اخبار الساعة - بقلم : د. أحمد محمد قاسم عتيق
ما يحدث في بلدنا اليوم 1882014م يذكرنا بأحداث جسيمة و خطيرة مرت على اليمن في فترة الستينيات ، و بالكاد استطاع الوطن تجاوزها ما أوحى بكثير من التفاؤل لاسيما أن رئيساً مخلصاً و هو الحمدي قد أخرج البلد من حالة التشتت ، و التمزق ، و التخلف التي تأتي عبر السيطرة القبلية على الدولة ، و وضع اليمن على طريق التنمية ، و النهوض بعد أن أكلت الحرب مع الملكية الزمن ، و الجهد ، و المال التي تعد الروافع الأساسية للتطور . وها نحن اليوم نتذكر تلك الأحداث بما يجري في اللحظة الراهنة . فصنعاء محاصرة ، و مجهودات التنمية تضيع ، و مقدرات البلد تهدر بسبب الانفلات الأمني الذي يتسبب فيه بعض القوى السياسية ، و جماعات العنف التي تهدف إلى إعادة الكرة في الاستحواذ على البلد ، لتحكمها بما تقتضيه موروثاتها التاريخية الوهمية إذ تخرج من رحم الطموح في السيطرة على الوطن ، و تستخدم ركام المعاناة بصورة باطلة مدعية أنها تحمل هم و معاناة المواطن . ولو كان ذلك صحيحاً لاستقطبت كل شرائح المجتمع بطريقة سلمية ، و حضارية معولها الثقافة ، و وسيلتها الوعي الحاضن للوطن ، أما استخدام القوة ، و التهديد ، و الوعيد ، و استعراض عضلات التخلف فإن ذلك مرفوضاً من قبل كل اليمنيين لاسيما أننا تعودنا على الوسائل الحضارية التي من شأنها إيصالنا إلى هدفنا و هو إخراج البلد من مأزقها المركب سياسياً ، و اقتصادياً ، و اجتماعياً ، و أمنياً ما يدعو إلى وجوب الوقوف بجدية من قبل كل القوى السياسية ، والاجتماعية في مواجهة الحرب الظالمة على الوطن التي يشنها الارهابيون أياً كانت مسمياتهم شمالاً ، وجنوباً ، غرباً ، و شرقاً ثم العمل على فك الحصار عن صنعاء العاصمة الذي يشابه حصار السبعين ، و إن اختلفت آلياته ، و تقنياته فالهدف منه إسقاط الجمهورية ، و تعدد الممالك كما عاش الوطن ذلك الظرف لألف عام . ولذلك فالأمل يكمن في أن القوى الحية التي تهتم بشأن الوطن تستعيد دروها و تعمل على خلق جو ملائم يستطيع الوطن به العبور من لحظة الأزمات إلى الانفراج التام مستنداً إلى وثيقة الحوار الوطني التي أجمع عليها اليمنيون مستخدماً الاصطفاف الوطني وسيلته ، ومتكئاً عليها ليخرج من حالة الاحتراب التي قد تؤدي إلى تمزيق الوطن لا سمح الله .. خاصة أن الأخ رئيس الجمهورية قد دعى مؤخراً إلى اصطفاف وطني يستوعب كل القوى التي اشتركت في مؤتمر الحوار و تلك التي لم تشترك حتى نمتلك القدرة جميعاً على مواجهة التحديات عبر الالتزام الحقيقي ، و الأخلاقي في مساندة تنفيذ مخرجات الحوار التي تمثل طوق النجاة الافضل لتجاوز كل الصعوبات ، و الدخول في مرحلة الدولة ذات المرجعية القانونية ، و المواطنة المتساوية ..