بعد ان سلمت اللجنة الفنية للحوار الوطني تقريرها النهائي للرئيس عبدربه منصور هادي الاربعاء الماضي , يمكن القول اننا قطعنا خطوتين او مرحلتين مهمتين في طريق مؤتمر الحوار الوطني , اذ تمثلت الخطوة الاولى في تشكيل اللجنة وتحديد مهامها واختصاصاتها , وتمثلت الخطوة الثانية في تحديد موضوعات وقضايا وقوام الحوار , اضافة الى رسم خارطته المزمنة بدأ من انطلاقة الى اختتامه .
وبهذا نكون قد اقتربنا من الخطوة الثالثة والتي هي من اهم واصعب الخطوات اوالمراحلة في مسار الحوار الوطني الشامل , اذ انها تعد الخطوة الجوهرية التي ستحدد مؤشرات النجاح او الفشل لا قدرالله , كما انها ستكون بمثابة اختبار حقيقي ومعقد لمدى قدرة اليمنيين على تحديد احتياجاتهم ومتطلباتهم المستقبلية وكذا مدى قدرتهم على صياغة مشروع وطني كبير ومتطور يكون قادرا على استيعاب تلك الاحتياجات والمتطلبات , وقادر ايضا على تلبيتها وتنفيذها وترجمتها على ارض الواقع.
وبالعودة الى المرحلتين السابقتين الاولى والثانية يمكنني القول ان مخرجاتهما كانت مقبول ومعقولة مقارنة بالظروف والاوضاع التي كانت سائدة خلالهما , صحيح ان المخرجات لم تكون بالمستوى المطلوب, الا ان ما قدمته اللجنة في تقرير يوأكد حجم الجهد المبذول من قبل اعضائها , وقدرتهم في التعامل مع حجم ومستوى التحديات التي اعترضت مهامهم بمسؤلية وكفاءة عالية , وهو ما جعل مضمون التقرير المقدم للرئيس هادي يمهد للدخول في المرحلة الاهم وهي المرحلة الثالثة , خصوصا بعد ان طرحت اللجنة العديد من النقاط او الاجراءات والتي يجب حسمها وتنفيذها من قبل رئيس الجمهورية قبل الدخول في عقد جلسات مؤتمر الحوار الوطني .
من تلك النقاط او الخطوات الواجب تنفيذها , ما يتعلق بالقضية المحورية والرئيسية للحوار الوطني وهي القضية الجنوبية , وذلك بعد ان تعذرعلى الرئيس هادي تنفيذ العشرين نقطة المقدمة من اللجنة قبل شهور والتي كانت معظمها تخص القضية الجنوبية والتخفيف من حجم الاثار والترسبات الناتجة عن حرب صيف 94م والتي تعيق مسألة دخول عدد كبير من القيادات الجنوبية ومشاركتهم في الحوار .
ويبقى الامل معقود على الاخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي فهو الرجل الوحيد القادر على انجاز الخطوات او الاجراءات التي تطالب اللجنة بتنفيذها قبل عقد الحوار , كما انه الرجل الوحيد القادر على اتخاذ قرارات كبيرة تنسجم مع اهداف ومبادئ ثورة التغيير الشبابية السلمية وذلك من اجل تحفيز الشباب ومساعدتهم في دخول مؤتمر الحوار, كونهم - ومن وجهة نظري - اهم شراح المجتمع المدني واكثرهم حرصا على امن وسلامة ومستقبل البلد ,وهم القادرين ايضا على قرائة ملامح المستقبل والتعاطي مع متغيرات العصر والمرحلة , كما ان الفضل في التحول السياسي الذي شهدته وتشهده البلد يحسب لهم وللقوى المدنية التي ساندتهم ووقفت الى جانبهم طوال فترة الفعل الثوري .
وما اقصده هنا من القرارات الكبيرة هو ان يسارع الرئيس هادي بأتخاذ خطوات عملية في اعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والامنية لتكون مؤسسة وطنية تخدم مصلحة الوطن وتحمي مصالح الشعب , كما ان اتخاذ اجراءات كهذه سيساعد في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وسيمكن القوى المدنية من السير قدما في تحقيق امال وطموحات الشعب اليمني , وتحقيق اهم اهداف الثورة الشبابية وهو بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة .