أعلن الثوار في مدينة الزاوية غرب طرابلس أنهم صدوا هجوما جديدا لكتائب العقيد معمر القذافي، كما أكدوا أيضا أنهم يحكمون سيطرتهم على مدينة مصراتة شرق العاصمة بعد صدهم هجوما هو الأشرس من الكتائب الأمنية، بينما انسحب الثوار من بلدة بن جواد بعد تعرضهم لقصف بالدبابات والصواريخ.
وقال متحدث باسم الثوار نجحوا في صد هجوم بري وجوي لكتائب القذافي -وهو أعنف هجوم تتعرض له المدينة- سعياً لاستعادة السيطرة عليها. وذكر الصحفي أحمد علي من الزاوية أن الثوار أمسكوا أسيرين من الكتائب.
وأكد شهود عيان في المدينة تجمع قوات كتائب القذافي قرب جسر الزاوية عند مدخل المدينة الشرقي وسط توقعات بمعاودة الهجوم على مركزها، حيث إن المدينة -التي تبعد 50 كلم عن طرابلس- لا تزال مطوقة من عدة جهات.
هدوء بمصراتة
كما نقل مراسل الجزيرة عن مصدر في مدينة مصراتة شرق طرابلس, أن الثوار صدوا بدورهم هجوما من كتائب القذافي, وأن المدينة باتت تحت سيطرة الثوار بالكامل. وأكد المجلس الانتقالي من جانبه تحرير كلٍّ من الزاوية ومصراتة من كتائب القذافي.
مواقع القذافي والثوار بعد 18 يوما من اندلاع الثورة (الجزيرة) |
وذكر أحد السكان أن الثوار أسروا عشرين جنديا واستولوا على دبابة، وأفاد طبيب في مستشفى مصراتة الرئيسي بأن 18 شخصا على الأقل قتلوا بينهم طفلة في الهجوم.
وذكر مراسل الجزيرة أن الوضع في المدينة هادئ الآن بعد انسحاب كافة كتائب القذافي، في حين شكل الأهالي لجانا شعبية لحماية مصراتة ونظافتها، منبها مع ذلك إلى أن الكتائب لا تزال تتمركز على أطراف المدينة، وقد تعيد كرتها في أي وقت بعد تلقيها الدعم الكافي.
وقد حصلت الجزيرة على صور جثث قتلى في صفوف الكتائب الأمنية التابعة للقذافي سقطوا خلال المواجهات مع الثوار الأحد في مدينة مصراتة، كما حصلت الجزيرة على صور أخرى للضحايا من جانب الثوار خلال نفس المواجهات في مدينة مصراتة.
ومن جهتها دعت مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس إلى السماح لموظفي الإغاثة بدخول البلدة بشكل عاجل لمعالجة الجرحى.
وقالت في بيان إن "الناس مصابون ويموتون، ويحتاجون إلى مساعدة فورا".
انسحاب وتأهب
وفي الوقت نفسه انسحب الثوار من بلدة بن جوّاد غرب رأس لانوف للمرة الثانية, بعد تعرضهم لقصف بالدبابات والصواريخ.
وذكرت تقارير أن الثوار يعيدون تجميع صفوفهم لمعاودة الهجوم على بن جواد صباح اليوم.
وكانت بن جواد شهدت معارك بين الثوار والكتائب الأمنية، وقال الناشط السياسي عبد المولى العبيدي للجزيرة نت إن الكتائب الأمنية -أو من وصفهم بالمرتزقة- احتموا بالنساء والأطفال داخل بلدة بن جواد لقصف الثوار الذين قتل منهم اثنان وأصيب عدد آخر بجروح، مما دفعهم إلى التراجع إلى رأس لانوف.
وأوضح العبيدي أن الثوار يتأهبون في منطقة رأس لانوف للزحف إلى مدينة سرت التي لا تزال خاضعة لسيطرة القذافي وتبعد نحو 160 كلم عن بن جواد.
وقال إن الثوار يجرون مفاوضات مع أهالي سرت لدخولها سلميا، مؤكداً أن هدفهم ليس سرت بحد ذاتها وإنما المرور بها سلميا في الطريق إلى باب العزيزية، القاعدة العسكرية جنوبي طرابلس التي تضم المقر الرئيسي للقذافي.
وأكد العبيدي أن الثوار تمكنوا من إسقاط طائرتين مقاتلتين وأخرى مروحية قرب بن جواد، وأنهم أسروا طيارين.