اكد الدكتور عمر العمودي, استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء, أن العدل هو ركن رئيسي وقيمة كبرى في حياة وتراث وثقافة وتاريخ وحضارة جميع الشعوب والأمم, وجوهر الرسالات السماوية التي جاء بها الانبياء والرسل المكرمون المصطفون من أجل ترشيد وتوجيه البشر وهدايتهم لما فيه خير الدارين: الدنيا والآخرة.
وأشار في الندوة التي نظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل(منارات) إلى أن الفجوة بين النصوص الدستورية وبين تطبيقاتها الفعلية وعلى أرض الواقع مسألة ومشكلة قائمة ومعروفة في حياة المجتمعات السياسية البشرية كلها بلا استثناء لأن الحياة هي الحياة والبشر هم البشر, ولكن معضلة ومأساة المسلمين هي أن هذه الفجوة عندهم ولديهم قد وصلت الى أعلى درجات وأقصى مراتب الحضيض وبقيت كما هي بينما نرى الغير وخاصة أبناء المجتمعات المتقدمة الواعية بقوماتها وواجباتها تجاه الذات والأوطان والحياة والقيم العامة تسير وباستمرار تجاه ردم هذه الفجوة والوصول بنفسها وبأوضاعها المختلفة وعلى جميع الصعد الى مستويات متقدمة تحقق لها الجانب الأكبر من طموحاتها وتطلعاتها في الحياة الكريمة وفي التقدم والازدهار والأمن والنظام والاستقرار.
ولفت العمودي إلى أن أبعاد وتطبيقات العدل في الاسلام تشمل كافة أوجه الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وغيرها, وأن العدالة هي نفي ومنع الظلم وأن النظام والقانون فوق الجميع ولمصلحة الجميع.
وأوضح أن القضاء هو الميزان الذي يحقق العدل وهو التجسيد العملي للعدالة على أرض الواقع وهو الذي يعطي لكل ذي حق حقه وهو الحارس الأمين والحصن الحصين لمبدأ الشرعية وسيادة القانون على الجميع الحاكم والمحكوم, والقضاء في صدقه وسموه وفي نزاهته وحياديته واستقلاله والتزامه بإجراءاته والالزام بأحكامه هو الذي يثير لدى المواطن جانب الشعور بالأمان والاطمئنان على نفسه وعلى حياته وعرضه وماله وهو الذي يثير الثقة والتقدير والحب عند المواطن لبلاده ووطنه ومستقبلها وسلامة نظامها السياسي.
مركز (منارات) يناقش قضية الحكم والقضاء في الاسلام
اخبار الساعة - قائد رمادة