توسعت التظاهرات المناهضة لنظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في محافظة تعز، جنوبي العاصمة صنعاء، بعد يوم من أعمال عنف واسعة شهدها بعض أحياء المدينة وضواحيها، والتي اهتزت فجر أمس الأول على دوي انفجارات قوية تلتها اشتباكات بين الجيش ومسلحين مناهضين للنظام، وسط المدينة استمرت لساعات وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى .
واحتشد عشرات الآلاف صباح أمس في ست ساحات عامة لأداء صلاة الجمعة بمدينة تعز، كما احتشد الآلاف في مناطق الأرياف استجابة لدعوة شباب الثورة إلى المشاركة بتظاهرات مليونية في إطار تظاهرات “جمعة الوعد الصادق” للتنديد باستخدام الجيش العنف على المحتجين السلميين، فيما فتحت قوات الشرطة النار على متظاهرين تجمعوا بعد صلاة الجمعة بالقرب من إدارة أمن محافظة تعز احتجاجا على مقتل مدني في مواجهات أول من أمس، من دون وقوع ضحايا .
واتهم شباب الثورة قوات الحرس الجمهوري، التي يقودها النجل الأكبر للرئيس صالح، بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز على آلاف المتظاهرين كانوا شاركوا الخميس في تظاهرة سلمية انطلقت من ساحة الحرية وجابوا فيها بعض شوارع المدينة مرددين هتافات تطالب بالتصعيد الثوري ورفض الحوار مع بقايا النظام، ما أدى إلى مقتل متظاهر وإصابة 55 بجروح وشظايا واختناقات بينهم 12 أصيبوا بالرصاص الحي .
وتلا ذلك مواجهات عنيفة بين قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس صالح والمسلحين المناهضين لنظامه اندلعت في عدة مناطق بالمدينة وضواحيها، وأكد سكان أنهم شاهدوا ألسنة اللهب تتصاعد من القصر الجمهوري وبعض مواقع الجيش التي تعرضت لهجمات مباغتة .
وتحدثت مصادر محلية عن هجمات شنها المسلحون المناهضون للنظام على مواقع الحرس الجمهوري والأمن المركزي في المدينة ومحيطها وأدت إلى مقتل أو جرح عدد من الجنود، إضافة إلى تدمير مدرعات ودبابات وعربات جند .
وقال سكان محليون إن المواجهات توسعت فجر الجمعة إلى أحياء الروضة والمسبح ووسط المدينة وفي محيط ساحة الحرية ودوار فندق “سوفتيل” وأحياء أخرى في شمال وشرق المدينة لم تعرف حصيلة ضحاياها، فيما غرقت المدينة في ظلام دامس بعدما قطعت السلطات إمدادات الكهرباء عن سائر أحيائها .
واستجابة لدعوة شباب الثورة في تعز، انخرط عشرات الآلاف في تظاهرات انطلاقاً من المساجد وهم يرددون هتافات تطالب بالحسم الثوري ومحاكمة الرئيس صالح وأركان نظامه حاملين صور شهداء ثورة الاحتجاجات ولافتات تصف الرئيس صالح بأنه “سفاح” وتطالب بمحاكمته ورفض الحوار مع نظامه .
ودان المتظاهرون أعمال القصف الوحشي التي تطول المدنيين في تعز وصنعاء، وطالبوا بمحاكمة صالح وأركان نظامه وأقاربه من قادة الجيش الذين يشنون عمليات عسكرية في المناطق التي يتمركز فيها مناهضو النظام، فيما تعهد وجهاء قبائل بحماية ساحات الاعتصام والثوار الشباب من أي اعتداءات قد يتعرضون لها من قوات الجيش الموالية للنظام صالح .
