"انظر.. هذا هو الجيش السوري لا يقوم بأي شيء لأنهم مذعورون"، بهذه الكلمات بدأ شبيح عراقي اعترافاته المثيرة حول مشاركته في القتال في سوريا لدعم نظام بشار الأسد.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" تصريحات لشبيح شيعي عراقي كنيته "أبو سجاد" قائلًا: "مهمتي في سوريا استمرت مدة شهرين في ربيع هذا العام، وكانت منظمة للغاية، وقد أديتها بجانب 10 مقاتلين، من ذوي المهارات العالية في القتال، كما أمدنا جيش النظام السوري بالأسلحة والمركبات والإمدادات".
ووفق ما كشفه الشبيح العراقي، فإن "المجموعات العراقية يقومون بتنفيذ مهمات خاصة.. نحن نقاتل عندما نسيطر على مكان ما يأتي الجيش النظامي ويتمركز فيه"، مؤكدًا أن وحدات شيعية عراقية ولبنانية شبه عسكرية مدربة جيدًا تقوم بهجمات ضد الثوار، بسبب أن "وحدات جيش بشار كانوا خائفين جدًّا من شن هذه الهجمات".
وتابع الشبيح الشيعي: "كانت هناك معارك بين مسلحين عراقيين وثوار في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك في دمشق وحلب وحمص ومنطقة القصير".
وبرهن الشبيح العراقي على وجود ميليشيا عراقية تقاتل في سوريا لدعم الأسد من خلال أكثر من 12 مقطعًا مصورًا على هاتفه المحمول، تظهر مقاتلين شيعة عراقيين يرتدون زيًّا أخضر، وهم يتحضرون لشنِّ عدوان على الثوار في حي جوبر بدمشق.
كما أقرَّ "أبو سجاد" أن مجموعته العراقية تساعد "حزب الله" اللبناني في ارتكاب المجازر بحق "الكثير" من السوريين، ونقلت واشنطن بوست عن تأكيدات سكان من المدن الشيعية بجنوب العراق أن المقاتلين يجنَّدون خلال اجتماعات مع الأحزاب السياسية الشيعية والميليشيات، وأنهم غالبًا ما يسافرون إلى سوريا عبر إيران.
وكشفوا عن أن هؤلاء المقاتلين الشيعة يتم حشدهم بواسطة "عصائب أهل الحق" والتي يتزعمها قيس الخزعلي وميليشيات أخرى ممولة إيرانيًّا، منها "حزب الله" العراقي.
وقد تزامنت تصريحات شهود العيان مع تأكيدات مصادر مطلعة في الحكومة العراقية أمس أن مرتكبي التفجيرات الأخيرة التي استهدفت أحياء شيعية في العاصمة بغداد وأوقعت مئات القتلى والجرحى، سببها خلافات مقتدى الصدر مع قيس الخزعلي زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق.
ووفق ما أفادت به المصادر، فإن هدف الخزعلي من هذه التفجيرات هو حسابات رسمها له النظامان السوري والإيراني, بهدف إشعال الجبهة الداخلية العراقية وإثارة الاقتتال الطائفي قبل انعقاد مؤتمر "جنيف 2" بشأن الأزمة السورية؛ لأن من شأن تداعيات الوضع العراقي المتسارعة أن تجبر المجتمع الدولي على قبول بعض صيغ التفاوض التي يريد نظام بشار الأسد فرضها على المجتمعين.