موضوع الزواج المبكر الذي أثير في الاونة الاخيرة يعتبر ظاهرة تستحق البحث والمناقشة ، كونها قد تكون أحد أسباب بطء التطور الاجتماعي والاقتصادي في الحياة اليمنية ، كونها تعمل على اثقال كاهل الزوج او الزوجة قبل الاوان وقبل اكتمال نموهم الجسماني والعقلي وقبل حتى تمكنهم من تحصيل التعليم الذي سيوفر لهم المناخ المعرفي المناسب للقيام باعباء الزواج الاقتصادية والاجتماعية .
ولعل السبب في انتشار هذه الظاهرة بين اوساط ابناء الريف هو سوء الفهم لطبيعة العفة التي أمرنا بها الله تعالى وحضنا عليها نبينا الكريم .
ولالقاء الضوء على الامر وفي محاولة الحد من اضرارة فقد تم البحث عن تجارب مؤثرة لامهات خضن هذا الزواج وماهي الالية التي يدافعن بها عن صغيراتهم في الواقع المعاش وتسليط الضوء عليها للاستفادة من ايجابياتها وتجنب سلبياتها قبل الوقوع فيها .
زينب-ل (55)ام لــست فتيات وصبيين تقول عن حمايتها لاولادها من الزواج المبكر:
تزوجت وعمري14 عاما من شاب يكبرني بعامين أي طفلة تزوجت بطفل نعم كانت حياتنا الزوجية غيرمتكافأة بالرغم من اننا متقاربين في العمرإلااننا لم نشهد يوم حل بيننا التفاهم والسلام ...لان كلانا يحتاج الي قائد يدبر امورنا الحياتية فهو لم يكمل تعليمة وانا بالمثل كان هم والدي هو الستروبالنسبة لوالدي زوجي هو نضجه فمع طفلتنا الاولى عنينا معا صعوبة الاعتناء بها واغداقها بالحنان فتولت كل من والدتي ووالدته الاعتناء بها وبالمعني الاصح باربعة من اطفالي فلم اكن اهتم بهم لاني لااعرف معني الامومة الصحيحة والي الان اعتبر بناتي البالغات هن اخواتي وينتابني الندم علي انني لم استطع احتوائهن والتعامل معهن كما اتعامل مع ابنائي الصغارلذا والحمدلله استطعت ان احافظ علي ابنائي من تكرارخطأي انا وابوهم بالرغم ان والدهن من انصارالزواج المبكر فلقد ارد تزوجي ابنتي البكروهي في عمرالخامسة عشر لكني وبمساعدة اخوتي استطعنا أبطال هذا الزواج بالاكراة فقد كان حجته هو عدم استطاعته تعليمها بسبب حالتنا المادية المتدنية .تصمت سارحة بنظرها نحو الارض ثم تكمل زينب قائلة : لم اسمح بأن يضعن بناتي كما هو حالي فتعلمت الخياطة بفضل جارتي وبعدها استطعت ان اساعدهن في إكمال دراستهن .. والحمدلله الان ابنتي الكبري تعمل معلمة وخففت عني عبء تعليم اخوتها ..فالبرغم اني امراة امية الا اني اري ان التعليم وتوفيرمجانية التعليم سيساعد علي التخفيف من زواج الصغارسواء ذكوراو اناث التعليم سلاح كلانسان ناجح .
ونهاية حديثها عادت اليها ابتسامتها قائلة :اتمني ان تحضري عرس ابنتي الكبري بعد شهر فالحمدلله اني استطعت ان احمي اولادي من الضياع .
القانون هو الحل
حياة – م .م (60عاما )ربة منزل ام لخمس بنات تقول عن حمايتهن من الزوج المبكر:
صحيح اني تزوجت وانا في الخامسة والعشرين من عمري وكنت في ذلك الزمان اعجوبة القرية اذ بلغت هذا العمرولم أتزوجت فبعث الله لي برجل طيب خلصني من نظراتهم القاتلة والمعيبة وانجبت له خمس بنات الذي اعتبرهن رزقة في هذه الحياة فعمل جاهدا علي تعليمهن وترك حريتهن في اختيار مسار حياتهن فلدي الان متخرجتين من الجامعة الاولي مهندسة معمارية والثانية مختبرات وانا ووالدهن فخورين بهما ولانفكركثيرابالزواج لانه نصيب كما جاء الرجل المناسب فلن نمانع من ارتباطهن ...وعن كيفية حماية الصغيرات من الزواج تقول: اولا احمد الله انه سخرلنا اناس يدافعون عن انسانية الطفولة لتعيش حياة متكاملة من خلال متابعتي للتلفاز بالخصوص مجلس النواب لاحظت الاهتمام الكبير بقضية زواج الصغيرات من خلال تحديد عمر (اللي تشتي تتزوج ماتقل عن 18سنة وهذا امر حالي قوي ) يحمي بناتنا من الظلم والضياع في عالم غير عالمها .و(بنتي شرحت لي ان في ناس مايشتوش هذا القانون وانا اقول لكم عبرهذه الصحيفة اسألكم بالله ان توافقوا علي القانون وتكونوا يد واحدة وتحموا بناتنا وتساعدوهن ان يعيشين طفولتهن كباقي خلق الله وانا عندكم اكبرمثال تزوجت في عمر25 تقريبا والحمدلله كونت اسرة ناجحة ومتكاتفة ومتراحمة ..اتقوا الله
حبل النجاة التعليم
اما رضية .م( 45 عاما) ام 7بنات وصبي تقول عن حمايتها لابنائها :
دائما اهتم بضرورة تعليم ابنائي رغم اني امية الا ان حرماني من التعليم بسببزواجي مبكرا جعلني اتحسرعلي نفسي لان اغلب صديقات الطفولة اصبحن موظفات في مواقع هامة يدرعليهن بدخل يعيشهن احسن عيشة بالرغم من انهن تزوجن بعدي بكثير فهاهن الان لايختلفن عني من حيث تكوين الاسرة وتعليم الابناء وبالتأكيد هن افضل فحياتهن مرتبة لذااحاول ان اساعدهن في اتمام تعليمهن ومن ثم تأتي البقية خاصة اني نادمة علي زواج ابنتي لانناه ظلمت نفسها فقد اعتراضت على هذه الزيجة نظرالصغرعمرها 16 عاما فإصرارها علي الزواج لم يكن حبا فيه وانما هروبا من اكمال دراستها ..
فمع كل مشكلة تحدث بينها هي وزوجها العجوز تعصر قلبي معها ومع كل ولادة لها تقتلني الف مرة للاسفبكري خيبت امالي وطموحي وتعيد تاريخي البائس وهاهي الان تعود الي بيتنا وهي حاملة على اكتافها اربعة اطفال زادت الهم فوق الهم
تضحك ساخرة ثم تكمل:هربت من هم بسيط هو النهوض باكرا للذهاب الي المدرسة يوميا ففضلت الزواج ظن منها انها سترتاح فهاهي لاتعرف طعم النوم والراحة منذ زواجها الي ان انجبت فزادت تعاستها خاسرة صحتها النفسية والجسدية .. وفي نهاية المطاف ادخلتها فصول محو الامية رغم الصعوبات التي تواجهها مع اطفالها وانشاءالله الي خير
ازهاق روح
منيرة .أ.أ (49عاما )موظفة لديها9 اطفال تقول:
استغرب لماذا لم يتم تحديد السن الامن لزواج الصغيرات 18 سنة معي خمسة بنات والله والله عند سماعي في حجة عن الطفلة التي ماتت جراء نزيف وتمزق حاد في جهازها التناسلي فطرت قلبي لانهاغادرت العالم مقتولة ومسلوبة الطفولة الان ماذا يقول والدها او والدتها انامتأكدة ان الكثيرمن اولياء الامورعدلوافكرتهم بتزويج صغيراتهم خوفا من تكرارالمأساة فلما المماطلة وازهاق الكثيرمن الارواح فأنا اعرفالكثيرممن تزوجن صغاروللاسف انتهت حياتهن باكرافلم يعد لديهن أي طموح او تطلع الي حياة كريمة لانهن يعتبرن حياتهن انتهت منذ ان تزوجن وانجين وكبرن اطفالهن ولم يستمتعن بطفولتهن كما حباهن الخالق .... احموا الطفولة وصونوا مستقبل اليمن بالحفاظ علي جسد ونفسية الصغيرات
كي يستطعن تربية ابنائهن تربية صالحة .
المستقبل الافضل لزهراتنا
الاخت / ج . م .ع – موظفة 42 سنة تقول عن تجربتها:
ارى ان الزواج المبكر كغيرة من الظواهر التي آلت الى الزوال نتيجة التقادم ولقيامها على اسس هشة بغض النظر عما وصلت الية اليوم من ازدهار اعلامي اكثر منه واقعي نتيجة تحولها الى ورقة ضغط ذات بعد سياسي اكثر منه اجتماعي وهو ماسبب هذا الازدهار الذي يشبه البالون المليئة بالهواء .
وعن قصتي مع هذه الظاهرة فالحمدلله فانه ونتيجة لنشأتي في اوساط اسرة محافظة ومتعلمة تؤمن بالحقوق والواجبات امنت بحقي في عيش طفولتي الطبيعية كما الزمتني بواجباتي كشابة وزوجة وام وموظفة ، امنت لي حياة كريمة فرددت لها الجميل بالاستفادة مما منُحت في التقدم بمستواي التعليمي والثقافي والاخلاقي ، وكما نشأت فاني وعلى نفس الخطى اسير في تربية ابنائي على العلم والاخلاق والدين ، اوفر لهم في سبيل ذلك القدوة الحسنة والتجربة الفاضلة بعيدا عن التعقيدات الهدامة والاستبداد المذل والاراء المضللة وان شاء الله تعالى ان يكون المستقبل افضل لابنائي ولجميع الاطفال وخاصة الزهرات .
القسمة والنصيب
الاخت / أ . م . م - جامعية وربة بيت 38 سنة تقول:
ترى ان الزواج قسمة ونصيب بغض النظر عن توقيتة وتضيف ان قصتي مع الزواج المبكر بداءت عندما زوجني والدي وانا بعمر السادسة عشر من رجل يكبرني بخمسة عشرا عاما سبق له الزواج وكانت حياتي حينها اشبة بمعركة حربية اذ كثيرا ما تعرضت للضرب لاتفه الاسباب ولعدم قدرتي على التكيف مع طباعة المتقلبة ومزاجة المعكر بشكل شبة دائم ، عموما استمر زواجي او بالاصح عذابي لمدة اربع سنوات انجبت خلالها ولدي الوحيد ثم طلقت بعدها لاعود لدراستي وتحصيلي العلمي وهو مامكني من اكمال دراستي الجامعية الامر الذي هيىء لي الدخول الى ساحة العمل حيث التقيت بزوجي الثاني او بالاصح طليقي الثاني ، عموما اعتقد ان زواجي المبكر كان له الاثر السلبي على حياتي الماضية والقادمة فبغض النظر عن كونة سبب رئيسي لتأخري في الدراسة الا انه سبب اساسي لتحطم نفسيتي الشي الذي اثر على تعاملي مع نفسي ومع الاخرين فتخليت عن طفلي الذي تربى على يد امراة اخرى جسدت حقيقة زوجة الاب التي كثيرا ماشاهدناها في المسلسلات الدرامية بتعاملها السيى القاسي الذي قاد ولدي الى ترك تعليمة بعد فشل متكرر
التكنولوجيا وتزويج الصغار
اما الاستاذة مريم النصيري - جامعة صنعاء وعند سؤالها عن ظاهرة الزواج المبكر فتقول :هناك اسباب كثيرة للزواج المبكر منها الجهل وعدم وعي الأهل بمخاطر الزواج المبكر، وكذلك رغبة الأهل وفي ظل الظروف الحياتية الصعبة التخلص من الأعباء المادية لبناتهم.
والاهم عدم تضييع فرصة وجود زوج (بنظر الأهل) جيد مادياً واجتماعياً.
كذلك خوف الأهل من ان تتعرض بناتهم للحب أو أية مشكلة في حال اكتمال أنوثتهن وهذا مايفسر قولهم «الزواج سترة ».
اضافة الى رغبة أهل الشاب وتفضيلهم تزويج ابنهم بفتاة صغيرة تسهل السيطرة عليها..
تفضيل الرجل الزواج من فتاة صغيرة وجاهلة يمكنه التحكم بها والسيطرة الكاملة عليها ، اخيرجهل المرأة بحقوقها القانونية.
وعن رأيها في كيفية حماية الامهات لبناتهن من الوقوع في مقبرة زواج الصغيرات فتقول :
اعتقد ان اليمن في تحسن مستمر بالنسبة لنظرتهم حول زواج الصغيرات فمع الاطلاع علي الواقع المعاش نرى ان المجتمع بدء يغير نظرته نحو تزويج الصغيرات بدليل وجود عدد من البرامج التي تبث عبر الفضائيات وتوضح الاضرار الجسيمة التي تخلفها مثل هذه الزيجات سواءا جسديا او نفسيا وخسارة الاسر جراء مرض المتزوجة الصغيرة او طلاقها وعودتها الي منزل ابيها محملة (بابنائها ) لتزيد من العبء المالي لوالدها الذي باعها معتقدا انه تخلص منها وربح مالا لكن العكس هو الصحيح فالقصص الواقعية التي تنشرها جميع وسائل الأعلام عن قصص تدمي القلوب من جراء تزويج الصغيرات وتعرضهن لاخطار صحية قد توصلهن الي القبر جراء الاكتئاب المزمن والاتجاة للوحدة والابتعاد عن الحياة ..وانا متفائلة كثيرا في اننا سنستطيع الحد من تزويج الصغيرات من خلال اولا اقرار القانون وايضا نشرالتوعية المناسبة مع الطبيعة القروية من خلال الاعلام المرئي والمسموع وبالتعليم وتحسين المستوي الاقتصادي للاسر كل هذه عوامل تساعد على الحد من هذه الظاهرة لانني اعتقد انه لايوجد اب يمكن ان يضحي بطفلته ويرمي بها في النار فقط من اجل الستر كما يزعم البعض لذلك الرسائل التوعوية الهادفة المستقاة من واقع المجتمع سيكون لها صدي كبير لكسب التأييد والحد من هذة الظاهرة
دراسة حديثة حول السيدة عائشة
أما الشيخ علي محمد الديلمي – جمعية البشائر الخيرية رأي الشرع في حماية الصغيرات من الزواج فيقول :
في البدء اولا بالنسبة لزواج الصغيرات فهذا موضوع كثرت فيه النقاشات والاراء المؤيدة والمعارضة فالاخيردائما مايستدل معارضته ورفضة لتحديد السن الآمن بزواج افضل الصلاة والسلام علية من السيدة عائشة رضي الله عنها وهي في السن التاسعة من عمرها وتناسوا انه ايضا عليه السلام قد تزوج من ارامل وثيبات فأين القدوة اذا تم اختيار الكيف اتباعا للشهو ة باباحة الزواج من طفلة لاتعرف مالفرق بينها وبين الصبي فكيف لها ان تعرف ماهو النكاح وكيفة الحمل والانجاب وكيف يتم تأسيس اسرة قوية مكتملة الاركان
ثانيا هناك دراسة حديثة تؤكد السن الصحيح لدخول الرسول علية افضل الصلاة والسلام علي عائشة رضي الله عنها وحدد عمرها في التاسعة عشرمن عمرها وانا أؤيد هذا التحليل لان رسولنا الكريم جاءلينشرالرحمة و التراحم فاتمني ان يطلع علي هذه الدراسة والتي حسبت بالاحداث التي واكبها الرسول عليه افضل الصلاة والسلام والسيدة عائشة اتمني الاطلاع عليها لكي تقتنع العقول المعارضة ونحافظ علي صغيراتنا من النفوس المريضة
وتشير الدكتورة ندى محسن-اخصائية نساء وولادة-مستشفى الثورة الى المخاطر والاضرار الصحية العديدة التي يسببها الزواج المبكر للفتاة والتي منها :
إن جسم المرأة بحسب رأي الاطباء غير مهيأ بشكل كامل للحمل والولادة ولاسيما عظام الحوض قبل سن الـ 18 سنة.
يعتبر الحمل في سن دون /16/ حملاً عالي الخطورة وليس حملاً طبيعياً، أي إنه حمل مرض تكون الأم فيه معرضة للإجهاض أو عسر الولادة، والوفاة اثناء الولادة حيث ثبت ان نسبة وفيات الامهات ترتفع في سن ماقبل /18/ وتنخفض مابين /18 ـ 35/سنة.
تزداد نسبة وضع طفل وزنه أقل من (2.5 كغ) وتكون معرضة للولادة قبل الأوان.
والام الصغيرة معرضة للنزف، وارتفاع التوتر الشرياني الحملي، والإرهاق وفقر الدم.
تكون المرأة في هذه السن غير قادرة على تحمل أعباء الحمل والولادة لعدم اكتمال نضجها النفسي والجسمي.