أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » دراسات وتقارير

حزب توكل

- *صقر عبدالله ابوحسن
مع دخول حزب الإصلاح الإسلامي خانة المعارضة, لم يعد يهتم كثيرا في نوعية الأنصار بقدر ما يهتم ببقائهم في صفة ليكون أكثر قوة بهم, فبين مبادرات "الشيخ حميد "وفتاوى "الشيخ الزنداني", اختفت المرأة خلف أيدلوجيات مشايخ الإخوان, سوى ظهور خجول يغطي فرغ مقاعد فعاليات ينظمها يكون السواد ضيف احد زوايا القاعة بدون تعليق, كعادة سارت عليها الأحزاب اليمنية, وليس من البديهي القول: المرأة في حزب الإصلاح يتاح لها إن تقود بمفردها زمام المبادرة, فهذه ليست القاعدة بل استثنائها, لتبقى"توكل كرمان"الاستثناء الذي يندر إذا تم الاقتراب نحو المدنية, ليختفي تماما كلما اختفت شوارع الإسفلت وظهرت المنازل القروية.

"توكل"لم تعطيها عضويتها في مجلس شورى"الإصلاح"أكثر من وصف "مكلف" في الوقت الذي سمح لها المجتمع المدني إن تتقدم بهدوء حضور حقوقي كل ثلاثاء في ساحة الحرية لنزع مطالب من"فك الانتهاكات", حشد أسبوعي منظم يطالب بحقوق بطريقة أكثر رقياً من مطالب يقف أصحابها على مقربة من العاصمة في قطاعات قبلية, حشد ربما لا تستطيع إمكانيات أحزاب إن تتحمل مسؤولياته, فهي تنتزع كامراء تتبع منظمتها من يد ضابط حاول مصادرتها تحت مبرر"التصوير ممنوع في ساحة الحرية" بدون تفاوض غير عبارة:هات الكامراء.عند حديثها ذات ظهيرة عن"أزمات البلد", كان يمكن لـها إن تبتسم في وجه "أنصار الحرية" ولكنها فظلت إن تقطب حاجبيها,  لعلها إرادات إن يكون حضورها جديا بما يكفي لتنقل عبوس المواطنين البسطاء وسخطهم من تكرار تلك"الأزمات".

تناضل من اجل "التغيير للأفضل"في واقع لا يؤمن كثيرا بالطرق السلمية كأداة لهذا التغيير, لذلك تزداد إصرارا في تنفيذ فعاليات منظمتها الحقوقية (بلا قيود) بالاستناد إلى علاقات شخصية صنعتها لسنوات تستثمرها اليوم لتبدوا أكثر قدرة على التأثير. تجلس إلى جوار الرجال في منصات الحديث, كاشفة الوجه, بدون تكليف, تتقاسم مع الآخرين هم الوطن والموطن معا, تصرف قد لا يروق لنساء الإصلاح, لا يقف اختلافها مع رجال السلطة فحسب بل يتجاوز الاختلاف إلى رجال الإصلاح وخاصة المشايخ منهم.

نتيجة لذلك، بدأت "توكل"تضع عبارة جديدة تضاف إلى قاموس اشد الأحزاب اليمنية التزاماً تنظيما,هو:النقاش, على الاعتبار ان نقاش القرارات ليس سلوكا محبباً لعناصر الإخوان في اليمن, يكون اقرب مثل إلى ذلك:نقاشها قرارات اللجنة الحوار الوطني و تقدمت استقالتها منها في وقت لاحق إلى جانب"احمد سيف حاشد"و"عبد الباري طاهر".

والذي يخشاه مؤيدو" بلا قيود"  وأصدقاء "رئيسة المنظمة" أن تكون لعبة الشد والجذب مع السلطة قد ألحقت ضررا بمصداقيتها في نظر المواطنين العاديين, خاصة في سعيها لتأسيس ضغط على التحركات الرسمية  من اجل تحسين ظروف "حقوق الإنسان" بوسائل الحشد فقط دون التحرك الميداني "الجاد".

مع ذلك، يتعاطف المئات من المهتمين بالشأن الحقوقي في الإطار الإقليمي مع عمل منظمة صحفيات بلا قيود ليتجاوز ذلك التعاطف إلى التعاون مع توكل كرمان شخصياً.جل ما تستطيع تلك المرأة أن تثق به هو: التغيير قادم .من أين؟هذا هو السؤال.



*كاتب وصحفي من ذمار

Total time: 0.0682