أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

سوريا ، روسيا وذات الحروف...؟

- نبيل عمرو - عمان

هل ستدبر روسيا مقتلا لبشار الأسد ، أو ربما إنقلابا عسكريا وقد أصبح عبئا ثقيلا عليها...؟

      
- عنوان هذه العجالة لا يعني شيئا في السياسة ، أو فيما هو عليه البلدان ""سوريا وروسيا"" من ظروف جيوسياسية ، إقتصادية وإجتماعية ، كما لا يعكس أية دلالات للموقف الروسي""غير المُنسجم مع الواقع"" من الأزمة السورية ، إنما هو مدخل لتفسير الموقف الروسي الذي فيما يبدو أنه يُصر على ضرورة وجود بشار الأسد في المشهد السوري ، رُغم ما يعكسه هذا المشهد من دماء ودمار ، وهو مشهد من غير المعقول أن تتجاوزه دولة عظمى بحجم روسيا ، بغير سبب أشد إيلاما في نتائجه على روسيا ، حتى تتدثر بهذا الثوب اللاإنساني ضد الشعب السوري الثائر على الطُغيان الأشد قسوة ، وكل هذا الإستعصاء الروسي اللاأخلاقي ، يُمارس في الوقت الذي تُدرك فيه روسيا أكثر من أية دولة أخرى أن الشعب السوري يتعرض إلى أبشع صنوف القتل ، السبي ، الإغتصاب ، التهجير ، الإعتقال ، التعذيب ، الجوع ، الإطهاد ، التشرد وتدمير الممتلكات ، المساجد ، الكنائس والإرث التاريخي والحضاري والذي هو إرث إنساني وعالمي ، وكل ذلك يتم بالأسلحة الروسية التي تتدفق على الأسد وعصابته.

- لكن ، في الموروث الشعبي يُقال سُئل أحدهم ، ما الذي يُجبِركَ على شُرب المُر ، فأجاب ما هو أشد مرارة ، وعلى ما يبدو ، هذا هو حال روسيا فهي كبالع الموس بحدين ، وإذ تعلم روسيا أنه من رابع المُستحيلات أن يتصالح الشعب السوري مع بشار الأسد وعصابته ، بعد هذه الألوف المُألفة من الموتى ، المفقودين ، ذوي العاهات ، المُغتصبين والمُغتصبات ، المُشردين والمُشردات ناهيك عن حجم التدمير والخسائر المادية بعشرات مليارات الدولارات ، ومع ذلك يجدد وزير خارجية روسيا سيرجي لافيروف تمسك بلاده بالأسد ، ويعتبر تنحيته أو المساس بكرسيه سيؤدي إلى مزيد من الدماء ، الموت والدمار ، علما أن مجرد غياب بشار الأسد وعائلته عن المشهد السوري ، يشكل أزيّد من 80 بالمئة من الحل المنشود في سورية بالطرق السياسية والسلمية ، التي تتحدث عنها روسيا

-  لكن ، ما الذي يجعل روسيا أن تُمرّغ سُمعتها في التراب ، وأن تبدو بهذه الصورة القذرة أمام الشعوب العربية ، الإسلامية وأمام شعوب العالم بأسره وهي تقف ضد الحرية ، الديموقراطية وحقوق الإنسان، تُساند الطاغية في إبادة شعبه وتدمير بلده ، دون أن يرف لها جفن...؟

 - لا أعتقد أن روسيا ينتابها الخوف على مصالحها في سورية أو حتى في مجمل دول الشرق الأوسط ، كما لا أعتقد أن شبح ليبيا يطاردها إذ خرجت من المولد الليبي بلا حُمص ، فمصالح روسيا يُمكن تأمينها عبر صفقات دولية ، أو من خلال تسهيلات لدول وشعوب الشرق الأوسط  ، وعقد صفقات سياسية ، إقتصادية وأمنية في المنطقة التي تشهد حالة عدم إنسجام مع أمريكا وأوروبا على خلفية دعم هذا التحالف غير المقدس للإحتلال الصهيوني لفلسطين ، وغير ذلك فإن الوضع  المالي والإقتصادي يرجح إلى الكفة الروسية  ،على حساب أمريكا وأوروبا وما تعانيه هذه الدول من إرباكات إقتصادية ومالية  وصلت حد إفلاس عدة دول .

إذا ما هو الدافع لهكذا موقف روسي لا يتناسب مع دور روسيا في المنظومة الدولية...؟ - 

 

Total time: 0.0578