمور أخرى، عن عزمي مواصلة و دفع عملية السلام إلى الأمام، استناداً إلى نتائج الحوار الوطني، و مبادرة مجلس التعاون الخليجي، و قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، و استئناف المشاورات في أقرب وقت ممكن.
 
* يقول يمنيون إن اتفاقية الأسرى و المعتقلين تتضمن أحكاماً واضحة بشأن الإفراج عن السجناء كافة المعترف بهم، بما في ذلك الأشخاص الأربعة البارزون، و منهم وزير الدفاع محمود الصبيحي الذي ورد اسمه في قرار مجلس الأمن. و لم ينفذ الحوثيون هذا الاتفاق، كما لم يعلن مكتبكم عن أي جديد يتعلق بالأمر، فكيف تفسرون ذلك..؟
 
– دعونا نكن واضحين، بصفتي المبعوث الخاص، لا يمكنني إجبار الأطراف على تنفيذ أي اتفاق و لا فرض المهل. أنا أرغب بصفة شخصية في تنفيذ اتفاق ستوكهولم اليوم، لكنها مسؤولية جماعية من الأطراف المعنية. لقد استأنفت اتصالاتي مع مختلف الأطراف المعنية لدفع تنفيذ الاتفاق، بما في ذلك ما اتفق عليه حول تعز و تبادل السجناء. و بذل الطرفان الكثير من الجهود فيما يتعلق بملف المعتقلين و السجناء على وجه الخصوص. و نمر الآن بالمرحلة التي يتعين ترجمة المناقشات الجادة خلالها بين الأطراف إلى أفعال على أرض الواقع. و تتحمل الأطراف المسؤولية الأخلاقية و الالتزام الجاد بتنفيذ الاتفاق. هذا مع حرص الآلاف من العائلات اليمنية على لمّ شملها مع أحبائها. و أنا على ثقة من أن الأطراف كافة حريصة هي الأخرى على السماح بتنفيذ و سريان هذا الاتفاق، بصرف النظر عن التحديات القائمة، كما أننا نعمل جميعاً على بلوغ هذا الهدف.
 
* هناك من يرى أن المبعوث يريد القفز على اتفاق ستوكهولم و الانطلاق نحو الحل الشامل. ما مدى صحة ذلك..؟
 
– من شأن اتفاق ستوكهولم، إن جرى تنفيذه بحسن نية، أن يعود بفوائد حقيقية و ملموسة على آلاف اليمنيين، و بناء الثقة بين الطرفين. على سبيل المثال، تبادل السجناء و المعتقلين مع أمن الموانئ، كلها تعتبر من الأعمال الحقيقية التي اتفقت الأطراف على الاضطلاع بها. و كما قلت في غير مناسبة سابقة، نحن نعمل عبر الإطار المكلفين به من ِقبل مجلس الأمن و قراراته ذات الصلة، و نتائج الحوار الوطني، و مبادرة مجلس التعاون الخليجي، وآلية تنفيذها. و لذلك؛ لدينا إطار محدد المعالم، و لدينا أيضاً غاية نهائية تتمثل في وضع حد للصراع القائم. و لا يمكننا بلوغ هذه الغاية إلا من خلال اتفاق سياسي شامل في اليمن.
 
 
 
* يتساءل بعض اليمنيين عن الغرض من زيارتكم إلى روسيا و سلطنة عمان مع العلم بقبول تواجدكم في العواصم ذات الصلة المباشرة بالأزمة الراهنة. بالإضافة إلى ذلك، هل هناك عقبة ما من شأنها الحيلولة دون زيارتكم إلى صنعاء و الاجتماع بقادة الحوثيين..؟ و ما هو الهدف من وراء هذه الزيارات..؟
 
– تحملني طبيعة مهمتي على السفر إلى الكثير من الأماكن. و أنا على اتصال دائم بالأطراف، و مع أصحاب للنزاع الراهن. الطائرة هي المنزل الحقيقي للمبعوث الأممي الخاص. و أنا أتشجع كثيراً بالدعم الذي أتلقاه من الجميع لمهمتي. أنا ممتن للجميع و لالتزام الكثير من أصحاب الشأن الدوليين بدعمي و دعم مهمتي.
 
* هناك مطالب تتعلق بتحديد الطرف المعرقل لجهود السلام، لا سيما أن قرار مجلس الأمن ينص على ضرورة أن يرفع رئيس لجنة إعادة الانتشار تقريراً بشأن التقدم المحرز على مسار تنفيذ الاتفاق..؟
 
– يرفع رئيس لجنة إعادة الانتشار تقاريره بانتظام إلى مجلس الأمن على اطلاع ٍ واف على العقبات و التحديات من خلال هذه التقارير و الاحاطات الدورية، بشأن التقدم المحرز في تنفيذ اتفاق الحديدة. ولقد امتنعت بصفة شخصية و دائمة عن إدانة هذا الجانب أو ذاك. و لطالما نالني الكثير من الانتقادات بسبب موقفي هذا. لكن وظيفتي وسيطاً تقضي بألا أحكم على الآخرين. و مهمتي هي خدمة الأطراف ومساعدتهم على التوصل إلى اتفاق. و لقد أكدت في غير مناسبة أن الأمل و حسن النية هما وجها العملة التي يستعين بها الوسيط.
 
* طالبت بعض الأصوات اليمنية تغيير المبعوث الأممي الخاص. هل ستتوقف من تلقاء نفسك إن وجدت أنك غير قادر على القيام بمهمتك الخاصة بصرف النظر عن الظروف المحيطة..؟
 
– أنا أقوم بمهامي بتكليف من الأمين العام للأمم المتحدة. و يشرفني تمثيل السيد غوتيريش و منظمة الأمم المتحدة في هذا الصدد، و سوف أواصل الاضطلاع بمهمتي طالما أحظى بثقته.
 
* من خلال خبرتكم الطويلة في الوساطة السياسية، ما هو الأمر الذي وجدتموه في اليمن و لم تجدوه في أي مكان آخر..؟
 
– يتسم كل صراع بالقسوة و انعدام الرحمة. و لا يعتبر الصراع اليمني استثناءً عن ذلك من واقع ما رأيته في أي مكان آخر. و مع ذلك، فإن تعقيدات الصراع اليمني من حيث علاقته بـ”الديناميات الإقليمية” الأخرى هو من الأمور النادرة الحدوث. و يواجه اليمن خطراً حقيقياً في أن يسقط رهينة التوترات الإقليمية. و لا يمكننا السماح بحدوث ذلك. و لا يمكننا السماح للمواطنين اليمنيين العاديين أن يكونوا ضحايا هذه التوترات. نحن في حاجة إلى وقف التصعيد الآن.
اقرأ ايضا: