يُعرف الثوم بأنه "عسل الإنسان الفقير"، لأنه استخدم لعلاج العديد من الأمراض والآلام والمتاعب، فلا يخلو منزل من وجود الثوم فيه ولاتحلو كثير من الأكلات إلا بوجود الثوم.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): كلوا الثوم وتداووا به فإن فيه شفاء من سبعين داء.
وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الثوم يقاوم الكثير من الأمراض ويطلق عليه في عالم الأعشاب الطبية "بنسلين الفقراء"، لأنه يحتوي على الكثير من المركبات المضادة للميكروبات، وهو من العلاجات الواعدة لمعالجة سرطان الجهاز الهضمي، كما أنه يزيد من تدفق الدم إلى الدماغ.
وكانت أسعار الثوم ارتفعت بقوة العام الماضي في الصين لأسباب منها، أنه قد يمنع الإصابة بالسلالة "اتش1ان1" المعروفة بأنفلونزا الخنازير.
وقد أفادت وسائل إعلام صينية بأن أسعار الثوم تجاوزت سعر اللحم في بعض الأقاليم ما يجدد المخاوف بشأن التضخم بعد ارتفاع الأسعار إلى أربعة أمثالها العام الماضي.
وأكدت وسائل الإعلام المحلية أن ارتفاع أسعار الثوم يعود إلى طقس شتوي بارد في أنحاء الصين وقيام البعض بتخزين الثوم توقعاً لمزيد من الارتفاع في الأسعار.
وقد يكون ارتفاع أسعار الثوم مصدر قلق جديداً بالنسبة لصناع السياسات الذين يستهدفون تضخماً عند ثلاثة بالمئة هذا العام، لكنهم يشهدون الأسعار - ولاسيما أسعار الخضروات - ترتفع ببطء في حين تسجل أسعار المنازل زيادات حادة.
وأفادت الإذاعة الرسمية أنه في شاندونج أكبر إقليم منتج للثوم جذب ارتفاع الأسعار مخزونات جديدة إلى السوق وأن الأسعار قد تنخفض في شهر يونيو القادم.
لكن الأسعار لاتزال في ارتفاع في مناطق أخرى، وفي إقليم هينان وهو منتج رئيسي آخر للثوم، أكدت صحيفة محلية أن سعر الثوم البالغ 19 يواناً "2.78 دولار" للكيلوجرام يعد أعلى من سعر اللحم في متاجر عاصمة الإقليم.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن ني يوان يينج الأستاذ بجامعة الصين الزراعية، أن الصين تنتج نحو 70 في المئة من الثوم في العالم وتصدره إلى أنحاء العالم.
الثوم استخدم في الحرب العالمية
أكد الدكتور مجدى بدران استشارى الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، لـ"محيط"، أن الثوم يعتبر منشط للجهاز المناعي، كما أنه يكافح فيروسات البرد.
وفي مولدوفيا, أعلن الجيش أنه قام بتزويد جميع القوات بالبصل والثوم يومياً من أجل زيادة المناعة لديهم في إطار مساعيها لمقاومة إنفلونزا الخنازير، كما تم استخدامه كمطهر لمنع الغرغرينا خلال الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية.
وفي الصين، تم استبدال الثوم بالذهب خلال فترة انتشار أنفلونزا الخنازير، وكانت المدارس الثانوية تلزم الطلبة بتناول الثوم فى المدرسة تحت إشراف الأساتذة لضمان البعد عن الأنفلونزا.
وفي جمهورية الصرب، اتضح أن المناطق التي تكثر من تناول الثوم خلت من أنفلونزا الخنازير.
الثوم يحميك من نزلات البرد
وأوضح بدران أن الثوم يحميك من نزلا البرد، حيث أن تناول الثوم الطازج يحتوى على مادة "الأليسين" التي تعمل كمضاد حيوي طبيعي, إضافة لكونه مضاد للفطريات, مضاد للفيروسات, طارد للبلغم, ومانع للتجلط ويقى من السرطانات.
ويوصي بدران بتناول الثوم الطازج أو المحفوظ فى الثلاجة عند درجة حرارة 6 مئوية، وللإستفاده بالثوم كمضاد للميكروبات يحتاج البالغ إلى حوالي 200مجم أليسين, أى مايعادل عشرة فصوص كبيرة من الثوم يومياً, حيث أن الفص يحتوى من 5 إلى 20مجم.
وللتخلص من رائحة الثوم ينصح بدران بمضغ أعواد البقدونس أو شرب النعناع.
ومضاد حيوي طبيعي
أفاد باحثون بأن الثوم يعمل كمضاد حيوي في مواجهة المرض، ويكافح أمراض القلب ويخفّض الضغط المرتفع، ويعزّز جهاز المناعة في الجسم، ويعمل على تقليل نسبة الكوليسترول في الدّم، ويساعد في علاج أمراض الروماتيزم، وعلاج آفات البشرة مثل الدمامل والجروح.
وأشار الباحثون إلى أن الثوم يعالج السُعال ويعمل على علاج أمراض الجهاز التنفسّي، كما أنه فاتح للشّهية وطارد للديدان التي تستوطن في أمعاء الإنسان.
وأوضحت الدراسة أن تناول الثوم طازجاً يمنع الاصابة بسرطان القولون والمعدة وسرطان البروستاتا والمبيض عند المرأة، بل أنه يعمل علي تخفيض نسبة السكر الزائد في الدم والبول.
وكانت دراسة سابقة قد أكدت أن الثوم يعتبر سلاحاً فتاكاً ضد الرشوحات ونزلات البرد، وأنه إذا أكله المريض بعد مضغه جيداً فإنه يمنع انتقال العدوى ويقي اللوزتين والبلعوم من الالتهاب.
كما أكدت دراسة حديثة أن الثوم يمنع نمو الخلايا السرطانية، حيث يحتوي الثوم على مركبات تقي من انقسام خلايا السرطان سريعاً مما يمنعها من إتلاف الخلايا السليمة.
وأشارت الدراسة إلى أن الثوم يفرز عند تقشيره وهرسه الإنزيم المساعد على الحماية من الإصابة بالسرطان، ويبدأ تفاعلاً كيميائياً يحتاج بعض الوقت، لذلك ينصح الأطباء بالانتظار 15 دقيقة قبل وضع الثوم مع الطعام، وذلك للسماح للمواد الكيميائية الوصول إلى ذروة التفاعل الكيميائي ومن ثم تتحقق الفائدة للجسم.
وأوضحت الدراسة أن الثوم يعتبر مضاداً حيوياً طبيعياً ضد الفطريات والالتهابات وهو غذاء مفيد للصحة بصفة عامة، ورغم ذلك ينصح الأطباء بالاعتدال في تناوله حتى لا يؤدي إلى اضطراب المعدة والحساسية والتهاب الجلد لمن لديهم حساسية ضد بعض مكوناته.
وأكد الأطباء أنه يكفي استخدام الثوم مع الطعام عدة مرات في الأسبوع ليحمي من الإصابة بالأمراض السرطانية.
ويحمي الكبد
أكد الباحث المصرى يحيي رسلان بالهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية، أن تناول الثوم الطازج يومياً يحمي الكبد من السموم الكيميائية، والتي تتجمع نتيجة كثرة تناول الأدوية أو ملوثات البيئة.
وأوضح المتخصصون أن الثوم يحتوي على مواد كيميائية مضادة للجراثيم والفطريات والفيروسات، مما يجعل زيت الثوم فعال فى علاج آلام الاذن.
أشار الأطباء إلي طريقة تناوله والتي تتمثل في أخذ رأس ثوم كامل وهرسه ثم يغمر في نصف كوب زيت ويترك مغطى لمدة أسبوع عند درجة حرارة الغرفة، بعد ذلك يصفى الزيت الناتج من خلال قطعة شاش نظيفة ويوضع الزيت في الثلاجة لحين الحاجة.
وعند الاستعمال يخرج الزيت من الثلاجة ويترك خارجها حتى تزول برودته ثم يقطر قطرتين في الأذن المصابة مع ملاحظة عدم استعماله للأشخاص الذين يعانون من ثقب في طبلة الأذن.
ويعالج الضعف الجنسي
كشفت دراسة علمية قام بها مؤخراً الدكتور أحمد جبريل أستاذ الهندسة الوراثية بجامعة ماينز بألمانيا، أن الثوم له تأثير واضح في تقوية القدرة الجنسية لدي الذكور بما يفوق تأثير الفياجرا بمراحل.
وأوضحت الدراسة أن تناول الثوم طازجاً يمنع الإصابة بسرطان القولون والمعدة وسرطان البروستاتا والمبيض عند المرأة، بل أنه يعمل علي تخفيض نسبة السكر الزائد في الدم والبول.
الثوم.. سر بناء الأهرامات
ذكر أطباء الفراعنة الثوم والبصل في قوائم الأغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الأهرامات، كما وصفوه مغذياً ومشهياً ومدراً للبول.
شهادة تقدير يونانية
وقدر اليونانيون والرومان الثوم حق تقدير بسبب خصائصه العلاجية. وأعلن الفيلسوف اليوناني "هيبوقراط" ذات مرة، أن الثوم "ملين سريع وأيضًا مدر للبول" كما أنه العلاج الروحاني من قديم الأزل في الهند ويستخدم حتى الآن.
وقد استخدم الثوم في تسكين آلام الالتهاب الشعبي، مرض الربو، والأنفلونزا وأمراض الرئة الأخرى، وطرد الغازات والطفيليات، واستخدم أيضاً كعلاج للاستنشاق، وهو فعال لعلاج السعال الديكي لدى الأطفال.