أظهرت الاستضافة الناجحة للبطولة العربية 21 لاختراق الضاحية، التي احتضنتها بلادنا يوم الخميس الفائت 6 فبراير، مقدرتنا على ان نكون حاضرين بقوة متى ما اردنا ذلك، بمعنى متى استثمرنا الجهود البشرية وسخرنا في خدمتها الموارد المالية.
الجميل ان الجميع شهد بنجاح البطولة، وفي اعتقادي ان النجاح الأكبر، ان الوفود رجعت لبلادها سالمة، وهذا ما احسسته من خلال التصريحات للعدائين والعداءات ولأعضاء الوفود، فقد وجدوا الوضع الامني على غير ما كانوا ينتظرونه، أو بالأصح ما تروج له وسائل الاعلام، وهو ما سيتيح استضافتنا لفعاليات عربية اخرى.
يجب ان نعترف ان عزوف دول عربية لها عراقة في ام الالعاب مرده في الاساس تخوفها من ان تتعرض وفودها لخطر لا قدر الله، وهذا ما جعل المشاركين اقل، وذلك ايضا انسحب على رؤساء الاتحادات العربية، فلم نشاهد الا النذر اليسير منهم، وقد غطى سفراء الدول المشاركة غيابهم عندما كانوا في مقدمة الحضور.
نتائج بلادنا كانت جيدة على مستوى الفرقي للكبار والشباب، وغير مرضية على المستوى السيدات، اقصد بذلك اليمنيات، أم المستوردات، فلنا تحفظ على اشراكهن باسم اليمن.. ففتيات اليمن هن من يفترض ان يشاركن لتعميم قاعدة المنافسة، فنحن في الوقت الحالي لا نريد مراكز متقدمة ولا ميداليات، بقدر حاجتنا الى تحس الفتاة اليمنية ان لها دور في خلق الانجاز.. فإذا كان الاحتراف غائبا عن المنافسات الذكورية التي نشارك فيها منذ مدة، فكيف نجلب المحترفات لقطاع نود ان نفرض فيه في الاساس فتيات بلدنا.. وهذه سلبية من سلبيات البطولة.
ونحن نتابع البطولة في التلفزيون لم نعد نفرق من هو المذيع؟ ومن المعلق؟ ومن المختص في الاتحاد؟ اختلط علينا الأمر.. فكما نعلم انه لكل لعبة معلقون ومحللون ومذيعون خاصون بها.. المشاهد لا يعرف كثيرا عن اللعبة، وكانت فرصة كبيرة لو استغلها الاتحاد بالتعريف بها على الهواء مباشرة.
الاخ شاجع المقدشي –رئيس الاتحاد- ظهر انه تحمل اشياء كثيرة في الاعداد اخرجته عن التركيز في الكلمة الرسمية، وظهر الاشقاء اكثر الماما بما يريدون قوله، ماعدا هفوة رئيس الاتحاد العربي بنسيانه انه في الجمهورية اليمنية، وليس في الجمهورية العربية اليمنية، لولا تنبيه الحاضرين له.
اشتكى كثير من المختصين في ام الالعاب خاصة من الاكاديميين الممارسين للعبة من تهميش الاتحاد لهم، وعدم الاستعانة بهم في بطولة عربية تحتضنها بلادنا.. الغريبة ان كلية التربية الرياضية بصنعاء، الزاخرة بكوادر مؤهلة والقريبة من موقع الحدث –أي لن تكلف الاتحاد ماليا- كانت غائبة عن البطولة، وهو ايضا ما حصل للإعلاميين، وعلى رأسهم ابن محافظة ام الالعاب –ذمار- عادل الطشي .
كنت اتمنى ان يعين الاتحاد ضمن الجيش الكبير في البطولة من يتفرغ لمتابعة اجازات العدائين في الكليات، فالبطولة جاءت اثناء الامتحانات، ولولا تدخلي كرئيس قسم للتربية الرياضية بجامعة البيضاء، وتقديمي لاختبارات مستوى ثالث، الذي يدرس فيه العداء عبد الله العقر، لما استطاع المشاركة بالبطولة، بالإضافة للعداء صدام مثنى، وهذا قد يكون حاصلا مع عدائين آخرين في مرافق اخرى .
جميل ان تتفاعل اللجنة المنظمة للبطولة مع مقترحي بأن يكون شعار البطولة مع نجاح مخرجات الحوار الوطني، والأجمل حينما خص رجل الحوار ورئيسه عبد ربه منصور هادي –رئيس الجمهورية- المشاركين بالاستقبال، وكان على المنظمين استغلال الاستقبال بتسجيل العدائين والعداءات في كشف المدعوين بدلا عن الذين لا جدوى من حضورهم.
نهنئ وزارة الشباب والرياضة وقيادة الاتحاد بنجاح البطولة، فما ذكرنا من سلبيات لا تنقص ابدا من اننا استطعنا ان نغير فكرة البعض عن وضعنا الامني، أقلها فيما يخص تأمين الوفود الرياضية... وشكرا لقيادة الكلية الحربية على اشتراكها في انجاح البطولة من خلال توفير المضمار.