أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

معاً لإسقاط الوطن!!

- د. محمد حسين النظاري

الدعوة عامة والاشتراك مجاني ويمكن ايضا ان يحصل المشاركون على هدايا وهبات، الغرض كيف نحمل جميعا معول هدم لهذا الوطن، والمدعوون: كل من يدعي حبه للوطن ويتفنن في ايذائه ويحث الاخرين على فعل كل ما يقوض اركان الدوله، لا فرق هنا بين وزراء وسفراء واساتذة جامعات وعمال وعاطلين.. المهم من يمسك بمعول يفوق تأثيره معاول الاخرين، وله جائزة كبية من الحاقدين على يمن آمن وموحد ومتطور.

قد تكون دعوتي هذه غريبة، مع انها ليست كذلك، فلننظر الى ما حاولنا سنجد اننا جميعا نساهم في اسقاط الوطن، مع اننا جميعا ندعي عكس ما نمارسه... السابقون يلعنون الذين اتوا بعدهم، واللاحقون ينسفون كل ما عمله من سبقهم، ويخدعون انفسهم بأن لا شيئ كان قبلهم.

كل يوم نسمع حملة لإسقاط الحكومة، وكل يوم نسمع من الحكومة ما يجعلها تتساوى مع من يريدون إسقاطها.. فبعض الوزراء للأسف متفرغون للرد حتى على من يتكلم مع زوجته في حجرة نومه.. تركوا العمل وانشغلوا بالمناكفات، وأسهموا في اسقاط التوافق الذي يدعونه.

حتى الرئيس اصبح يجاري حلقات الصلح الجنونية بين كل من يهين الدولة ويقتل جنودها، كيف لا نريد اسقاط الوطن، وقادة الدورة يبعثون بالتحكيم: طقومات، مسدسات، اموال.. على فخامة الرئيس هادي وهو يحمل الاجماع الداخلي والخارجي الا ينساق من دون ان يدري مع  الراغبين في توريطه وإظهاره وكأنه رئيس للتحكيم والهجر.

رئيس الوزراء يقول ما لا يمكن ان يقوله مسؤول.. حتى انه في زيارته الاخيرة لعدن تمنى عودة الاستعمار البريطاني.. في مسؤول يريد اسقاط حكومته ليستدعي الاستعمار من جديد.. وعلينا ان نقيس على ذلك ما لا يمكن قياسه الا في مصحة المجانين.

محافظ يصف رئيس الحكومة بما لا يتفق مع الرئيس والمرؤوس، ورئيس حكومة يورط نفسه في اقاويل تجعله حديث من لا حديث له.. فبدل ان يقيل من هو في الترتيب الاداري تحته، تجده يرد مثل العاجز المسكين في الشارع.

وسائل اعلام يفترض انها حكومية، كانت تضحك على العهد السابق –على حد قولها- واذا بها العوبة في يد البعض يحركها كيفما يشاء.. كيف لنا ان نثق في وسائل اعلام تحرض في بعض الاوقات على الدولة ذاتها وتسهم في اسقاطها، تحت مبرر الثورة..

حكومة تقف عاجزة عن ضبط السوق السوداء للمشتقات النفطية، وتكافئ المواطن بزيادتها في المحطات الرسمية.. اليست بذلك تستدعي المواطن عليها، وتقول له ساهم في اسقاطي لاني عاجزة عن كل شيئ.

باختصار الكل سائر نحو اسقاط الوطن، باسم: الثورة ، التغيير، الحوثة، الحراك، المشترك وشركاءه، المؤتمر وحلفائه، العاطلين ... لم يعد أحد يدري من هم الذين لا يريدون اسقاط الوطن... لهذا نقول للمواطن المسكين لا تصدقهم جميعا سيرمي بهم الزمن في مزبلة التاريخ لأنهم باعو الغالي بالرخيص.

اخي المواطن لا تشترك في تخريب بلدك، قد تظن انك تسقطا اشخاصا ولا تعي انك تسقط وطنا بأكمله.. عندها فقط لن تجد لك وطنا، وان بحثت طويلا، مع انك ان وجدته لا حقا لا تستحق ان تكون من مواطنية وأنت تسعى لإسقاطه.. لا يخدعوك فجيوبهم عامرة وأنت وغيرك من يدفع الثمن.

Total time: 0.0448