أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

محللون يمنيون: مخططات القاعدة في حضرموت محكومة بالفشل

جنود يمنيون يحتفلون في حزيران/يونيو 2012 بعد قيام الجيش بالسيطرة على معاقل تنظيم القاعدة في جعار وزنجبار في محافظة أبين. [أ ف ب]
- محمد دارم من صنعاء

قلل محللون يمنيون من أهمية الكشف عن مخططات جماعة أنصار الشريعة التابعة للقاعدة لفرض سيطرتها على محافظة حضرموت، نظراً لعوامل جغرافية وعسكرية ودينية تضعف من هذه المخططات على حد قولهم.

وكانت القوات الأمنية اليمنية قد كشفت في 23 أيار/مايو عن مخطط "إرهابي" لعناصر أنصار الشريعة للإستيلاء على مديرية غيل باوزير في حضرموت وإعلانها إمارة إسلامية، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الداخلية.

وتقع غيل باوزير على مسافة قريبة من مدينة المكلا، التي تعد الميناء الرئيسي في المحافظة النفطية الهامة.

وجاء في بيان الداخلية اليمنية أن "هذا المخطط المحكوم عليه بالفشل يعكس تمسك ما يسمى بأنصار الشريعة بأحلامهم المريضة التي منيت بفشل ذريع في محافظات أبين ، شبوة، و رداع بمحافظة البيضاء"، وأكدت الوزراة أن "مثل هذه المخططات هي أوهام تدلل عن حالة الإفلاس والعزلة التي وصل إليها هذا التنظيم الإرهابي والذي أصبح دون سند شعبي ومعزولاً ومطارداً من مختلف محافظات الجمهورية وأينما وجد".

وذكر البيان "الضربات القاسية والموجعة التي تلقاها عناصر" أنصار الشريعة في معركة تحرير أبين مؤكداً أنهم سيلاقون المصير نفسه في حال حاولوا الإستيلاء على مديرية غيل باوزير.

وقال أحمد بن همام، مدير مديرية غيل باوزير، في حديث للشرفة إن الوضع يبدو طبيعياً في المديرية.

وأشار إلى أن أنصار الشريعة قاموا قبل حوالي شهرين بوضع مطبات في الشوارع ونشر أعلام جهادية بالقرب منها، إلا إن هذه المظاهر قد اختفت الآن حسبما قال.

وأكد بن همام أن سكان غيل باوزير يرفضون أي مخططات تستهدف أمنهم واستقرارهم، وأن هناك تواجداً أمنياً في المنطقة بفضل معسكرات الجيش القريبة.

وكان بن همام قد نفى في تصريحات سابقة لوسائل الاعلام الأخبار التي تحدثت عن سيطرة أنصار الشريعة على غيل باوزير عقب إعلان وزارة الداخلية عن مخطط الجماعة.

بدوره، قال مدير أمن ساحل حضرموت، العميد فهمي حاج محروس، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الرسمية إن تلك الأخبار التي تناولتها بعض المواقع الاخبارية لا أساس لها من الصحة وتهدف إلى زعزعة الأمن وخلق حالة من الذعر والهلع في أوساط المواطنين.
مخطط إقامة إمارة إسلامية "سيفشل"

من جانبه، قال الدكتور فارس السقاف، مستشار رئيس الجمهورية ورئيس مركز دراسات المستقبل، في حديث للشرفة "إن تنظيم القاعدة في حالة ضعف كبيرة بعد الضربات التي تلقاها سواء في معارك أبين أو شبوة".

وأضاف أن ما قامت به جماعة أنصار الشريعة عندما أعلنت إقامة إمارات إسلامية في أبين وشبوة أوجد رفضاً شعبياً ضدها خصوصاً مع تنفيذها الحدود بدون إجراء محاكمات شرعية وعادلة.

ويرى السقاف أن "سعي الجماعة لإقامة إمارة إسلامية في غيل باوزير أو في أي منطقة أخرى في حضرموت ستفشل لأن البيئة الدينية غير مساعدة".

كما أن عدم الملاءمة الجغرافية لا تساعد، بحسب السقاف، إذ إن التضاريس الصحراوية في المحافظة تقف في وجه مساعي القاعدة، بعكس وجود الجبال في أبين والذي كان يساعدهم على الاختباء.

وقال السقاف "في عام 2011، استغل عناصر أنصار الشريعة حالة التفكك العسكري وحالة الضعف التي أصابت الدولة بسبب الأزمة لصالحهم، أما الآن فتشهد المحافظات تواجداً أمنياً وعسكرياً كبيراً في حضرموت التي أصبحت المنطقة العسكرية الثانية بعد هيكلة الجيش الأخيرة".

وأكد أن "هذا يجعل إعلان إمارة إسلامية في غيل باوزير من الصعوبة البالغة".

وشهدت مديرية غيل باوزير في الأشهر الأخيرة، سلسلة من عمليات الاغتيالات التي استهدفت عددا من ضباط جهاز الأمن. واتهمت الأجهزة الأمنية تنظيم القاعدة بأنه يقف وراء هذه العمليات.

وعلل السقاف ما تقوم به القاعدة من عمليات اغتيال أنه "بغرض إعلامي دعائي للقول بأنهم موجودون على الأرض، وأيضاً انتقاماً من قوات الأمن والجيش التي ترصد تحركاتهم".

من جهته، وصف الباحث في شؤون الجماعات الاسلامية، محمد عزان، حضرموت "بالمجتمع المدني".

وقال إن "أية محاولة لإقامة إمارة إسلامية في غيل باوزير ستفشل"، مضيفاً أن التواجد الأمني والعسكري في المحافظة من شأنه أن يقوض مخططات القاعدة أيضاً.

وأكد عزان أن سكان المنطقة سيكونون أول المتضررين إذا تم تحويل منطقتهم إلى إمارة إسلامية خصوصاً بعد المآسي التي حدثت للسكان في أبين وشبوة.

المصدر : الشرفة

Total time: 0.088