أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

بعد انتفاضة حزب البعث : الشايف والعليمي والشعيبي .. قيادات مقبولة ومؤهلة لاستعادة الحزب من الاختطاف : حزب المؤتمر ومخاض التجديد ..

- عباس الضالعي

قيادات المؤتمر الشعبي العام  العليا والوسطية يخوضون  هذه الايام معركة مع التجديد وهي معركة مصيرية تخرجه من سيطرة عائلة بكل افرادها على قرار ومصير وتوجه المؤتمر.

المؤتمريين بمختلف مواقعهم التنظيمية ينتظرون لحظة الولادة الجديدة وخلع ثوب الهيمنة والعبودية ،  من اجل ممارسة عمل حزبي بأصول صحيحة وفعالة أسوة بباقي الاحزاب اليمنية والعربية ،  بعد غياب طويل وتهميش متواصل للمشاركة الفعالة.

اصبح من الضروري منح علي عبدالله صالح وقيادات اخرى فرصة للراحة ونقل مهامهم الى قيادات جديدة ،  جديدة على المسئولية لقيادة الحزب بعيدا عن املاءات ورغبات العائلة.

المؤتمر الشعبي العام حزب كبير يضم كوادر متنوعة ويوجد في صفوفه البروفسور والاكاديمي والباحث والسياسي ورجل الدولة والشيخ ورجل الاعمال والاعلامي والاديب  والمختص والمهني والحرفي والعامل والبسيط والغلبان وعابر السبيل ..

الحراك الموجود داخل المستويات التنظيمية للمؤتمر يجب ان تفضي الى نتائج ايجابية حفاظا على المؤتمر من الانقسام والتجاذب والتشرذم.

وجود علي عبدالله صالح واولاده وافراد عائلته يتحكمون بالمؤتمر وبسياسته وقراره هي الدافع للتجديد لان بقائهم لاستغلال المؤتمر مظلة لمصالحهم  ورغباتهم هي التي ستضعف المؤتمر وتبعث داخله روح الانقسام والتشتت بين هذا وذاك من داخل المؤتمر وخارجه بحثا عن التحرر من الهيمنة والعبودية والارتهان ..

من يعتقدون ان المؤتمر يسير وفق قواعد العمل الديمقراطي فهو مخطئ لعدم معرفته بحقيقة الوضع داخل الحزب  او يعرف الحقيقة ويتعمد اخفائها جبرا وليس اختيارا ،  المؤتمر حزب عائلي القرار داخله فردي،  الولاء لكبير العائلة وافرادها اساسي تحدد من خلاله درجة ومستوى حسن السيرة والسلوك والتفاعل داخل الحزب ..

وجود قيادات كبيرة ومسئولة ومؤهله للسير بالحزب بالطريق الصحيح والسليم وطنيا وسياسيا ،  من اجل انهاء مرحلة الترهل التي اصابته خلال السنوات الاخيرة وخروجه عن مبادئه التي اسس عليها وهو الخروج الذي سبب نكسة كبيرة لدى قيادات وقواعد المؤتمر التي تفتخر بوجودها ضمن حزب وطني بهوية يمنية خالصة ينطلق من اسس وثوابت قوية اهمها الحفاظ على هوية اليمن العربية الاسلامية و النظام  الجمهوري والوحدة والسيادة والحرية والعدالة والمساواة وكلها مبادئ وثوابت دفعت بالكثيرين للانظمام للمؤتمر او البقاء داخله بعد اعتماد نظام التعددية السياسية،  وهذه الثوابت يفتخر المؤتمريين بأنهم من صنعوا بعض هذه المبادئ  ورسخوا وساهموا وحافظوا على اخرى ،  وهذا شرف لهم يميز تاريخ المؤتمر وقياداته واعضائه ..

قيادات وقواعد المؤتمر تعيش في حالة مخاض عسير نتيجة للانفصام بين مبادئ واهداف  وتاريخ المؤتمر وبين الممارسة التي وصل اليها خاصة خلال الثلاث السنوات الاخيرو وهي السنوات الاصعب خلال تاريخه الطويل.

المؤتمر حزب جمهوري وسطي يرفض العنصرية والطائفية ويرفض المساس بالثوابت الوطنية مثل النظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية والتعايش المشترك وينبذ الخلافات ودعم الفوضى بكل صورها واشكالها وممارساتها،  وهذه الاعمال اصبحت اجندة يومية تفرض على قيادات وقواعد المؤتمر تلبية لنزعة  فردية  وعائلية من اجل الرغبة بالانتقام من خصوم رئيس الحزب وعائلته واصل هذه الخصومة ناتجة بسبب وجود رئيس الحزب رئيسا للدولة وخصومة مارسوا وظيفتهم وفقا للدستور والقانون من خلال احزابهم السياسية وفي الاصل ليست خصومة وهذا المفهوم تم اسقاطه وفرضه على علاقة حزب المؤتمر الحاكم بباقي احزاب المعارضه وهو اسقاط جائر وظالم وبعيد عن اصول ممارسة العمل السياسي التعددي.

واقع المؤتمر وما وصل اليه من انحراف منهجي ومبدئي وسياسي يجبر كل المنتسبين للمؤتمر بضرورة التجديد واختيار قيادات جديدة للعمل على تصحيح الاعواجاج وهفوات التسلط الفردي ،  المؤتمريين يشعرون بأنهم السباقين دوما ويشعرون بنوع من التفائل لتسجيل موقف مماثل اسوة بقرار قيادات وقواعد فروع حزب البعث العربي الذين انتفضوا في وجه قياداتهم " احد حلفاء حزب المؤتمر " لادراكهم بإنحراف الحزب عن مبادئه وثوابته القومية والعربية واعلنوا رفضهم وتمردهم على قيادة الحزب التي تنازلت عن مبادئ وثوابت الحزب وانحراف مساره وتسخير الحزب لمناصرة العدو التاريخي للحزب ومبادئه القومية والعربية ،  موقف قيادات وقواعد وفروع حزب البعث تجاه رئيس الحزب عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي موقف شجاع وتاريخي  لانه انتصار لمبادئ الحزب الذي رهنه رئيس الحزب لصالح اداة ايران الفارسية باليمن ( جماعة الحوثي)  ناسيا التاريخ النضالي للقيادة القومية لحزب البعث تجاه المشروع الايراني الفارسي الذي يستهدف العرب بهويتهم وثقافتهم  وتاريخهم ويهدد جغرافيتهم بالسيطرة والهيمنة ،  المؤتمريين ليسوا اقل شئنا او شجاعة لرفض توظيف المؤتمر ومواقفه وامواله ووسائله كلها لخدمة المشروع الايراني للهيمنة على جزء هام من الوطن العربي ( اليمن)  والمساهمة للقضاء على النظام الجمهوري ومنح ايران الفارسية مساحة من جغرافية شبه الجزيرة العربية لضرب العرب وتهديد امنهم وهويتهم وحضارتهم وتاريخهم تلبية لرغبة ونزوة فردية تسيطر على شخص رئيس المؤتمر ،  المؤتمريين اهلا للحفاط على هوية اليمن العربية الاسلامية وأهلا للحفاظ على النظام الجمهوري وأهلا للحفاظ على وحدة واستقرار اليمن،  والمؤتمريين رافضين موقف ورغبة رئيس الحزب " علي صالح  وعائلته "  ورغبتهم بالانتقام من خصوم الحزب السياسيين.

المؤشرات الأولية توضح عن وجود رغبة مؤتمرية لتولي الشيخ محمد بن ناجي الشائف رئاسة المؤتمر والرجل قيادي معروف عند كل المؤتمريين ويحظى بإجماع كبير لتولي قيادة المؤتمر  من اجل تصحيح المسار الذي ادى لانحراف سياسة ومواقف المؤتمر وتنازله عن الثوابت الوطنية التي انشأ المؤتمر من اجلها.

قيادات اخرى مهمة وجديرة بإدارة المؤتمر مثل أستاذي الدكتور رشاد العليمي والدكتور يحي الشعيبي وهما من الشخصيات المقبولة داخل المؤتمر وتحظى بإحترام داخل وخارج المؤتمر وهما مؤهلان للعمل على استعادة مكانة المؤتمر الوطنية والسياسية بعيدا عن السيطرة واختطاف الحزب وتوظيفه لمصالح شخصية ليس لها علاقة بالوطن او الحزب

تأييد المؤتمريين لقيادة جديدة للمؤتمر اصبحت ملازمة لبقائه او انهياره .. بقائه كيان سياسي قوي مرهون بإختيار قيادة جديدة على اسس وطنية ،  وانهياره امر واقع لا محالة في حال ظل رئيس المؤتمر الحالي وعائلته يسيطر على المؤتمر وقراراته ويحدد سياساته خدمة له ومظلة لأهدافه بالانتقام من خصوم المؤتمر السياسيين!!

Total time: 0.0949