أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

فَاسْتَخَفَّ قومه فأطاعوه .... إنَّهُ السيسي ..!

- بقلم/ إبراهيم الحزمي

(إنتو مش عارفين إنكو نور عينينا وإلا إيه ) بهذه العبارة وغيرها من العبارات العاطفية الرنَّانة التي كان يخاطب بها السيسي شعب مصر ويُدَغدغ بها مشاعره ، وكأنه أشبه بِمُخْرِج سينمائي او كاتب روائي ، حتى ان قطاعا لابأس به من الشعب عدَّهُ بطل العبور الثاني ، العبور الأول كان عبور خط برليف ولا ندري إلى أين كان العبور الثاني ، وما أظنه إلا عبوراً الى الهاوية والمستقبل المجهول. الرجل عمل أكثر من عشرين سنة وهو قائد استخبارات العسكر ، بل والمقرب من قائد العسكر الطنطاوي ،فهل تتخيلوا او تتصوروا ان يضع العسكر قائد استخباراتهم او بمعنى أصح حارس نظام العسكر واحدا ليس من جلدتهم او واحدا غير موثوق به بمركز حساس كهذا المركز .

المهم بعد تعيينه من قبل الرئيس محمد مرسي قائدا عاما للقوات المسلحة وترقيته الى رتبة لواء ظل يتظاهر امام الرئيس مرسي أشبه بالحمل الوديع ، بل وكأنه عبدا امام الرئيس لا اكثر وهو في نفس الوقت يدبر ويخطط مع قادة العسكر الآخرين ويضعوا مراحل الانقلاب مرحلة مرحلة .

بعد الانقلاب الأسود وما يُسَمى بثورة 30 يونيو المزعومة أعلن السيسي انه إنحاز للشعب ومطالب الشعب وانه منع الرئيس مرسي من أخونة الدولة وان لا نية لديه ولا لقادة العسكر الآخرين من الإمساك بمقالد الأمور او التربع على كرسي السلطة ، وان الجيش سيشرف على المرحلة الانتقالية حتى يختار الشعب من يريده رئيساً للبلاد .بل أقسم على هذا الأيمان المغلظة انه لا يوجد شيء اسمه حكم عسكر وان العسكر سيسلموا السلطة الى رئيس مدني منتخب من قبل الشعب ثم يعود الى ثكناته. كثير من الشعب ومن المغفلين بل ومن الذين خرجوا في 30 يونيو صدقوا هذا الكلام وان ما حدث هو تكملةً لأهداف ثورة 25 يناير . الرجل في حقيقة الأمر إستخف بشعب مصر العظيم وللأسف أطاعوه وصدقوه ولم يستفيقوا الا على آلاف القتلى والجرحى وعشرات الآلاف المعتقلين وعشرات الجثث المتفحمة بل ملقاة على جميع شوارع مصر في مشهد مروع جدا لم نعهده الا أيام الجيوش النازية ، واتضحت بعدها الرؤية أنها ثورة مضادة قام بها العسكر ليظل متربعا على ثروات مصر ومقدراته ومن يخرج عن سلطة العسكر
فلن تعصمه منهم الا قمم الجبال او بطون الأودية . استيقظ شعب مصر على فاجعة لم يراها من قبل وعلى مصيبة لم يحسب لها حساب .

بل على نظام سيء وحشي قمعي أسوأ من سابقه واذا بمصر تهوي الى الحظيظ وتتسول المساعدات الدولية المشروطة وغير المشروطة كالأيتام يتسولون على موائد اللئام. وهذه مصر التي اعلن عنها السيسي انه عايز يشوفها أد الدنيا. وبعد اتضاح الرؤية وبيان الحقيقة بدأ شعب مصر يلملم جراحه ويتصالح مع بعضه وأدرك تماماً ان السيسي إستخف عقولهم وللأسف أطاعوه وصدقوه . حذرهم من أخونة الدولة وإذ به يعسكرها بطريقة لم يشهد لها التاريخ مثيل ، والأن أصبح قاب قوس او أدنى من كرسي السلطة في مصر بعد ان أقسم الايمان تلو الأيمان ان لا نية للجيش والعسكر في الإمساك بمقاليد السلطة . والخطأ الذي ارتكبه السيسي من غير ان يشعر انه قال للشعب المصري انتم من خلعتم الرئيسين السابقين وليس العسكر ، ولم يدرِ المغرور انه سيكون ثالثهم أقول هذا وانا على يقين من أمري وليس كلاما ارسله جزافاً ، وستذكرون ما أقول لكم والأيام حبلى بالأحداث يوشك ان تضع وإن غداً لناظريهِ قريبُ

Total time: 0.0488