اخبار الساعة - عبد الكريم الحزمي
وقال موقع "سني أون لاين"، الموقع الرسمي لأهل السنة والجماعة في إيران: إنه تم منع إقامة الجمعة في هذا الأسبوع على وجه التحديد في "شهرك دانش" الواقعة في ضاحية مدينة "قدس" وكذلك في "نسيم شهر" الواقعة في "رباط كريم".
ونقل الموقع عن أحد مسئولي جماعة الدعوة والإصلاح، والتي تمثل الإخوان المسلمين في إيران، قوله: مع الأسف توجد هناك تناقضات واضحة في تصرف المؤسسات المعنية بهذه القضية. في حين أن وزير الداخلية ينكر أي نوع من الحظر -في لقائه مع بعض النواب السنة في المجلس - على ممارسة الشعائر الدينية لأهل السنة، نجد حضور رئيس مدينة "قدس" شخصيا ومنعه إقامة صلاة الجمعة لأهل السنة في الثامن من ذي القعدة.
وردًا على مزاعم من يقارن طهران بمكة المكرمة والمدينة المنورة ويوصون بالمشاركة في صلوات الجمعة الرسمية، قال المسئول: نسي هؤلاء السادة أن في مكة وكذلك المدينة المنورة ليست إقامة الجمعة محصورة في الحرمين المكي والمدني، وتوجد مساجد عديدة قريبة من المسجد الحرام والمسجد النبوي تقام فيها الجمعة، وحرية إقامة جماعات متعددة في مدينة واحدة مسألة تعود في الواقع إلى طبيعة فقه أهل السنة والجماعة.
إضافة إلى ذلك، يتابع المسئول حديثه، فقد نصت المادة الثانية عشر من الدستور، بعد التصريح برسمية مذهب الشيعة الإثنى عشرية، على حرية المذاهب السنية الأربعة وأتباع كافة الأديان في ممارسة شعائرهم الدينية، وأن مصطلح "وجود الاحترام الكامل" يؤيد هذا الحق. لكن مع الأسف مثل هذه التصرفات تناقض الحرية ونقوض أركان الاحترام المصرح به في الدستور.
وحول مسألة البعد العملي، تساءل مسئولي جماعة الدعوة والإصلاح: هل في المدن ذات الأغلبية السنية في إيران يشارك المصلون من الشيعة في صلاة أهل السنة والجماعة؟ والجواب واضح وضوح الشمس في رابعة النهار لمن يرى المساجد الواسعة للشيعة في تلك المدن وحتى في بعض قرى أهل السنة والجماعة.
أهل السنة في إيران:
وليس لأهل السنة في إيران أية سلطة أو مشاركة حقيقية في صنع القرار و إدارة البلاد، بل تمارس عليهم كل أنواع الظلم و التمييز، حتى إن طهران تكاد تكون تقريبا المدينة الوحيدة في العالم حاليا التي لا يوجد بها مسجد للسنة على الرغم من وجود عشرات الكنائس بل وحتى المعابد اليوذية بها.
وبسبب عدم وجود إحصائية دقيقة وعدم سماح السلطات الشيعية لأية جهة أو منظمة بالقيام بإحصائية للأقليات المذهبية والقومية في إيران، فإنه من الصعب تحديد عدد الذين ينتمون إلى أهل السنة والجماعة في إيران. لكن على الرغم من كل ذلك (وفقا لموقع "سني أون لاين") فإن عددهم يقدر بأكثر من 18 مليون نسمة من إجمالي سكان إيران البالغ عددهم نحو 70 مليونا، وهذا العدد يعادل نسبة أكثر من 25% من سكان إيران.
ويشكل الأكراد نحو نصف أهل السنة في إيران، حيث يعيش في إيران أكثر من 8 ملايين من أبناء الشعب الكردي، ويأتي البلوش في المرتبة الثانية.