أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » دراسات وتقارير

انطلاق مشروع "إنارات فريدة:جلية وخفية" في العاصمة الأردنية عمان

- رضوان ناصر الشريف

     بقلم د.سناء الشعلان/ الجامعة الأردنية.

     بحضور كبير من نخبة الأكاديميين والعلماء والإعلاميين والسياسيين ورجالات الأردن وباحتضان من الجامعة الأردنية انطلق في العاصمة الأردنية عمان المشروع التاريخي العملاق "إنارات فريدة:جلية وخفية". وهو مشروع تاريخي إلكتروني يملكه العلاّمة الدكتور عبد الكريم غرايبة الذي يسخّر فيه كلّ علمه عبر مسيرته العلمية الثّرة لكلّ باغي علم،وهو مشروع غير ربحي،وسيكون متاحاً للجميع على الشبكة العنكبوتية وبالمجان من أجل أن يتعرّف كلّ راغب على حصيلة تاريخية عملاقة متاحة بشكل كامل للجميع وباللغة العربية.

 وهذا مشروع رائد يعبّر عن روح العلم الحقيقية حيث يسعى العلاّمة عبد الكريم غرايبة إلى أنّ يقدّم كلّ علمه لكلّ البّحاثة وبالمجان،وبتغطية شخصية منه لكلّ نفقات المشروع دون الاعتماد على أيّ جهة راعية أو داعمة.مذكّراً إيانا بتلك القصص العظيمة التي تحكي عن عظمائنا الواحد تلو الآخر الذين نذروا علمهم ومالهم من أجل خدمة الأمة،فكانت النهضة بهم،فاستحقوا أن تُحفر أسماءهم في سِفر الخالدين،وهاهو الدكتور عبد الكريم غرايبة يسير على هذا النّهج الكريم ،ويضرب لنا مثلاً على أجمل أنواع البذل والعطاء المنبثق من أخلاق العلماء الذين يرون أنّ المعرفة هي طريق الحياة والخلود والامتداد.

   وعن هذا المشروع يقول د.عبد الكريم غرايبة:" كنتُ قد بدأتُ أوائل عام 1984 بجمع مادة تاريخية استعين بها في دراستي وتدريسي.وتراكمت الأوراق حتى تجاوزت المائة ألف ورقة أو عشرين مليون كلمة،وبدا عملي مزعجاً للمرحومة زوجتي ثم ما لبثت أن تحمّست له،وشجّعتني على إنجازه.ولكنّها اشترطت كلّ ما أكتب أو أنشر"حفيضة دون حفيظة" متاحاً مجاناً لكلّ راغب بالاطلاع.

   وكان أن أكرمني جلالة الملك بتعييني عضواً في مجلس الأعيان لعامين،فرأيت أن أجمع رواتبي من الأعيان وأرصدها كلياً لتنفيذ مشروع تسجيل هذا الكمّ المتراكم إلكترونياً على الحاسوب والشبكة العنكبوتية على أن أتحمّل النفقات وحدي،ولا أطلب مساعدة أحد،وأن تصبح المادة مشاعاً ومجاناً. ووجدت الشركة والبرنامج المناسبين،ووافقت على دفع ما طلبته الشركة الذي كان مساوياً بدقة لرواتبي التي تحصّلتُ عليها طيلة العامين في مجلس الأعيان،وسيستغرق العمل قرابة ستمائة يوم عمل.

  وعندما يتمّ إدخال المادة إلكترونياً،وتصنيفها فإنّها ستشكّل حوليات للأحداث في العالم العربي قطراً قطراً من الأوّل للهجرة إلى عام 1400.ويرجى أن تتولّى إحدى الجامعات أو المؤسسات أمر المتابعة والتصحيح بعد إتمام الإدخال والتصنيف،وسيتمكّن الباحثون من ربط الأحداث بين الأقطار المختلفة. وسأسعى إلى إتمام المشروع والإنفاق عليه خلال أيامي الباقية بمساعدة ابني،ووريث مسؤولياتي جرّاح الأورام النسائية الدكتور رائد غرايبة.وفاءً لزوجتي وأم ولدي"بيهمال العنبري" رحمها الله،وكلمة فريدو في العنوان هي الكلمة العربية المقابلة للاسم الفارسي "بيهمال" أيّ فريدة وعديمة المثال"Unique".

   وقد لاقى المشروع ترحيب الأوساط الأكاديمية والبحثية والعلمية،واستبشر الجميع خيراً بهذه المبادرة الفريدة التي ستكون بلا شكّ هي القدوة في تقديم المعرفة والعلم بالمجان لكلّ طالبيه وبمبادرات فردية وخاصة

Total time: 0.068