الخلافات الزوجية

من النادر جداً أن نجد حياة زوجية بلا مشاكل، وهذا ليس بالأمر الغريب بل هو طبيعياً بناءاً على اختلاف الأزواج في بيئتهم التي تربوا بها، بالإضافة إلى أن كل منهما له شخصيته وأفكاره الخاصة ومقدرته على التعامل مع الطرف الآخر، وهذا الاختلاف ليس بالأمر السيء إن كان ضمن الحد المقبول، أما إن كان متكرراً ويسبب كره أو نفور الأطراف من بعضهم البعض فهذا يجب أن يتم حله فوراً من خلال فهم الطرفين لبعضهم وتقديمهم لبعض التنازلات التي تحول دون تدمير العلاق

أسباب الخلافات الزوجية

  • عدم المقدرة على تأمين متطلبات الحياة الكريمة هي من أكثر الامور التي تسببب الخلافات بين الزوجين، وهذا ينجم عن العجز أو عدم فهم الواقع من قبل أحد الأطراف وطلب ما لا يستطيعه الطرف الآخر.
  • الشعور بالغيرة الخانقة، والتي تسبب المشاكل وتجعل العلاقة مليئة بالقلق والتوتر والمشاعر السلبية.

  • عدم وجود توافق بين الأزواج بالعديد من الأمور والتي تجعلهم يرفضون بعضهم البعض، كاختلاف عاداتهم، وطعامهم، وهواياتهم، وطرائق تفكيرهم.

  • عدم وجود طموح مشترك، وهذا قد يؤدي إلى حدوث خلافات بين الأزواج؛ لأن كل طرف منهما يريد تحقيق أمر مختلف عن الآخر وفي حال لم يكن هنالك إمكانية لتحقيق الأمرين سوياً وعدم تنازل أي منهما.

  • تعرض الزوجين للضغوط النفسية سواء الخارجية أو الداخلية والتي تسبب التوتر وعدم المقدرة على احتمال ما يصدر عن الطرف الآخر حتى لو كان بسيطاً.

  • عدم الاهتمام بالطرف الآخر، وعدم قضاء الوقت مع بعضهم البعض مما يؤدي إلى حدوث فجوة كبيرة في علاقتهم وشعورهم بعدم وجود قيمة لحياتهم المشتركة.

     
  • عدم مناقشة المشاكل التي تحدث بينهم وجعلها على حالها لأكثر من يوم واحد مما يجعلها تتفاقم في داخلهم، وتسبب لهم الأفكار السلبية. أن لا يكونا واقعيين في توقعاتهم تجاه قدرات وعواطف بعضهم البعض. عدم مراعاة مشاعر بعضهم أثناء النقاش، وتحويله لجلسة صراخ واتهامات.

  • عدم حفظ أسرار المنزل، والسماح بتدخل الآخرين بتفاصيل حياتهم ومشاكلهم. عدم الاتفاق على كيفية تربية الأطفال، مما يؤدي إلى محاولة كل طرف منهم فرض رأيه وإلقاء اللوم على الآخر عندما يواجه أطفالهم بعض المشاكل في حياتهم.

  • عدم مقدرة أي طرف منهم على تلبية الاحتياجات العاطفية والجنسية للطرف الآخر، مما يسبب الشعور بالنقص وعدم المقدرة على الاستمرار على هذا الوضع السيء. عدم وقوفهم مع بعضهم البعض عند الشدائد، كالمرض، والبطالة.

وقف الخلافات الزوجية :

1- لا تتصرف كأن شئ لم يحدث:

التجاهل أو التظاهر بأنه لم يحدث شئ، فكرة سيئة و ليست مجدية. لأن التجاهل يعني أنك راض عن ما حدث ، بينما محاولة النقاش مرة أخري هو المفتاح أو السر من أجل تحقيق نتائج ناجحة و هو الصلح. مشاركة ما شعرت به أو ما توصلت إليه بعد الشجار يمكن ان يساعد في إصلاح الأمر. يقول ” أم دابليو دوريس” وهو مستشار علاقات زوجية و مؤلف كتاب ” مخطط الزواج الدائم”: ان التظاهر بأنك لم تخطئ، يجعل الأمر أكثر سوءا. و يقول “دوريس” انه من الأفضل ان تخبرك زوجك أو زوجتك عن ما يزعجك بالتحديد، لأن كتمان الأمر يجعله يختزن بداخلك مسببا مشاكل في المستقبل.هناك دائما سبب محدد للشجار يجب تحديده و معالجته. قبل افتعال الشجار يجب معرفة اذا كان حقا هناك مشكلة تحتاج إلي المناقشة أم لا. ودائما ما يتجاهل الزوج أو الزوجة بعض الأشياء المهمة حتي لا يحدث الشجار و لكن هذه الأشياء تبدأ في الظهور في المشكلات الكبيرة.

2- لا تنشر الشجار علي الفيسبوك:

من المؤكد أنك ترغب في الحصول علي بعض من الأهتمام و الحب من الأصدقاء و الأهل أو اي شخص. ولكن المشاجرات العائلية ليست للنشر العام. لأن ذلك قد يدمر الثقة بينك و بين شريك حياتك. نشر ماحدث بينكم من شجار علي الفيسبوك أو أي من وسائل الأتصال الأجتماعي، شئ لا يمكن الرجوع فيه، و يتيح الفرصة للأخرين للحكم علي علاقتك مع شريك حياتك و لكن الحكم لن يكون للأفضل. و ينصح الخبراء في حالة أنك تريد التحدث مع شخص ما، قم بإختيار أحدالمقربين الموثوقين للتحدث و الفضفضة معه، حتي يوفر لك المشورة و النصيحة المتوازنة و الصادقة.

3- لا تدع الخصام يدوم:

كلما طال فترة الشجار و الخصام، كلما أصبح الطرفان أكثراً غضباً. لأن مشاعر الغضب و الجرح تنمو مع الوقت، و يصبح من الصعب التغلب علي الخلاف لذلك يجب الوصول إلي حل في أقرب وقت بعد حدوث الشجار. لا تجعل الوقت يفلت من بين يديك، حتي لا يطول الخلاف مما يزيد من التوتر و الجفاء بينكم. مع مرور الوقت سيصبح من الصعب تذكر التفاصيل الدقيقة للخلاف التي كانت سبب النزاع في المقام الأول، مما يجعل الصلح أكثر صعوبة. اعطي لنفسك وقت قليل للتهدئة ثم قم بإعادة النظر في المشكلة و حاول العمل عليها للوصول إلي حل يرضي الطرفين. هذه المهلة مفيدة جداً للرجل خاصة لأنه يعودأكثر انفتاحاً و محبة و أكثر عقلانية لما يحدث، و يفكر في كيفية إيجاد حل مع زوجته.

4- لا تكن عنيداً و ترفض الأعتذار:

لا تطول في الغضب و ترفض الصلح. اذا تقدم الزوج باعتذار حقيقي وصادق ، علي الزوجة تقبل ذلك الأعتذار و العكس صحيح. لأن رفض الصلح يعطي الفرصة للمشاعر السلبية بأن تبقي لفترة أطول مما هو ضروري. المسامحة و قبول الأعتذار هو ممارسة جيدة بين الأزواج. تذكر دائما بأن الأنسان لا يتميز بالكمال، و أن رفض الصلح و عدم قبول الأعتذار يعني أنك مستمر في معاقبة شريك حياتك مما يؤدي إلي تفاقم الوضع. العلاقة بين الزوجين ليست عن وجود خاسر و فائز. اذا استمريت في رفض الأعتذار، فأنت في حاجة إلي طلب المشورة أو عليك الحديث بصراحة و وضوح مع شريك حياتك حتي يحاول استعادة الثقة و الأتصال بينكم مرة ثانية.

5- لا تتحدث في المشكلة بعد انتهائها في المستقبل:

دع المشاكل ترحل بعيداً، اذا استمر الزوجان في الحديث عن المشكلات التي حدثت بينهم من قبل ، فلن يكون هناك وقت للمرح وللحب. و ايضاً اذا قد تم الوصول إلي حل للخلاف، لماذا تتحدث عنه مرة أخري. تهديد شريك حياتك بالمشاكل التي حدثت من قبل هوسلوك غير جيد و يؤدي إلي علاقة غير ناجحة. أثناء الخلاف اذا قيل شئ أزعجك بشدة ، لا تتذكره مرة أخري و حاول تجاهله مادام تم الوصول في النهاية إلي حل للخلاف. الحديث عن المشاكل السابقة هو استئناف للخلافات التي حدثت في الماضي و تظهر لشريك حياتك أن الحلول و الأتفاقات السابقة لا تعني لك شيئاً. في النهاية، عند الحديث عن مشكلة قديمة، فأنت تبدأ بذلك مشكلة جديدة لا أساس لها.

6- لاتخلق أعذار للمشكلة:

هناك أعذار و مبررات قد يتحدث عنها شريك الحياة لكي يلقي اللوم عليها مثل التوتر و الأجهاد و الطقس الحار و زحمة المرور. لا تبتعد عن الأسباب الحقيقة للخلاف. الأعتذار لن يكون اعتذار حقيقي عندما تقول” أنا اَسف و لكن”عندما تكون منزعج من شريك حياتك، فأنه من الأفضل ان تخبره بمشكلتك معه بمنتهي الصراحة، ولا تحاول ان تخبره بأنك مررت بيوم سئ في العمل، لأن الصراحة و الوضوح هي أقصر الطرق لحل المشكلات. الأعذار الواهية تجعلك تبدو غير مسوؤل. كن صريح و صادق مع شريك حياتك و أخبره الحقيقة عن ما يزعجك، حتي تتوصلان إلي حل المشكلة الحقيقة بدون خلق أعذار واهية و غير حقيقية.

7- لا تقل أنك لم تكن تقصد ذلك:

ما قولته سواء كنت تعنيه أم لا؟ هو شئ منتهي و لا يمكن الرجوع فيه. لا يمكنك سحب الكلام مرة أخري، لذا القول بأنك لم تكن تقصد ذلك، شئ يثير غضب الشريك الأخر و يجعلك تظهر بأنك شخص وضيع غير مسوؤل و لا تتخذ وسائل صحية و نافعة لحل الخلاف. هذا هو الهدف من الخلاف في المقام الأول: كنت واعي و فاهم لكلماتك حتي لا تجرح شريكك لأن في الخلافات يقوم كلاً من الطرفين في إلقاء التهم و الكلام الجارح

8- لا تمارس العلاقة الحميمة بعد الخلاف اذا لم تكن تريد ذلك:

من الجيد ان ينتهي الخلاف. و لكن ان تمارس الجنس بعد المصالحة و انت مازالت لا تريد ذلك هو شئ غير صحي. الجنس هو وسيلة للحب و الحميمية و الرعاية و الدفء و الأتصال. و يجب ان تمارس الجنس و انت راض و عواطفك حاضرة حتي يكون الأمر ممتع و حميم. الطرف الأخر قد يريد ممارسة الجنس حتي يشعر بقرب شريكه و إعادة الأتصال بينه. ممارسة الجنس هو أحدي طرق الصلح بين الطرفين اذا كان الطرفين يريدون ذلك.

اذا شعر أحد الطرفين بأنه لا يريد ممارسة الجنس، يجب مصارحة الطرف الأخر. أما اذا كنت تريد ممارسة الجنس لأنه شئ واجب، فأنك بذلك تجعل المشكلة تزيد سوءاً. قد يكون العناق هو الأمر الذي يكون الطرفين علي استعداد له بعد أنتهاء الخلاف. بينما ممارسة الجنس مع الطرف الأخر لأي سبب من الأسباب و أنت بداخلك لا تريد ذلك فأنه فكرة و تصرف سئ.

9- لا تركز علي سبب الخلاف:

علي سبيل المثال: هل زوجك ينسي شراء الحفاضات من المحل علي الرغم من اخبارك له قبل خروجه من المنزل؟ بدلاً من خلق مشكلة عليك التفكير في إيجاد حلول. قومي بتحديد السبب الحقيقي للخلاف عن طريق التفكير الناضج و الواعي. اذا كانت المشكلة هو نسيان الزوج جلب ما تطلبينه منه قبل خروجه، اجلسي مع زوجك في مناسبة مختلفة و أخبريه بالأمر: ” لقد لاحظت أني عندما أطلب منك أن تشتري شئ بعد أنتهائك من عملك، أنك تنسي ما اخبرك به” و ايضاً حاولي الوصول إلي حلول معه لكي يتذكر المهمات التي تريدي ان ينفذها دون ان تمارسي دور القاضي.

10-لا تلجأ إلي الصمت:

ليس هناك مشكلة اذا كنت في حاجة إلي بعض المساحة و الوقت أثناء الخلاف. و لكن تجاهل شريك حياتك، يجعله يغضب و يشعر بالأذي. لا تلتزم الصمت دون ان تخبر شريكك و تفهمه ان تريد بعض المساحة و الوقت لا أكثر، لأن التجاهل و الصمت يعطي أحساس بالمعاقبة و عدم الأهتمام. المعاملة الصامتة هي من شكل من أشكال سوء المعاملة العاطفية، لأنها تقلل من احترام الطرف الأخر و تحد من قدره. يمكنك ان تتأخذ القليل من الوقت لكي تهدأ و لكن لا تنسي شريكك في نفس الوقت.

فقط أخبره بأنك تريد الأبتعاد لبضع ساعات حتي تهدأ، ثم تعاودا النقاش. يمكنك قول ذلك:” أنا بحاجة إلي بعض الوقت لكي أهدأ حتي نتمكن من مناقشة الأمر بعقلانية”

11- لا تكن قاسيا علي نفسك أثناء الشجار:

لا تكن قاسياً علي نفسك و لا تقهر نفسك بسبب الخلافات. لأن ذلك هو قله احترام لذاتك و لثقتك بنفسك. بالطبع لن تكونا دائماً متفقين علي شئ واحد، و لكن الجزء المهم هو محاولة التقرب إلي الأخر من خلال معرفة ما هو المهم لبعضكم البعض. الشجار قد يكون شئ جيد للعلاقة بين الزوجين، لأنه يظهر مجهود الطرفين في التوصل إلي حل من أجل الحفاظ علي علاقتهم، و يجب الأهتمام بما يكفي للوصول إلي الأجزاء الكامنة من المشكلة.
في الحقيقة ليست الخلافات هي الدليل الوحيد علي اهتمام كلا الطرفين علي الحفا ظ علي ما بينهم، و لكن المجادلات الطويلة و المناقشات التي تنتهي بحل تجعل الطرفين أكثر قرباً من بعضهما

12- لا تصف شريك حياتك بكلمات جارحة:

خلال الشجارن لا تلجأ ابداً إلي إطلاق الشتائم أو الصفات أو الكلمات الجارحة. استخدم كلمات و جمل بسيطة أو حتي كلمة واحدة حتي تساعد شريك حياتك علي فهم ما تشعر به. علي سبيل المثال، يمكنك القول:” عندما تتجاهلني بعد رجوعي من العمل، أشعر بالوحدة بدونك”.