اخبار الساعة - عبد الكريم الحزمي
وقال خلفان ان المبحوح لم يكن في طريقه الى ايران وانما الى الصين، ونفى ان يكون المبحوح ذهب الى ايران عن طريق دبي او ابوظبي في السابق.
واكد ان الموساد يخطط لاغتياله بسبب فضحه لدوره في عملية اغتيال المبحوح.
وكشف ان الحقنة التي استخدمت في قتل المبحوح كانت من القوة بحيث تقتل فيلا، وسخر من الذين يضخمون من قوة الموساد وقال 'هل من الشجاعة ارسال او تجنيد 42 شخصا لاغتيال شخص اعزل'.
الى ذلك رفضت السلطات الاماراتية منح نائبة وزير من حزب الليكود، غيلا غمليئيل، تأشيرة دخول الى دبي للمشاركة في مؤتمر دافوس الاقتصادي، على الرغم من دعوتها كممثلة رسمية لاسرائيل في المؤتمر.
وذكر موقع صحيفة 'يديعوت احرونوت' على الانترنت ان غمليئيل دعيت للمشاركة في المؤتمر ضمن مشروع القيادات الشابة دون سن الاربعين، وبعد ان اكدت مشاركتها قبل اسبوعين، لم يتمكن منظمو المؤتمر من الحصول على موافقة السلطات الاماراتية لدخول اراضيها.
وقالت غمليئيل للموقع الاسرائيلي ان زيارتها لدبي كانت بمثابة فرصة لبناء علاقات مع مسؤولين في الامارة التي تمثل صوتا معتدلا في العالم الاسلامي، على حد تعبيرها.
واضافت ان افضل السبل لتحقيق السلام هو باقامة علاقات اقتصادية والتعاون على اساس المصالح المشتركة، معتبرة ان ايران بمثابة التهديد لاسرائيل والامارات، وانها توقعت ان تلقى اذانا صاغية لذلك في دبي، كما قالت للموقع الاسرائيلي.
جدير بالذكر انّ من بين عواقب قضية المبحوح واكتشاف دور اسرائيل في تزوير جوازات سفر اوروبية كان قرار الحكومة الايرلندية الشهر الماضي الكف عن شراء ذخائر لقواتها من اسرائيل، ونقل الصفقات الى بلجيكا.
علاوة على ذلك، اشارت المصادر الاسرائيلية الى انّ هذا القرار يندرج في اطار رد ايرلندا على تزوير اسرائيل لجوازات سفرها، موضحةً انّ الصناعات العسكرية الاسرائيلية خسرت ملايين الدولارات جراء الغاء ايرلندا لعقود تزويد قواتها المسلحة باكثر من 20 مليون طلقة سنويا.
على صلة بما سلف، رأى المحلل يوسي ميلمان من صحيفة 'هآرتس' انّ الدرس الاهم الممكن استخلاصه من الاحداث التي ارتبطت باغتيال المسؤول في حماس محمود المبحوح في دبي هو انه من الجائز ان تكون هذه احدى اخر العمليات من هذا النوع، لافتًا الى انّ نشر كاميرات الحماية واستخدام وسائل تعريف بيومترية يغيران قواعد اللعب في عالم الظلال. فهذه الوسائل، المعدة لتشويش عمل الارهابيين، لن تسمح بعد الآن بتزوير هويات وتضليل السلطات، وللمفارقة، اضاف المحلل، فان استخدامها يضر تحديدا اجهزة الاستخبارات، التي سيتعذر عليها التكيف مع الواقع التكنولوجي الجديد.
وزاد انّه من المؤكد ان محمود المبحوح وقع في خانة الهدف الجدير بالاغتيال، اذ انه لعب دورا مركزيا في العلاقات السرية بين حماس وقوة القدس في الحرس الثوري الايراني، وقد خرج الصيادون لاصطياده على وجه الخصوص، لانه كان ضالعا في ارسال شحنات السلاح من ايران الى غزة، على حد تعبيره.
واشار الى انّ موت المبحوح الحق ضربة قاسية بحماس، وسوف توظف قيادة هذا التنظيم جهودا ووقتا لاكتشاف بديل مناسب للقتيل، الذي جر مقتله الاعضاء الى دوامة الشكوك المتبادلة، اذ يظن قادة رجال العمليات في حماس ان من وصل الى المبحوح كان بوسعه المساس بأي منا، وهم يبحثون عن ملجأ يختفون فيه، كما يفعل نصر الله. ومع ذلك، اضاف ميلمان قائلا انّه في السنوات الاخيرة، لا يفلح الموساد والاجهزة الاستخبارية الاخرى وكذلك المستوى السياسي في بلورة موقف واضح بشأن نجاعة الاغتيالات، لذلك، لا توجد ايضا نظرية مبلورة تحدد من ينبغي اغتياله بين قادة منظمات الارهاب، ومتى وكيف يتم ذلك.
وزاد: صحيح ان هناك سحبا خفيفة في الافق، ولكن اذا لم يتم العثور على قرائن مثيرة، فان بالوسع الافتراض ان اسرائيل ستنجو من هذه القضية، ومع ذلك امامها حتى الآن مخاطر، ووفق سوابق الماضي، فانّ العلاقات مع اجهزة موازية للموساد ستتضرر، والاخطر من كل ذلك ان احدا ما في اسرائيل يمكن ان يلحظ احد المنفذين في اسرائيل فلا يكتفي بتداول الامر مع رفاقه، وانما يقوم بنشر ذلك على شبكة الانترنت، على حد قوله.
وخلص الى القول انّه عندما تتضح كامل التفاصيل عن الضرر الذي الحقته قضية المبحوح بالموساد، وما اذا كانت التقارير الصحافية صحيحة بالفعل، فسيكون هناك من سيدّعي بانّه منذ اقامة اسرائيل، لم يكن هناك كشف عميق بهذا القدر لاساليب عمل الموساد، واذا كان هذا هو الحال، فانّ هذه هي مصيبة كبرى للموساد، بل واكبر لدولة اسرائيل، التي هي الآن بالذات تحتاج حاجة ماسة الى خدمات استخبارية ناجعة، كما قال.