لم يعد ما يخفيه الأخ (عفاش) رئيس المؤتمر من حقد ونقمة لكي يثأر لنفسه الأمارة منذ ترحيله من الكرسي عقب ثورة 2011م والتي أعاقتها المبادرة الخليجية فكانت هذه النتائج والتي أفرزت استعمارا محليا بوسائل خارجيه يقود هذا الاستعمار الحوثيون و(صالح عفاش).. نعم لم يعد صالح يخفي عداوته بعد أن أدرك الداخل والخارج بروز صالح وضلوعه في كل الأحداث الأخيرة وتحديدا منذ تسليمه صعده وتعونه في تسليم عمران وأخيرا صنعاء مرورا بالحديدة ليلا وعند الصبح إب وصولا إلى تعز عروجا على رداع وكلها أحداث دراماتيكيه لم يكن للحوثيين من هذه الاجتياحات إلى شعارهم بينما جُلّ الإمكانيات المادية والبشرية هي للمناصرين ( لصالح )..
أعوان صالح ومناصريه ينقسمون إلى مشائخ القبائل والذين افرد لهم صالح بندا في ميزانية الدولة طيلة حكمه وكفِلهم ووصى بهم دول الجوار لكفالتهم بعد ان حدّ من خطرهم الشهيد الحمدي وهم إلى اليوم يستلمون مخصصاتهم الماليه تلك ممتنين لصالح ناقمين على شركاء ثورة 2011 وتحديدا حزب الإصلاح وحلفاؤهم والذين حاولوا وقف هذا الاستنزاف المالي والذي أقره صالح للمشائخ ، لقد وجد صالح بغيته في هؤلاء المشائخ والذين سهلوا للحوثيين الولوج والتمركز في المحافظات وكان دورهم أشبه بدور ابي رغال..
القادة العسكريون والذين عينهم صالح في بعض المعسكرات وتحديدا في الحرس الجمهوري والذي تتمركز معسكراته في معظم المحافظات التي بدأ الحوثيون يتسلمونها دون أي مقاومة ، لقد حفظ هؤلاء القادة العسكريون الجميل لصالح وابنه احمد من بعده لأنه وطّنهم في تلك المعسكرات وضل على اتصال معهم ووصلٍ وأعطُيات فضمنوا له ولابنه الولاء وظلوا يعملون في معزل عن الحكومة الجديدة والتي أعقبت ثورة 2011م رغم الهيكلة والتي ماكانت هيكلة فعلية إلا على الفرقة الأولى مدرع والتي انضم قائدها لثورة الشباب والتي أطاحت بصالح والتي تم تشتيتها بعناية مركزة وباشراف مباشر من وزير الدفاع محمد ناصر والذي اثبتت الاحداث المتتالية على تواطئه مع الجماعة الحوثية المتحالفة مع صالح في تمدداتها وتمردها وانقلابها على كل اتفاق مع الرئاسة المتساهلة وما دونها .
إنه لمن الغباء أن يظن البعض أن الحوثيون وحدهم أصبحوا قوة خارقة تتمدد بسرعة البرق وتتساقط أمامها المحافظات بسرعة الصوت وهذا مايزيد هذه الحركة غرورا وتكبرا وتماديا تستغله في سطوتها وتعنتاتها وتشرطاتها على طاولة السياسة مع خصومها واغفال حقيقة التواطؤ الرئاسي الرسمي وتعاون صالح وأن الأخير هو المستفيد من هذا التمدد الحوثي أيضا وهو الحليف الأبرز والذي يتأهب لأن يجني ثمار دعمه متى ما رأى الوقت مناسبا وان يتقاسم هذه الغنائم والغلول مع حليفه الحوثي غير أن مايفسد علاقة هذين الشريكين هو أن هذا التحالف قائما على الثأر من الخصوم والانتقام منهم ويعتبر (الإصلاح) هو الخصم المشترك والذي يحسب هذان الشريكان – الحوثي وصالح – أن بالقضاء عليه ستخلو لهما الأمور والتفرد بالغنائم والمكاسب السياسية والجغرافية والاقتصادية خصوصا وأنه ليس هناك من ينازعهما بعده فالرئاسة قد عُطِّلت هيبتها والحراك الجنوبي يصارع من أجل الاستقلال وبقية المشترك تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى .. هكذا يحسب الشريكان – صالح والحوثي – لكن الحقيقة التي لا يجهلها إلا جاهل أن ما يفترقُ عليه الحوثيون وصالح أكثر مما يجتمعون عليه وأن نظرة الحوثيون للحكم تختلف عن نظرة صالح فالأول يراها حقا إلهيا لا يحق لأحدٍ منازعته ومن نازعهم فيه فهو على موعد مع ( عزرائيل) بينما الآخر مازال متمترسا بغروره وانه سيعيد الأمر إليه لأنه الأولى به فهو صاحب المنجزات والمعجزات ولن يرحل إلا بالصندوق
لن يدوم التحالف طويلا والليالي الملاح بين صالح والحوثيين فكلٌ يرمق للآخر بعين النقمة ويتحين الفرصة للقضاء عليه والمكر به لغياب المشروع الإنساني والوطني في بناء الأوطان عندهما وهذا ماستكون الأيام المقبلة حُبلى به إلا أن يقضي الله أمراً كان مفعولا ..