إصرار حزب الإصلاح (الإخوان المسلمون) على حنثه وعناده بعدم تقديم الاعتذار لأبناء الجنوب اليمني يؤكد لنا بعمق الحقد الدفين الذي مازال ساكن في أجندت هذا الحزب وذوات قيادته بل ويوحي لنا انه لا يزال لديه مشاريع صغيره وخبيثة يسعى لإنتاجها في الوقت الراهن حيث يبدو أنها ستكون مشابهه إلى حد ما لحرب صيف 94م أي مشرعنه بأغطية دينية والسياسية وعسكرية ضد أبناء الجنوب ولكن بأساليب سرية "من تحت الطاولة" بحيث لا يكرر أخطائه مرة أخرى .. فمن أباح دم أبناء الجنوب عبر الفتاوى الدينية ولاسيما في حق الاشتراكيين آنذاك هو اليوم يمارس ذات الطريقة والأساليب بحق هؤلاء ولعل ذلك واضح من تصرفاتها مع الحراك الجنوبي في الوقت الحاضر..
فلو يؤمن هذا الحزب "الاخواني" بالثابت الوطني الوحدة اليمنية وقيم حب الوطن ويخشى عليه من الشتات والتمزق والتشرذم فما عليه إلا أن يستجيب لمطالب الجنوبيين ويعتذر لهم عن ما بدر منه في 94م ويسحب فتاويه ويعيد للمظلومين مظالمهم فوراً وبالتالي فان الاعتراف بحد ذاته فضيلة ليس فيه انتقاص ولا أدانه بل فيه حفظ لليمن ووحدته واستقراره..
فها هو المؤتمر الشعبي العام الذي كان شريك أساسي في تلك الحرب لم يتوان عن تقديم اعتذاره لما حدث في ذلك اليوم المشئوم ..وهذا الأمر يحسب "للمؤتمر" كخطوة ايجابية تمحي من سجله التاريخي نقطة سوداء..
لذا.. آن الأوان لان يعتذر "الإخوان" اليوم قبل غداً للجنوبيين خاصة وان الحوار الوطني يطرق الأبواب في الوقت الذي يرفض الحراك الجنوبي المشاركة فيه إلا بعد الاعتذار له من كل الأطراف المشاركة في الحرب ضده..فمتى يعي حزب الإصلاح وأصحاب الفتاوى وجناحه العسكري أن ما هو حادث في الشمال والجنوب اليمني هو من نتاج فتاويكم الدينية وآلياتكم العسكرية وغلكم السياسي والمذهبي للجنوبيين والحوثيين معاً..؟!