أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

مشاريع تعز الإستراتيجية في سجن وزارة التخطيط

- د.زهير علي عبد العليم
محطات تاريخية لمشاريع وهمية ..
 
بعد عقود من الإهمال  والتهميش و بعد الحالة المأساوية التي وصل اليها ميناء المخأ ، أقرت اللجنة العليا للمناقصات و المزايدات في إبريل-نيسان 2010  في اجتماعها برئاسة المهندس محمد أحمد الجنيد وثيقة مناقصة مشروع إنشاء رصيف بحري عميق في ميناء المخا بمحافظة تعز .
 
و قامت ثورة فبراير 2011  ..
 
عقب نجاح الثورة مباشرة  و تحديداْ في منتصف شهر مايو/ أيار 2012 الماضي نظم أبناء تعز مسيرة حاشدة حملت اسم «كوفي مخا»، انطلقت من ساحة الحرية في تعز و انتهت بمقر ميناء المخأ ، كان  الهدف من هذه المسيرة لفت إنتباه السياسيين الى الحالة المزرية التي تعيشها المدينة و أبناءها و الى ضرورة الإسراع في توسيع وتعميق ميناء المخأ لما له من بعد تاريخي و أهمية عظيمة لجميع اليمنيين  .
 
أهمية إقتصادية  و رافد رئيسي لخزينة إقليم الجند الفقير و الدولة الإتحادية ..
 
بالأضافة الى هذه الأهمية الأقتصادية الكبرى التي ستنعكس سريعا على حركة التجارة العالمية  بين اليمن و القرن الأفريقي و بالإضافة أيضاً الى الدور المحوري  الذي سيلعبة ميناء المخأ في القضاء على مستوى البطالة الكبيرة المنتشرة في أوساط أبناء مدينة المخأ و ما حولها ، فأن مشروع تعميق وتوسعة ميناء المخأ يهدف  بدرجة أساسية إلى توفير المكان الملائم لإنشاء محطة تحلية مياه البحر التي ستغذي محافظة تعز وإب بمياه الشرب النقية .
 
خطوات إيجابية ..
 
 في شهر فبراير 2013 و صل الرئيس عبد ربه منصور هادي الى بكين و كان من ظمن الاتفاقيات التي وقعها مع الجانب الصيني إتفاقية تعاون تهدف الى توسعة و تعميق ميناء المخأ و عقب عودته الى اليمن وجه بسرعة إستكمال الخطوات التنفيذية ..
 
وزير النقل الدكتور واعد باذيب أبدى إهتمام واضح بالمشروع و شدد على ضرورة إخلاء الميناء من الثكنات العسكرية كشرط رئيسي للبدء في توسعة ميناء المخاء في خلال الاشهر الثمانية المتبقية من عمر حكومة الوفاق الوطني، وشدد على اصرار الوزارة ورفضها بقاء الميناء على وضعه السابق مههما تقاطعت المصالح، مؤكدا على ضرورة ان تتولى قوات خفر السواحل الإشراف على الميناء مثله مثل بقية الموانئ في اليمن . 
 
أثمرت جهود السلطة المحلية و الوزير واعد باذيب  في إخلاء الميناء من الثكنات العسكرية وبدأت إدارة الميناء الجديدة في توفير الخدمات الرئيسية وتم التعاقد مع شركة مقاولات لنقل وتصفية الميناء من بقايا السفن المتهالكة في حرم ميناء المخا لإزالة كل العوائق التي تعمل على تأخير تنفيذ مشروع تأهيل وتوسيع الميناء .
 
في شهر يناير 2014  كان من المخطط أن تبدأ الشركة الصينية بتنفيذ الدراسات اللازمة لإعادة تطوير ميناء المخا ، و ذلك بناء على  مذكرة التفاهم التي وقعها فخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي لجمهورية الصين و تم تحرير مذكرة للشركة تؤكد ما تم الاتفاق عليه مع الحكومة الصينية ، و عقد اجتماع ضم وزير النقل الدكتور واعد باذيب وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي ومحافظ تعز شوقي احمد هائل ومدير عام ميناء المخا أقروا خلاله ضرورة التسريع بتنفيذ مشروع تأهيل وتحديث الميناء خلال مطلع العام الحالي 2014م، و البدء بتحديث الدراسة الفنية الخاصة بتعميق الميناء من قبل الشركة الصينية واستكمال إجراءات التوقيع الأول على عقد التنفيذ مع الشركة المنفذة للمشروع، والاستعانة بشركة دولية متخصصة بدراسة المشروع وتنفيذه.
 
استكملت السلطة المحلية في تعز الأجراءت اللازمة و رفعت هذا المشروع  الى وزارة التخطيط ..
 
ولكن ماذا حصل بعد ذلك  ..
 
فُعلت المماحكات الحزبية و بقت مشاريع تعز الإستراتيجية حبيسة الأدراج  في وزارة التخطيط ، على الرغم من أنها تمويل خارجي ، متجاهلين بشكل كامل توجيهات رئيس الجمهورية الصريحة بإستكمال هذا المشروع .. 
 
هل تعلمون ..
 
-  لم يتبقى سوى سبعة أيام وتنتهي مدة إتفاقية تطوير ميناء المخأ مع الشركة الصينية ..
 
هل تعلمون أيضاً ..
 
- أن اتفاقية تحلية مياة البحر متوقفة و مجمدة في مكتب وزير التخطيط  .
- وكذلك مشروع مدينة حمد الطبية متوقف في ادراج وزير التخطيط .
- وأن مشروع توسعة المطار متوقف ايضاً في وزارة التخطيط .
 
هدوء وسكون ، تجميد  و إحباط في وزارة التخطيط  ..
 
شكرًا وزير التخطيط ..
 
 
 

Total time: 0.126