قالت الأمم المتحدة وفرنسا ومسؤول في ساحل العاج إن الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو يفاوض على تنحيه عن السلطة بعد أسابيع من معارك ضارية مع قوات غريمه الرئيس المعترف به دوليا الحسن وتارا، التي استطاعت أخيرا أن تسيطر على أبيدجان وتحاصره في قبو بقصره الرئاسي.
وحسب وثيقة داخلية للبعثة الأممية في ساحل العاج اطلعت عليها رويترز فإن المعارك في أبيدجان ومناطق أخرى متوقفة منذ منتصف نهار الثلاثاء.
وقالت الوثيقة إن جنرالات من أنصار غباغبو طلبوا من بعثة السلام الأممية حماية جنود الرئيس المنتهية ولايته والاستيلاء على أسلحتهم.
وكان مسؤول أممي قد قال بدايةً إن غباغبو سلم نفسه، لكنه عاد وذكر أنه لم يفعل وإنما يريد ذلك مقابل حماية أممية.
أساس المفاوضات
وقال أهوا دون ميلو الناطق
باسم حكومة غباغبو إن المفاوضات على رحيل الرئيس المنتهية ولايته مستمرة،
وتتم على أساس الاعتراف برئاسة وتارا، مقابل ضمانات أمنية له ولعائلته.
كما قال وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه "إننا على وشك إقناعه (غباغبو) بالتنحي"، كما توقع وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي نهاية الأزمة خلال ساعات.
ومن واشنطن طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما غباغبو بأن يتنحى فورا ويأمر أنصاره بإلقاء السلاح.
وشوهدت الثلاثاء دبابات أممية وفرنسية تتقدم على جسور كانت تسيطر عليها قوات غباغبو، فيما بدا خاتمة لمعارك ضارية انتهت بسيطرة قوات وتارا على
معظم أراضي ساحل العاج بما فيها العاصمة الاقتصادية أبيدجان، لينتهي الأمر
بغباغبو محاصرا في قبو داخل قصره الرئاسي حسب تقارير إعلامية.
انتهاكات
وجاءت التطورات في وقت قالت فيه
الأمم المتحدة إنها تعتقد أن "بضعة مئات" من المدنيين قتلوا في مجازر في
غرب ساحل العاج الأسبوع الماضي، وهي مجازر أبدى الأمين العام للأمم المتحدة
بان كي مون قلقه لها.
وتحدثت فاليري آموس مساعدة بان كي مون للشؤون الإنسانية عن 200 جثة عثر عليها في قبر واحد في دويكوي، وهي مدينة زارتها هي وإيفان سيمونوفيتش مساعد بان كي مون لشؤون حقوق الإنسان.
واتهمت الأمم المتحدة قوات غباغبو بالضلوع في المجزرة، لكنها لم تستبعد أيضا تورط قوات وتارا الذي نفى التهم.
وتحدث الصليب الأحمر الدولي عن 800 شخص قتلوا في دويكوي الأسبوع الماضي.
ولقي نحو 1500 شخص على الأقل مصرعهم منذ بدء النزاع بين غباغبو ووتارا مع إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي نظمت نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وسبب النزاع أيضا نزوح أكثر من مليون شخص، وأثار مخاوف من تجدد الحرب الأهلية التي عرفتها البلاد بين 2002 و2003.