لقد ادركت الاحزاب والقوى السياسية وجميع الفرقاء السياسيين داخل اليمن وخارجه حقيقة ان الحوار الوطني هو السبيل الوحيد لاخراج اليمن من محنته وازمته كما ان هؤلاء جميعا ادركوا ايضا حقيقة انه بدون الحوار ستتجه البلد الى حرب أهلية ضروس ليس لها اول ولاآخر وستكون تبعاتها واثارها السلبية ليس على اليمن وامنه واستقراره فحسب بل على منطقة الخليج والعالم اجمع نتيجة الاهمية القصوى للموقع الاستراتيجي لليمن وهو الأمر الذي جعل جميع القوى والاحزاب السياسية يجنحون وينحازون الى لغة الحوار والعقل والمنطق .
امام ابناء الشعب اليمني خيارين اثنين لاثالث لهما اما الحوار او الحرب الاهلية تلك هي الخيارات المحدودة المتاحة امام اليمنيين وعليهم ان يختاروا ويحددوا بانفسهم ملامح مستقبلهم وكلا الخياران متاح لهم فاما ان يختارو حوارا ينتج عنه امن واستقرار وتنمية وبالتالي تحسين وتطور ونهضة الوطن والمواطن في شتى مجالات الحياة او ان يختاروا وسيلكوا طريق الحرب الاهلية وما ينتج عنها من دمار وخراب وخسائر بشرية ومادية وبالتالي القضاء على الوطن وتدميره تدميرا نهائيا شخصيا لااعتقد البته ان هناك عاقل لايريد ان ينعم بنعمة الامن والاستقرار ولااعتقد ان هناك عاقل يقبل بمنطق الصراعات والحروب وبالتالي لايوجد يمني يفضل خيار الحرب على خيار الحوار الا اننا احيانا قد نختار الطريق والمسلك الذي يهوي بنا وبالبلد نحو خيار الحرب سواء بقصد او بدون قصد ذلك ان عدم التزامنا بالتهدئة الاعلامية لايساعدعلى تهيئة الاجواء امام انعقاد مؤتمر الحوار الوطني كما ان الارتهان لصراعات والماضي وخلافاته هو الآخر يؤدي الى مزيد من الصراعات والانقسامات وهذا بطبيعة لايساعد على تهيئة الاجواء امام انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الامر الذي قد يفشل الحوار الوطني واذا مافشل الحوار لاسمح الله فعندها لن يكون امامنا من خيار سواء الحرب .
ان تهيئة الاجواء المناسبة والمناخ الملائم وانجاح الحوار ليس مهمة ومسئولية رئيس الجمهورية او حكومة الوفاق فحسب كما انها ليست مسئولية الاحزاب والقوى السياسية فقط بل هي مسئولية ومهمة جميع ابناء الشعب اليمني بمختلف توجهاتهم وشرائحهم فنحن اليوم مطالبون اكثر من اي وقت مضى في التهدئة الاعلامية وطي صفحة الماضي بكل احزانها وآلآمها ومرارتها ومهما كان حجمها وعدم الارتهان لصراعات الماضي ومخلفاته ذلك اننا اذا ظلينا نعيش الماضي فلن نصل الى السمتقبل المشرق وما يجب علينا اليوم القيام به هو ان نبحث عن الحلول والمعالجات التي تعمل على انجاح الحوار الوطني وبالتالي يجب علينا جميعا ان ننظر الى الوطن بعين المسئولية وان نغلب مصلحة الوطن على مصالحنا الشخصية والحزبية ولنجعل من نقاشاتنا واجتماعاتنا ورش عمل لايجاد الرؤئ والاستراتيجيات التي تعمل على اخراج البلد من عنق الزجاجة وبما من شأنه تطوير الوطن في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية هذا هو ماينبغي علينا جميعا فعله وهو مايجب علينا القيام به واذا ماقمنا بذلك فاننا سوف نصل الى اليمن الجديد والى يمن الدولة المدنية الحديثة الى دولة النظام والقانون التي طالما حلمنا وتغنينا بها .
بامكاننا تحقيق الأحلام التي حلمنا وتغنينا بها وجعلها حقيقة نعيشها على ارض الواقع و بامكاننا ايضا الوصول الى الغد المنشود والمستقبل المشرق وذلك امرا ليس بالمستحيل وما ينبغي علينا القيام به ولكي نحقق احلامنا ونجعلها واقعا نعيشه وحتى نخرج البلد من عنق الزجاجة وحتى نصل الى الغد المنشود والمستقبل المشرق يجب ان نخلص النية الصادقة لله ثم للوطن ونتجه جميعا الى انجاح الحوار الوطني فتلك هي مسئوليتنا جميعا وذاك هو واجبنا وهو ماينبغي علينا القيام به ولنجعل شعار المرحلة " معا من اجل نجاح الحوار الوطني " .
*رئيس المنتدى اليمني للتعليم العالي
anwarmoozab@gmail.com