أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

رئيس الجمهورية يلتقي رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي (صورة)

- صنعاء

في يوم تاريخي مشهود وفي أكبر عملية دعم للتسوية السياسية في اليمن، التقى الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومعه اللجنة العسكرية العليا لتحقيق الأمن والاستقرار وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج الدكتور عبداللطيف الزياني برئيس مجلس الأمن الدولي وأعضاء المجلس الذين وصولوا في ساعة مبكرة من صباح اليوم في زيارة لصنعاء تهدف إلى دعم عملية التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن 2014 و2051.

وفي اللقاء تحدث الأخ رئيس الجمهورية مستعرضا مجريات العملية السياسية منذ التوقيع على المبادرة الخليجية في 23 نوفمبر 2011 في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي.. مشيرا إلى الانقسامات الحادة التي سادت الموقف انقساما في الجيش وكذلك في الأمن وحتى المجتمع.

وأكد ان الجهود بذلت منذ أول وهلة بينما كانت القوى المتصارعة تتعارك في الطرقات والشوارع مستخدمة كل أنواع الأسلحة، وتدخلت مليشيات قبلية مسلحة من جميع الأطراف واحتلت المباني والطرقات والشوارع والوزارات والهيئات والمؤسسات وكانت الأزمة في أشدها عندما تم تشكيل حكومة الوفاق الوطني واللجنة العسكرية العليا لتحقيق الأمن والاستقرار وبدأت مسيرة استعادة الحياة بوقف إطلاق النار وفتح الشوارع من قبل اللجنة العسكرية وتكليف طلبة الكليات العسكرية والأمنية بحراسة المنشئات والمباني الحكومية على أساس ان طلاب الكليات لا يميلون إلى أي طرف من الأطراف وتم التحضير للانتخابات الرئاسية المبكرة ومثلت المسافة لموعد الانتخابات رقما صعبا في معادلة الخروج وحلحلة الأزمة.

وقال الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي "عند ذلك استشعرنا بصعوبة الوضع وانعدام المشتقات النفطية وقطع الكهرباء وتعرض المستشفيات والسفارات والمنشئات الحيوية والصحية إلى أزمة خانقة جراء انعدام المنشقات النفطية والكهرباء فكان الاتصال بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية فكان خير المستجيبين لدعوتنا للمساعدة ووجه بمشتقات نفطية تكفي لتسعين يوما وهي المسافة الزمنية للوصول الى الانتخابات الرئاسية".

وأكد الأخ الرئيس أن الناس بكل فئاتهم وموطنهم ذهبت إلى صناديق الاقتراع بصورة غير مسبوقة رغم الأزمة الشديدة وهم يتوقون إلى الخروج من الظروف الصعبة والأزمة الطاحنة إلى بر الأمان بكل الأماني الطيبة من اجل الخلاص من الوضع الرهيب.

وتطرق الأخ الرئيس الى المهام الصعبة التي كانت ماثلة ومنها احتلال محافظة ابين من قبل تنظيم القاعدة وتشكيل إمارة هناك بعد ان تم استقدام العناصر الإرهابية من مختلف الدول مستغلا تلك الظروف الأمنية التي يمر بها اليمن وكذلك كيفية استعادة الحياة من حيث الكهرباء والمشتقات النفطية وفتح الطرقات وتامين الشوارع وسحب المليشيات القبلية والجلوس على طاولة المفاوضات بين المتخاصمين وتم التعامل مع هذه الأزمات واحدة تلو أخرى وتم إرسال قوات من الأطراف التي كانت تتحارب في صنعاء لمساعدة القوات المسلحة في ابين وشبوة وتم التغلب على تنظيم القاعدة وكسر شوكته وإنهاء إمارته في محافظة ابين والجزء الذي احتله في شبوة والتعامل مع الأوضاع الأخرى في نفس الوقت".

وأضاف الأخ الرئيس "ومضت مسيرة العمل بتعاون الجميع وتحلحلت الأزمة شيئا فشيئا حتى الوصول إلى إعادة هيكلة القوات المسلحة على أسس وطنية تتجسد فيها معاني الاندماج الوطني من شرق البلاد إلى غربها ومن شمالها الى جنوبها وبما يخدم اليمن الأرض والإنسان ولا يخدم نزعة أسرية او فردية او عائلية".

وشدد الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي على ان كل يمني يتطلع إلى الغد المأمول بثقة كبيرة ويتطلع إلى إيجاد البنية التحتية المتطورة بمختلف صورها وأشكالها ويتطلع إلى مجتمع يسوده العدل والمساواة والحكم الرشيد ويتطلع إلى ديمقراطية حقه والى العدالة والمساواة.

وقال الأخ الرئيس "إننا نناشد الجميع ونتطلع الى مساعدتهم على المستوى الدولي والأممي والإقليمي وعلى مستوى كل القوى السياسية الحزبية ومنظمات المجتمع المدني وكل أطياف المجتمع فالجميع معنيون بإنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيمثل حجر الزاوية في رسم معالم مستقبل اليمن الجديد لليمن وطبيعة نظامه وبما يخدم الإنسان اليمني ويحقق طموحاته وآماله العريضة ومتطلبات الحداثة في القرن الواحد والعشرين من اجل مسايرة العصر والعيش معه.

وتطرق الاخ الرئيس الى الدعم الإقليمي والدولي.. مشيرا الى نتائج مؤتمر المانحين في الرياض وأصدقاء اليمن في نيويورك خلال شهر سبتمبر من العام الماضي.. وقال "كانت نتائج طيبة ومثمرة جدا ونتمنى عليهم جميعا ان يسارعوا بتلبية متطلبات المرحلة الانتقالية في اليمن والدعم لمشاريع الكهرباء والصحة والطرقات والتربية والتعليم وكل عناصر البنية التحتية من اجل استعادة وتيرة الاقتصاد اليمني".

وعبر الأخ الرئيس في هذا الصدد عن بالغ التقدير والامتنان للدول الشقيقة والصديقة التي أسهمت في تلك اللقاءات والمؤتمرات من اجل اليمن.. وقال "هي فرصة أيضا ان نعبر عن تقديرنا لرئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي في هذه الزيارة التاريخية النادرة وهو اكبر تعبير عن دعم اليمن وخروجه من الأزمة إلى بر الأمان واستكمال المرحلة الانتقالية في مرحلتها الثانية".

هذا وقد جرى عقب ذلك نقاش هادف وبناء تناول طبيعة الأوضاع في اليمن والتحديات التي واجهتها خلال الازمة الماضية والجهود الملموسة التي بذلتها اللجنة العسكرية في استتباب الأمن وخلق السكينة والاستقرار .

وقد عبر المندوب المغربي عن سروره وأعضاء مجلس الأمن لزيارة اليمن والتي تأتي تأكيدا على الدعم الذي يوليه المجتمع الدولي لليمن في سبيل إنجاح التسوية السياسية التي ارتضاها مخرجا آمنا من ازمته التي كادت ان تعصف بالبلاد.. وقال "ان حكمة اليمنيين وقيادته الرشيدة جنبت البلد ذلك المنزلق عبر التنفيذ الخلاق للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن الدولي ٢٠١٤ و٢٠٥١ .

وأشار إلى ان المجلس يعي الصعوبات والعراقيل التي تواجه اليمن ومن اهمها إشكالات الأمن والتي استطاعت اللجنة العسكرية تحقيق الكثير في هذا الإطار وصولا الى حالة الاستقرار الراهنة .

إلى ذلك ركزت استفسارات أعضاء مجلس الأمن حول عملية إعادة الهيكلية والخطوات الإجرائية لدمج الوحدات العسكرية وتوحيدها في اطار قيادة موحدة تتبع وزارة الدفاع .

وبدوره أوضح وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد انه في هذا السياق وترجمة وتنفيذا لقرار رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة القاضي بإعادة هيكله القوات المسلحة والمبني على أسس وطنية وعلمية حديثة تحدد تموضع الوحدات والمناطق والتي كانت نتاج جهودا كبيرة ومثمرة من خلال الندوات العلمية النوعية التخصصية وأيضا بالتعاون مع الأشقاء في الأردن والأصدقاء في الولايات المتحدة الأمريكية المتواصل الى رؤية لعملية اعادة الهيكلة مستوعبتا مختلف الوحدات من خلال اعادة دمجها وتوزيعها في اطار الهيكل الجديد وما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا.

وقد عبر أعضاء مجلس الأمن الدولي في هذا السياق عن سرورهم البالغ لتواجدهم اليوم في اليمن والذي يؤكد دعم المجتمع الدولي لليمن في هذه المرحلة الهامة من تاريخها متسائلين عن طبيعة العلاقة بين المؤسسة العسكرية والأمنية من اجل بناء الثقة مع المجتمع .

من جانبه عبر وزير الداخلية اللواء الدكتور عبدالقادر قحطان عن سروره لمستوى العلاقة والتنسيق والتكامل بين المؤسسة العسكرية والأمنية من اجل خلق السكينة وزرع الأمن والاستقرار الذي ينشده المواطن من خلال العمل كفريق واحد تجمعنا اللجنة العليا ، هذا التعاون والتكامل قد بدد الخلل الذي ساد عمل الفترة الماضية أثناء الأزمة التي مر بها الوطن وتمكنا بعون الله من تجاوز ذلك ونحن اليوم في افضل حالات التعاون والتكامل لخدمة الوطن وامنه واستقرارا.

المصدر : صفحة رئيس الجمهورية

Total time: 0.0366