أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الحوثيون في عيون يمنية

- كتب / قلم عربي

اليوم الحوثيين في مرمى سهام عامة الشعب اليمني ، بعد أن تمكنوا من السيطرة الكاملة على السلطة في اليمن من خلال تخلصهم من حليفهم الذي مكنهم من التدرج في السيطرة على مفاصل الدولة اليمنية التى بناءها على مدى 33 عاما من حكمة المدني المغلف بالديمقراطية والمبطن بالأعراف والأخلاق القبلية.

لقد قام الرئيس الأسبق لليمن المشير علي عبدالله صالح كاخر زعيم عربي حر ، بالتحالف مع جماعة الحوثيين المدعومة ماليا من إيرانيا وعسكريا وفنيا من حزب الله ، كتحالف ضرورة مؤقتة لإنقاذ اليمن من ويلات الإنفصال والتشرذم العربي ولإدراكة دون غيرة في اليمن، إن  بالمخطط الأمريكي الصهيوني لتقسيم المقسم وتجزئة المجزئ ، لعدة أهداف بلورتها صفقة القرن من أجل إنهاء القضية الفلسطنية وإستكمال وعد بلفور الذي يتباناه اليوم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ويعمل على الإجهاز على القضية الفلسطينين وحق العودة وإنجاز مالم ينجزة اسلافه من الرؤساء الأمريكيين بإتمام مايسمى اليوم صفقة القرن.

إن تحالف الرئيس الأسبق صالح مع الحوثيين لمواجهة الأداة الخليجية لتقسيم اليمن ، قد نجح إلى حد ماه حتى ماقبل نقض الحوثيين تحالفهم مع حزب المؤتمر الشعبي العام وتلقيهم وعودا أمريكية وإقليمية  بالإعتراف بسلطتهم وحكمهم لليمن منفردين مقابل التخلص من داهية اليمن صالح الذي بات عقبة أمام التوجهات الأمريكية لتقسيم المنطقة وسد منيع بوجة أمراء النفط الذين يسعون لتدمير اليمن وطنا وشعبا خوفا مما وصل إليه اليمنيين في عهد الرئيس صالح من تطور إجتماعي نسبي وتطور عسكري ملحوظ رغم شحة الإمكانيات الإقتصادية والمؤمرات المتكررة لضرب الوحدة الوطنية ممثلة في الوحدة اليمنية ، حيث ظل اليمن على مدى تاريخة متشرذم في عدة دويلات متزامنة ومتلازمة، ولم يتوحد اليمن من أقصاه إلى أدناه إلا إبان حكم التبع اليماني "الملك ذمار علي" قبل ميلاد المسيح عليه السلام ، وفي ظل حكم الرئيس علي عبدالله صالح في القرن العشرين الميلادي.

فكان أخر عمل سياسي قام به الرئيس الأسبق كما اسلفنا ، تحالفة مع الحوثيين معتقدا أنه بذلك ينقذ اليمن ويصون الدم اليمني من السفك ، وهذا الإعتقاد يبدؤ منطقيا في حالة التفكك الحزبي للدولة اليمنية بعد أحداث الربيع العربي والصراع على السلطة بالقوة المسلحة ، والدعم الخارجي المنظم القادم من قطبي الإسلام السياسي المتمثل في تركيا السنية وإيران الشيعية، والدعم المالي السخي من قطبي تدمير اليمن ، السعودية والإمارات من جهه علنا، وقطر من جهه أخرى، وسلطنة عمان وإيران من تحت ستار.

فماذا جنى الحوثيين من صفقة القرن؟ تنفيذ أجندة الرئيس ترمب وبن سلمان إنتقاما من الرئيس صالح بعد تلويحه بكشف أسرار السياسة الأمريكية الصهيونية التي نفذتها العربية السعودية بالتامر على الفلسطينين تارة ، وتارة أخرى بتاجيج الخلافات العربية العربية بأموال النفط وشراء المواقف في القمم العربية والقمم الثناية لتقويض قضية العرب الأولى تحرير فلسطين السليبة ، الذي كشفه الرئيس صالح بوثيقة سرية للإعلام العربي والعالمي ، والذي لم يسلط الإعلام الضوء عليه إداريا وتم إغتيال الرئيس صالح سريعا قبل ان تنكشف جميع الأسرار.

 وإستغلال الغباء السياسي لحلفاءه الحوثيين مقابل وعد دولي كا وعود الغواني ، وكأنهم يصفون الحوثيين بقولهم حسناء.

وللرد على هذا السؤال الطويل الأثر كان لأبد من سؤال شخص معتدل ومستقل تماما عن الأحزاب السياسية في اليمن ولا ينتمي لجماعة الحوثيين ، وأن لا يكون مؤتمريا أو قبليا.

ولحسن الحظ إني كنت قد سألت الدكتور الصحفي المغتال محمد عبدالملك المتوكل أثناء حياته ولكونة محسوب طائفيا على السادة الهاشمية وماعاذ الله أن يكون طائفيا وقد مبلغ الحكماء في العلم وصفاء الذهن ونقاء السريره ،،،

سألته قائلا : أني أقرأ الكثير مما ينشر للصحفيين اليمنيين ولا أجد استقلالية تشير إلى وطنية وولاء لديهم فكل ماينشر له جذور سياسية واجتماعية وثقافية وحزبية ، فكيف أجد كاتب صحافي مستقل فعلا يا دكتور محمد؟

فرد عليا : تجده في شخص  مستقل غاضب من كل شيء  ويكتب وينشر ويكشف فساد الجميع فهذا مغضوب عليه من كل الأطراف السياسية والحزبية المتصارعة وقد التقيته قبل أسبوع في أحد شوارع صنعاء ، وأشار عليا بصحافي معين (فلان الفلاني) وانتهى حديثنا ، وبعد نحو أسبوعين أغتيل الدكتور محمد عبدالملك المتوكل ، وتناسيت أمر الصحافي الذي أعطاني عنوانه.

بعد إغتيال الرئيس صالح وإشتعال معركة الحديدة وانسداد أفق اتفاق السويد وتدهور الوضع اليمني, قمت بالإتصال بذلك الكاتب الصحافي المغمور ، وتحدثت إليه عن مستجدات الاحداث فوجدت لديه من الأخلاق العالية ما جعلني اطمئن لإجابته عن سؤالي ماذا جنى الحوثيين من إغتيال الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح بتلك الطريقة والسرعة.

سألته : فتنهد وقال : انا من اوائل من تعاطف مع مظلمة الحوثيين أثناء قمع السلطة لهم ، حتى أني كتبت أنتقد السفير الأمريكي في صنعاء وتدخلاته في السياسة الوطنية ، ومؤخرنا وبعد استاثرهم بالسلطة أكتشفت أن الحوثيين يتحالفون فقط لتحقيق مصالحهم المادية والطائفية الإنتقامية، وماعداء ذلك هم ينقضون تعهداتهم وتحالفاتهم حتى على حساب الوطن والمواطن ولا أحتاج لدليل على ذلك فالشمس ليس بالضرورة أن نلمسها بأيدينا كي نعلم أنها حارقة ، والواقع وإغتيال حليفهم الرئيس صالح خير شاهد على كلامي , ومن الذي يمكن أن يثق بهم بعد تعاملهم مع الغرب وعمالتهم للمخابرات الدولية لمجدر رغبتهم الإستثار بالسلطة مهما كان الثمن.

والحوثيين معنويا خسروا كل إحترام  اليمن واليمنيين حتى المتحوثيين والذين يقاتلون إلى جانبهم يحتقروهم سواء من منتسبي القوات المسلحة أوأبناء القبائل والشباب ، وقتالهم إلى جانب الحوثيين ماهو إلابحكم الوطنية لصد العدوان الخارجي وبحكم الأمر الذي فرضته السعودية والتحالف العربي لتدمير اليمن ، وهذا الأمر الواقع هو الذي أمد في عمر بقاء الحوثيين يحكمون صنعاء وبعض المحافظات الشمالية،  فلو توقف التحالف عن قصفنا ، مالبث الحوثيين في السلطة شهر واحد من شدة إحتقار وكراهه اليمنيين للحوثة والرئيس كان صالح سيقضي على الحوثيين سياسيا في أقرب تسوية يمنية سلمية ، والسعودية والإمارات والتحالف يدركون ذلك، لذلك صدر الأمر بإغتيال صالح ، ونتيجة لذلك هم مستمرون بالعدوان علينا ، ليستمر  الحوثيون  بالحكم ويستمر مبررهم للعدوان وتدمير اليمن أكثر وأكثر وحكام السعودية بالذات حريصين جدا على بقاء الحوثيين على رأس السلطة ليستمر تدمير الإنسان اليمني ولتخرج اليمن في أضعف حالة ممكنة بحيث أن عادت الدولة اليمنية في المستقبل ستكون منهكة وضعيفة وأي حكومة ستشكل ستوافق وتوقع على أي شروط سعودية مهما كانت كما حدث مع الإمام يحيى بن حميد الدين أثناء حكمة لليمن الشمالي في ثلاثينيات القرن العشرين.

أما الخسائر العسكرية بعد تنفيذهم عملية إغتيال الرئيس صالح فحدث ولا حرج ، ومعركة الحديدة اليوم هي أعظم الخسائر التي يدفع ثمنها عامة الشعب اليمني على يد الحوثيين وتبعا لأطماعهم الطائفية لحكم اليمن ، فلم يكن التحالف ولا حتى العالم كله يستطيع تخطي هذه المحافظة في حياة الرئيس صالح السياسي الفريد من نوعه ، وهذه حقيقة اقولها وأنا ألد الخصوم لفساد حقبة حكم الرئيس صالح.

سالته : كيف ينظر عامة اليمنيين للحوثيين وهم يقاتلون جنبا إلى جنب ؟

رد : اليمنيين يقاتلون لأن هذا وطنهم وليس لان الحوثي يحكمهم ، الحوثي سلطة أمر واقع فرضته الانقلاب الحوثي على مخرجات الحوار الوطني والذي كان مبرر الانقلاب الاول عدم وجود منفذ بحري لأقليم أزال (المقصود به الحديدة ) هاهم سيتخلون عن الحديدة مقابل البقاء مجدر شريك ضئيل بالسلطة , فلماذا الانقلاب وخيار الحرب ولماذا إغتيال الرئيس صالح , وفرضته صراع  السعودية وإيران وتركيا على أحقية الأراضي المقدسة وضرورة وجود أرض للمعركة ، بوجود مجموعة من الأغبياء سياسيا يسهل قيادتهم عن بعد لمجرد أرضا طمحوهم الطائفي أو المذهبي لتولي سدة حكم اليمن العظيم ، أما نظرة عامة اليمنيين الكامنة في نفوسهم هي قمة الإحتقار للحوثيين ، فاليمنيين يرون الحوثي كالأبن بلا نسب ، وعندما شارف والده على الوفاه دعى الناس ليعترف بأبن الخطيئة على الملأ ليرضي ضميره لكي يرث إبن الزنا حقه الشرعي ، وحدث ذلك فعلا ، واعترف الوالد بولده ، ولكن الناس مازالوا وسيظلون ينظرون لذلك الولد على أنه أبن حرام ، لانه ليس شرعيا، وكذلك هم الحوثيين مهما فعلوا فاليمنيين يعرفوهم تماما، فهم لا شرعية لهم ومهما استمروا في سلطة الأمر في حكم الدولة التي اغتصوبها والتركة التي نهبوها وسرقوها من الشعب اليمني ، أوكد لك أن هذا وضعهم ومشروعهم وهم حتى لن يحالوا أن يتصالحوا مع الشعب بل سيسروفون في الإنتقام من اليمنيين لانهم مليشيا لا تستطيع أن تفرق بين ماهيه الدولة والاقليم والشعب.

سألته : هل تكتب وتنشر مقالات في ظل سلطة الحوثيين؟

رد : نعم أكتب وأوثق فساد كبار المسؤولين الحوثيين ولا مجال للنشر في ظل سلطة الطفيليات،  ولكني انشر مقالات رأي في جرائد وصحف إكترونية خارجية تحت إسم مستعار وهذا يجعلني خائن في نظر سلطة من لا شرعية له ، وربنا يستر .

شكرآ لك أستاذي ونراك دوم على خير.

بطبيعة الحال في اليمن ليس كل سيد أو هاشمي أو يمني يعد حوثيا طائفيا

Total time: 0.1123