لااستطيع ابدا الادعاء اني الوحيد في هذا العالم الذي يسعى لفك الحصار عن اهلنا في غزة، فحالي هو حال الملايين ممن يتمنى ان يصحو يوما فلا يرى لهذا العدوان الصهيوني على امتنا او في امتنا اثرا ، ولايرى معه كل تلك الانظمة التي رضيت بيع فلسطين والتجارة بدماء ابنائها بعد ان سلبت الامة العربية والاسلامية حق الدفاع عن اهم مافي امتنا من رموز ومقدسات وتولت امم اخرى من اعدى اعداء امتنا الادعاء بالدفاع عن الاقصى وهي دول اثبتت غابر الايام انها لم تقدم مليما واحدا في سبيل فلسطين او قطرة دم واحدة من اجل اقصاها، وانما هي جعجعات في رؤوسنا وزوابع في بيوتنا من امم لاعلاقة لها بامتنا او مقدساتها وتحمل لامتنا اشد انواع العداء والحقد والكراهية، والعراق شاهد حي على ذلك واخباره لم تعد خافية الا على عديمي البصائر او عبيد الشهوات، ومن تحالف اليوم مع اعداء العراق فلا علاقة لهم ابدا بالمقاومة وانما هم سهام الاعداء في صدور امتنا ، وان كانوا نياما فعليهم ان يفيقوا وان لايستبدلوا دماء ابناء العراق بدراهم واعلام الحقد فيكونوا باعة اهل العراق واعراضه.
منذ اشهر عديدة دعوت الى فك الحصار البحري عن غزة بعد ان تحولت حكومة مصر الى سيف للحصار الصهيوني على رقاب ابناء غزة ، ودعوت الى تنظيم حملة كبيرة من السفن تتجاوز المئآت لتبحر الى غزة ، ويشترك فيها الشرفاء من كل دول العالم ،وكان ذلك لدى حضوري مؤتمر الاحزاب العربية بصفتي مدعوا اليه ، وهناك عرضت الامر على عدة فصائل للمقاومة وممن اعتقدت فيهم الخير والصلاح والنجاح والفلاح ، وقد رحب البعض بهذا الاقتراح ، ثم تابعت نفس الفكرة باعتباري لم اجد لها تفعيلا ، وعرضتها على بعض الفصائل في مؤتمر دعم المقاومة في بيروت ، ومع ذلك فقد وجدت ان هناك تقصيرا لايوصف ابدا من تلك الفصائل والتي انبهرت بتصفيق ابناء امتنا لها ونسيت ان هذا التصفيق والاعجاب انما كان بسبب الدماء التي سالت من شهداء امتنا والذين يحسبون على الامة كلها بعد ان قدموا ازكى الدماء قرابين لانبل واشرف واقدس قضية عرفها التاريخوان دمائهم لم تكن يوما من اجل ان يركب قادة تلك الفصائل رغد العيش وصهوة الاستكانة ،والواضح ومن خلال عدم الاهتمام والاكتراث بأي اقتراح لفك الحصار وعدم دعمه ان هناك فئآت وفصائل ومافيا تتعيش وتكبر على هذا الحصار وان هناك مجموعات سطع نجمها اعلاميا وتقوقعت ضمن اجندة خارجية انصرفت بموجبه عن اهدافها الحقيقية وتحولت الى اداة او ادواة اعلامية في يد الغير وابتعدت عن الطريق الذي سلكه اسلافها او التي اختارته بداية طريقا مستقيما من اجل تحرير فلسطين ، ووجدناها تسلك طريقا هو نفس الطريق الذي كانت تنتقد سابقا من يسلكه ووجدناه تزاود على المقاومة في الوقت الذي تمنع غيرها من استخدام نفس الحق .
وما اود قوله لهذه الفصائل التي تحولت من صفوف المقاومة الى صفوف المتاجرين بدماء الشعب الفلسطيني ان امتنا التي تراقب وعن كثب هذه الانزلاقات لن ترحم ابدا اصحاب هذه الانزلاقات ، وان غضبة هذه الامة والتي يظن البعض انها امة نائمة ، ان هذا النوم المؤقت والاضطراري سينجلي قريبا عن ثورة عارمة تطيح بكل هذا الخبث الذي استغل قضية فلسطين من اجل اقتناء القصور وركوب السيارات الفارهة والاحاطة بمئات المرافقين والمنتفعين ، وان دماء الشهداء تلعن كل من يتاجر فيها ، وان ارض الله فلسطين ليست حبيسة منظمة او جماعة او فصيل ، وانما هي ارض الله التي وقفها لكل المؤمنين به .
ان الضحك على عقول الامة كلها ان ثلاثة سفن ستتمكن من فك الحصار عن غزة سيحول القضية الفلسطينية برمتها من قضية فلسطينية الى قضية سفن ثلاث تحاصرها دولة الكيان الصهيوني من اجل استجلاب العطف على فصائل فلسطينية بعينها فتنال عطف العالم وتبرعاته ، وكم طلبت من تلك الفصائل الفلسطينية والتي تدعي انها صاحبة الحق في الاستئثار بالمقاومة ورمي غيرها بالعمالة والكفر والتخاذل ان ترينا عملها على الارض في الاتصال بالجاليات الفلسطينية في العالم وتفعيل قضية العودة في كل بيت فلسطيني خارج فلسطين والكف عن اتهام الغير والانصراف الى طريق المقاومة السليم وفسح المجال لكل الفصائل الاخرى بمارسة حقها في هذا الواجب المقدس والمطالبة بفتح كل الحدود المغلقة مع الدولة الصهيونية من اجل الغاء دور كلب الحراسة الامين والذي تمارسه مايسمى دول الطوق وخاصة في الجنوب اللبناني ، فالمقاومة هي شرف لكل من يقوم به وهو عار وخيانة على من يمنع الغير من القيام به ،مع العلم ان هذه الفصائل لها من الامكانيات المادية والبشرية مايؤهلها لذلك ، ولكن هيهات هيهات ...لان الاجندة التي اوصلت البعض لتلك القيادات ليست بيد الشعب الفلسطيني وليست من اجل الشعب الفلسطيني وانما هي من اجل اعماء الانظار عن الذبح المنظم لابناء العراق لتتحول القضية من قضية فلسطين الى مقايضة علنية خلاصتها غزة مقابل العراق ، مع اعتقادي الكامل ان اهل غزة انفسهم لايرتضوا هذا الحال لاهل العراق كما انهم لايرتضوا التجارة بدمائهم وكرامتهم ، وان مسيرة هذه الفصائل الفلسطينية المتحولة من المفروض ان يعاد تصحيحها وان تضع على راس اهدافها مخافة الله ان كانت تخاف الله .
واني اطالب من يساعد تلك الفصائل ويساعدها ويمدها بالعون ان يسألها متى ينتهي زمن التجارة بدماء الشهداء، ومتى ينتهي زمن الغواية وهي ترى ان الاقصى يهدم امام الاعين ليذهب بعد ان ذهب مسجد الخليل وكانه لم يكن.