أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

قمة بيضاوية

- محمد النظاري

د/ محمد حسين النظاري

قمة بيضاوية

هكذا هي المنتخبات العربية بشمال أفريقيا، قدرها دائماً أن تواجه بعضها البعض فيما يشبه الصراع من أجل الوجود الكروي، فبعد لقاءات شهيرة كانت تجمع الجزائر بالمغرب أو تونس أو مصر، أو تلك المنتخبات ببعضها البعض، جعلت القرعة الأفريقية مجدداً المشهد المغاربي يصبح حاضراً على السطح، وهذه المرة بين الجزائر وليبيا،  في مباراة الذهاب للدور الأخير من تصفيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2013، المقرر إقامتها بجنوب أفريقيا.

اللقاء الذي سيجري الليلة الأحد التاسع من سبتمبر-على حدود الثامنة مساءً بتوقيت صنعاء- لن يقام على أرض البلدين بل ستشهده مدينة الدار البيضاء المغربية، على اعتبار أنه يقام على الأرض الليبية التي لا تسمح الظروف –نتيجة فوضى الربيع العربي- بإقامتها فيه، رغم اجتهاد الليبيين على استضافته.. وقد فضّل الليبيون المغرب على تونس لإقامة اللقاء رغم أن الأخيرة على الحدود معهم، غير أن الجالية الجزائرية الكبيرة التي تتواجد فيها، جعلهم يفضلون المغرب التي لن يستطيع الجمهور الجزائري التواجد بكثرة نظراً لأن الحدود بين المغرب والجزائر مغلقة.

اللقاء هو بمثابة طليعة المنتخبات العربية والأفريقية، فلجزائر ما زالت محافظة على الترتيب الأول عربياً والثاني أفريقياً على المستوى العالمي، تنافسها ليبيا –القادمة بقوة- بالترتيب الثاني عربياً والخامس أفريقياً، وهذا ما يجعل المباراة ساخنة.. فليبيا لا تريد أن تخسر على اعتبار أن الجزائر هي من ستحتضن لقاء الإياب، مما يقلص حظوظها فيه.

من جانبه سيسعى الجزائريون الى التخفيف قدر المستطاع من أي نتيجة بغية تحقيق نتيجة إيجابية بالجزائر تعيدهم من جديد للنهائيات الأفريقية، وتفتح لهم الأمل لبلوغ نهائيات كأس العالم بالبرازيل بعد أن كانوا الممثل العربي الوحيد في جنوب أفريقيا.

المدرب البوسني للمنتخب الجزائري وحيد خاليلوزيتش بدا واقعياً حين حذر لاعبيه من لقاء الليلة، حيث أكد صعوبة المهمة التي تنتظر فريقه أمام منتخب ليبيا، وقال: "تنتظرنا يوم الأحد القادم مباراة صعبة أمام منتخب يتطور يوماً بعد يوم في طريقة لعبه. لقد عاينت المنتخب الليبي مراراً و تكراراً من خلال أشرطة الفيديو، وأستطيع القول إنني أعرف الآن جيداً هذا المنافس الذي يجب الحذر منه، فالمنتخب الليبي منتخب قوي ومقاتل".

لاعبوا المنتخب الليبي أظهر تطوراً ملحوظاً بالرغم من الأوضاع الكارثية التي تعيشها بلادهم، واستطاعوا أن يبرزوا عربياً وأفريقياً، وهم يطمحون الى استغلال هذا التفوق في هذه المرحلة ليس لبلوغ النهائيات الأفريقية بل نهائيات كأس العالم.

ونحن نشاهد التطور الذي تشهده الكرة الليبية، نستغرب كيف أنهم بلا دوري ولا أي مسابقات محلية، حتى أنهم لم يستطيعوا اتمام معسكرهم التحضيري في بنغازي نظراً لاقتحام الجمهور الليبي مكان التحضي ومحاولتهم التعدي وضرب اللاعبين، لأن الفوضى جعلت غياب الأمن ظاهرة لا يمكن إغفالها، وهو ما حدى بهم لنقل معسكرهم لتونس، وهو ذات السبب الذي جعل الاتحاد الأفريقي يرفض إقامة مباراة الليلة في ليبيا.

في ظل هذا الظروف يتطورون، وفي ظروف أفضل منها نتراجع نحن خطوات للخلف، فالكرة اليمنية شهراً بعد آخر يتدنى تصنيفها الدولي حتى غدونا نقترب من الصومال ومدغشقر، ومع هذا التراجع قد نجد نفسنا في آخر ترتيب 204 دولة حيث لا يفصلنا عن ذلك سوى 50 دولها جلها لا تمارس كرة القدم بانتظام، حتى أننا صنفنا في المستى الرابع والأخير في غرب آسيا.. فهل سيستمر هذا المسلسل التراجعي من دون أن يقوم الاتحاد بدور ملموس لإيقافه ولحفظ ماء وجه الكرة اليمنية؟؟.

إذاً ينتظر الجمهور الليبي والجزائري والمغربي –مستضيف اللقاء- الى جانب الجمهور العربي والأفريقي سهرة رياضة، قد يشوبها الحذر، وقد تخلوا من الامتاع الكامل، ولكنها ستحتفظ بطابع لقاءات منتخبات شمال أفريقيا المملوءة بالندية والتي لا تعرف كبيراً في نتائجها.. نتمنى أن ينقل لاعبوا المنتخبين رسالة صحيحة عن تقدمهم العرب والأفارقة في هذه الفترة، من خلال لعب مفتوح يمتع الجمهور المتابع له.

الثورة

Total time: 0.0621