لم يكن من قبيل الصدفة ما حدث اليوم من إجرام بحق الأبرياء في ميدان التحرير ولم يكن هذا الإرهاب مُستبعدا فقد أعلن الخصم لخصمه مرارا بأنه سيُطاير أشلاءه ويسكب دمه بينما الخصم الآخر مشغولا بتثبيت قدمه سياسيا على الدولة والإستحواذ عليها ليتحقق له التمكين السياسي بعد أن نال التمكين الجغرافي والعسكري ومع التمكين السياسي سيتم له التمكين الفكري في المؤسسات الرسمية والتضييق على المؤسسات الخاصة ..
الدولة اليوم بشقها العسكري والأمني تقف مكبلةً مغلولة يدها إلى عُنقها لا تكاد ترى إلا رجل المرور ينظم السير على استحياء ينتظر الفرصة السانحة لأن يعود إلى منزلة لأن في الجولة التي تلي جولته هناك رجل مرور لكنه بزيه المدني ينافسه وله مهابة أكثر منه وله القدرة على أن ينظم سير المدرعات فظلا عن السيارات ..
هنالك في القصر يقف ولي الأمر مع الساسة والقادة لا لشيء إلا كمن ينتظر للجزار ليأخذ حصته من الأضحية أو كورثة غير شرعيين ينتظرون لمأمون غير شرعي ليقسم لهم تركة حيٍ يصر هؤلاء الورثة على إماتته طمعا في الإرث ، أكثر من نصف شهر والبحث جار عن رئيس وزراء يُعول عليه الخروج باليمن من محنته في كذبٍ واستخفافٍ بينٍ على هذا الشعب وكأن الأمة لا تعلم بأن أمرها ما عاد في يد ولي امرها وما عاد له من الأمر شيء فما عسى مادونه أن يصنع لهذا الشعب ، لقد حاول الرئيس أن يستعيد شيئا من هيبته أو هكذا أُوعِز إليه ليُوضع أو ليَضع نفسه في موقف يُنقِذه مما وضع نفسه فيه ( فيداهُ أوكتا وفوهُ نفخ) لكن مازاده ذلك إلا ضعفا وانفضاحا ..
في كل نازلة يهب الرئيس مستنجدا بالدول العشر بل ومن المضحك ان يطالبها بتحمل مسؤليتها فهل هذا يعني أنهم أوعزوا إليه أن يغض الطرف و ( يُدعمم) في تمدد الحوثيين واسقاطهم لهيبة الدول وهيبته . وأنهم التزموا له بانسحاب الحوثيين بعدما حققوا مرادهم ثم خلفوه الوعد والموعد وهو اليوم يلومهم ..
لم يعد هناك متسعا للرئيس في الاستمرار في غض طرفه فقد أصبح كالضرير ويقودنا ويقود نفسه إلى مصير سيء وآن له أن يتدارك الأمر أو شيء منه فيؤثر الرحيل ولا أن ينتظر إلى الترحيل ممن مكنهم من أمره وقراره فالخَرقُ اتسع عليه .
يستغرب بعض القراء من بعض الكتاب أنهم كانوا يمتدحون هادي في السابق في كتاباتهم واليوم ينتقدونه .. والمتأمل للواقع يرى أن الكُتاب هم من ضمن أبناء الشعب والذين عقدوا الآمال على هادي يوم تبوء منصبه لكن اليوم أغلب الشعب إن لم يكن أجمعه ساءهم سياسة هادي الا ستسلامية و مايكتبه اليوم الكتاب عن هادي وانتقاده بعد مدحه هو امتداد للسخط الشعبي الذي قال بمقولة الشيخ البيحاني : [ظننتُ ظناً فخاب ظني :: ظننتهُ شيخاً طلع مغني ]