من الواضح أننا نجيد إظهار سلبياتنا وإخفاء إيجابياتنا ,ونعرف النقد وننكر الثناء , وحتى في مؤسساتنا نجيد سياسة العقاب ولاتربطنا علاقة كما يبدو بسياسة الثواب .
مادعاني لذكر ذلك هو الصمت الشبه مطبق على إحتفائنا جميعاً بأول رمضان بدون غاز , عفواً اقصد العكس ,, فللمرة الأولى منذ سنوات طوال تلاشت إبرز ظواهر الشهر الكريم وإختفت الطوابير ومعاناة عشناها مراراً وأصبحت جزء منا ومن عاداتنا وتقالدينا الرمضانية .
أدرك جيداً أنه من الطبيعي توفير مادة الغاز , وهذه أبسط مهام الحكومة , و لا داعي للإطراء والمدح والتطبيل , و هذا ربما ماجعلنا نتناسى معاناتنا السابقة لتوفير دبة الغاز التي كانت ومازالت أهون موجود وإعز مفقود , مع الإعتذار للماء بسبب مقارنته بالغاز فشتان ما بين هذا وذاك , ولكن معاناتنا التي عشناها لسنوات متتالية سابقة ربما تشفع لنا وتحدد أسباب ذلك .
في السنوات الماضية قرأت عشرات المقالات والتحقيقات والاّف الشكاوى والنداءات لإنهاء إخفاء وخلق أزمة الغاز ورفع أسعارها ,, مقالات إمتزجت فيها الاّهات بالكوميديا والواقعية , وشكاوى حادة لم تصل بعيداً , وحتى الاّن لم يتم الكشف عن تفاصيل القصة , قصة دبة الغاز العزيزة خلال مامضى , وعلاقتها بعصابات حاكمة ونافذة إستفادت المليارات من إصطناع الأزمات وأزمة الغاز إحداها .
أيضا , كنت أتمنى أن أشاهد عشرات المقالات التي تشيد بما حدث هذا العام في رمضان , و تفسير وتبرير وتحليل كيفية توفير الغاز , نريد أن نعرف.. ماذا حدث ؟ وماذا كان يحدث سابقاً؟ ,, كنت أتمنى أن أرى عبارات الثناء والامتنان مقابل عبارات معاكسة في المعنى رأيناها في ما سبق ..على الأقل من باب القول للمسئ أسات وللمحسن أحسنت ,, كما اعتب مثلا على قناة اليمن اليوم التي لم تشير من قريب أو بعيد للغاز الذي توفر لأول مرة في الشهر الفضيل الذي بعناه بثمن بخس لأبناء كوريا ,و باهض لأبنائنا , وكنا نختلق له الأزمات وهو منه براء .
والأن , دعوني أحتفي بإنهاء أزمة الغاز الرمضانية , وأشكر كل من كان له يد المساهمة في ذلك ,,كما لايفوتني تذكير الحكومة بأن من حقنا معرفة تفاصيل أزمات السنين العفاشية العجاف كاحدى أبرز قضايا الفساد في بلادنا ,, و تذكيرها كذلك بضرورة التفاتها الكريمة اللى ملف بيع الغاز اليمني لكوريا وكل مايتعلق بهذا الملف الذي يعد أبرز قضايا تحويل الوطن الى مزرعة خاصة بيعت ثروته ومقدراته وفق الأهواء والرغبات والمصالح الشخصية خلال 33 عاماً ,,و لا حول ولا قوة الا بالله .