أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » من هنا وهناك

قصة مطعم وهمي استطاع أن يكون الأول ويتفوق على أكثر من 18 ألف مطعم في لندن

مطعم وهمي استطاع أن يكون الأول ويتفوق على أكثر من 18 ألف مطعم في لندن منهم مطاعم لها أكثر من 100 عام !
 
كل ذلك بميزانية تسويق غير مكلفة في حين أن المنافسين صرفوا ملايين على التسويق ..
 
مع العلم أن كل هذه الشهرة في غضون 8 أشهر فقط ! 
 
في 2017، قرر المدون البريطاني القيام بتجربة غريبة نوعا ما، وهو عمل مشروع عبارة عن "مطعم وهمي"، ليس له وجود على أرض الواقع ليوصل رسالة بأن أي شخص يمكن له ترويج مشروعه ويجعله رقم 1 على كل المنافسين، من خلال استخدام استراتيجيات التسويق بطريق ذكية.
 
"باتلر" استعان في مشروعه الوهمي بعدد من الإمكانيات البسيطة جدًا مثل:
 
•بخصوص اللوكيشن، "باتلر" كان لديه بيت صغير، جميع اللي كان محتاجه إضافة خط هاتف أرضي.
 
• بعد ذلك، قام بعمل موقع الكتروني، وإضافة جميع صور المنتجات والمحتوى الخاص بالمأكولات المقدمة.
 
كانت الموقع يعتمد على حاجتين أساسيتين: 
 
قصة مطعم وهمي استطاع أن يكون الأول ويتفوق على أكثر من 18 ألف مطعم في لندن
1- شكل جذاب للأطباق، واستعان فيها بصور احترافية لأكلات منوعة..
 
٢- محتوى نصي مميز للمطعم، واستخدام وصفات غريبة وجديدة، لكي يتميز ويستطيع جذب اهتمام أنواع مختلفة من الجمهور المستهدف لمطعمه الجديد.
 
بعدما استطاع "بتلر" القيام بعمل كل الخطوات دخل على موقع "تريب أدفيزور"، وطلب ضم مطعمه الوهمي لقائمة المطاعم الموجودة في لندن عندهم، وفعلًا تمت الموافقة على طلبه وأصبح رسميًا أحد المطاعم الموجودة في لندن، ولكن كان في المرتبة رقم 18 ألف.
 
المدون البريطاني اكتشف بأنه إذا أراد الظهور في مرتبة متقدمة كان يحتاج لخطوات بسيطة:
 
أولاً:
استعان بمجموعة من أصدقاءه ليكتبوا مراجعات وآراء عن مطعمه الوهمي ويوصفوا الوقت المميز اللي قضوه هناك.
 
الريفيوهات والمراجعات استطاعت خلال اسبوعين فقط، أن تجعل المطعم من ضمن أفضل 10 آلاف مطعم في لندن، يعني تصنيفه زاد أكتر من 8000 مرة واحدة وترتب عليه تواصل العملاء مع المطعم
 
ثانياً:
أي شخص كان يتصل علشان يحجز طاولة في المطعم كان "بتلر" يخبره بإن كل الأماكن محجوزة في خلال الشهور الـ4 القادمة، الطريقة هذه تعطي انطباع وشعور وهمي إن المكان هذا مشهور ومميز والوصول له يكاد يكون مستحيل.
 
قصة مطعم وهمي استطاع أن يكون الأول ويتفوق على أكثر من 18 ألف مطعم في لندن
باتلر أكد بأن الخطوة الثانية ساعدته بتعزيز ظهوره في "تريب أدفيزور" بطريقة أسرع بحيث وصوله للمركز 156 في ترتيب أحسن المطاعم، وبعدها إلى المركز الأول
في الوقت هذا،  باتلر وجد أن خطته كلها نجحت، وقرر وقتها يكلم إدارة "تريب أدفيزور" ويبلغهم بإن المطعم رقم واحد في لندن كان مجرد "كذبة"
 
لو تأملنا قليلاً مالذي قام به باتلر ليصل لهذه النتيجة!
عملياً ستجد أنه اشتغل على ما يسمى physical evidence من خلال خط الهاتف الأرضي والصور التي نشرها عن مطعمه ومحتوى الوجبات، وأيضاً جعل من أصدقائه أداة ترويج ليتم نقل تجربتهم الوهمية.
 
بعد كل هذا العناء من العمل الجاد على مشروع تجاري غير حقيقي، قام بتلر بمفاجأة البريطانيين من خلال مقال كتبه بموقع “فايس" بأن الهدف من هذه الخدعة هو لفت الانتباه إلى أن التضليل لا حد له على الإنترنت، فقد كان هو نفسه متخصصا في كتابة تعليقات وهمية للمواقع السياحية والمطاعم.
 
خدعة "باتلر" بعد الكشف عنها أحدثت صدى كبير خاصة وأن المدون البريطاني من خلال مطعم وهمي استطاع التغلب على 18 ألف مطعم حقيقي، من خلال حيل التسويق الالكتروني بالطريقة المناسبة لمشروعه الوهمي وهذا يجعلنا نتساءل لو كان هذا المشروع حقيقي، هل سيصل لهذا المستوى من النجاح بهذه المدة؟
 
 
من صفحة:  شطرنج تسويق @mkt_chess على تويتر

 

Total time: 0.0463